الصهاينة يعلنون الحرب على حزب الله ويقرون بصعوبتها / هشام الهبيشان

 

 

هشام الهبيشان ( الأردن ) الأحد 18/1/2015 م …

 

 
 
 
بهذه الفترة بالذات من عمر الحرب المفروضة على قوى المقاومة بالمنطقة العربية والاقليم نستطيع ان نرسم خطوط عامة لكافة الاحداث والاحاديث والتحليلات التي عشنا تفاصيلها بالساعات و بالاسابيع والاشهر القليلة الماضية، وربطها مع مجموعة استراتيجيات ورؤى تستهدف قوى المقاومة بالمنطقة ككل، وما مدى ارتباط هذه الرؤى والاستراتيجيات بمخططات صهيو امريكية -عربيه -اقليمية، تستهدف مجموع قوى المقاومة بالمنطقة ككل ,ومنها تحديدآ الحرب “المصيرية “ التي يحضر لها حاليآ بين حزب الله وحلفائهم من جهة وبين الكيان الصهيوني وحلفائه من جهة اخرى.

 

 
 
*حزب الله مستعد للحرب..والصهاينة يحضرون لها وينتظرون أعلان ساعة الصفر من واشنطن وباريس وحلفائهم ألاقليميين ؟؟.
 
فقد جاء حديث السيد حسن نصر الله ألاخير لقناة الميادين ليؤكد أن حزب الله مستعد للرد على أي عمل عدواني “أرعن ” أسرائيلي في الفترة المقبلة ,,ولكن هذا الرد سيكون هذه المره مختلف فقد قال هنا بالتحديد ” سنرد على أي عدوان إسرائيلي جديد ليس بالدخول إلى الجليل فقط، وإنما إلى ما بعد الجليل، وأن المقاومة في لبنان لديها كل أنواع الأسلحة وما يخطر أو لا يخطر على بال العدو“,وهذا مايؤكد أن الحزب في أي حرب مستقبلية متوقعة مع الكيان المحتل مستعد للرد ,,ولكن سيكون هذا الرد داخل المدن الفلسطينية المحتلة ,,وسينقل الحزب المعركة ألى داخل ألاراضي المحتلة ,,وهذا مايؤكد أن الحزب جاهز فعلآ لنقل المعركة ولديه كل الوسائل التي تمكنه من تحقيق هذه الغايه ,,بل يؤكد هنا الحزب أنه يملك مخزونآ ناريآ وصاروخيآ هائلآ قادر على تحويل الاراضي المحتلة بفلسطين ألى كتلة نار .

 

 

على الجانب ألاخر ,, يبدو ان الكيان الصهيوني  أيضآ يعد لحرب كبيرة ستفرض وجودها وبقوة على الاقليم المضطرب بشكل كامل،، ويلاحظ جميع المتابعين لتداخلات وتقاطعات  الفوضى بالاقليم ومسار تحركات الاهداف الاسرائيلية بالاقليم ككل، ان لدى الاسرائيليين رغبة جامحة بالتحرك عسكريا باتجاه فرض حرب جديدة بالمنطقة وخصوصآ بعد فشلهم بتحقيق الاهداف الاستراتيجية لعملية الجرف الصامد الاخيرة بغزة ,,ومن هذا الباب يتوقع غالبية المتابعين أن يهرب النتن ياهو من ازمته الداخلية الحاليه بالذهاب الى عمل عسكري  بأتجاه حزب الله ومن المتوقع أن يدعم النتن ياهو بهذا المسعى الجديد للهروب من أزمته الداخلية نخبة كبيرة من قادة الرأي الصهاينة وبعض الساسة وعدد كبير من جنرالات الجيش الصهيوني,,بألاضافة الى دعم واشنطن وباريس وحلفائهم بالمنطقة للنتن ياهو بخوض هذه الحرب ضد الحزب .

 

 

 

 
 
ومن هنا فقد جاءت مؤخرآ تصريحات وزراء وقاده امنيين اسرائيليين وجميع هذه التصريحات والتحليلات ورسم السيناريوهات تصب بخانة التحرك شمالآ باتجاة ضرب منظومة حزب الله العسكرية واللوجستية وبأخر هذه التصريحات قال رئيس اركان جيش العدو الاسرائيلي، بيني غانتس، ان الجبهة الشمالية لاسرائيل، اي الحدود مع لبنان ، قابلة للانفجار،، باي وقت ، ومن هنا يبدو واضحا الان ان الاسرائيليين قد بدأو بالفعل التحضير ورسم سيناريوهات المعركة القادمة مع حزب الله,,ولكن ينتظرون أعلان ساعة الصفر من واشنطن لبدء المعركة .

 

*واشنطن تحذر من تنامي قدرات حزب الله العسكرية والبشرية ؟؟.

 


 
مؤخرآ تركزت الاحاديث والتقارير العسكرية والسياسية الامريكية تحديدآفي الاسابيع و الايام القليلة الماضية، على تعاظم قوة حزب الله، وتقول هذه التقارير والاحاديث ان تعاظم قوة حزب الله النارية والعسكرية بالتحديد تعد نكسة كبيرة لمشروعهم الرامي لاعادة رسم موازين ومواقع القوى بالمنطقة، فلوجستية الحزب العالية وقوة الردع العالية التي يملكها مقاتلي الحزب، والمخزون الهائل للسلاح والتطور بالنوعيه والكم لهذا السلاح الذي يملكه الحزب، سوف تؤدي بمجموعها كما تتحدث التقارير العسكرية واحاديث الساسة الامريكان، الى احدث تغيير جذري في الخارطة العسكرية لاطراف الصراع بالمنطقة، والمقصود باطراف الصراع وفقا للمقصد الامريكي قوى المقاومة بالمنطقة من جهة والكيان الصهيوني وادواته بالمنطقة العربية من جهة اخرى“.

 



ومن هذه التقارير والاحاديث نستطيع ان نقرا ان قادة وصناع الرأي والقرار الامريكي بدأو يدركون اكثر من أي وقت مضى ان مشروعهم الاكبر الرامي لتعظيم قوة اسرائيلبالمنطقة بدأ يواجه خطر كبير، وخصوصا بعد الهزيمة الكبرى التي منيت بها اسرائيلبعد الهزيمة الكبرى بمعركة الجرف الصامد بغزة.

 

 

 


*ما مضمون تقارير ألاستخبارات الصهيونية حول تنامي قدرات حزب الله؟؟ .

 


مؤخرآ صدرت بتل أبيب  مجموعة تقارير عسكرية أستخباراتية وتقول هذه التقارير التي اعدها مجموعة من كبار القادة العسكريين الاسرائيليين ويقولون فيها ان قدرة حزب الله اللوجستية وقوة الردع، والتنظيم المنضبط للحزب،، قد يحدث تغييرآ كبيرآ،، بموازين القوى بين اطراف الصراع بالمنطقة ,,وهنا يقول الرئيس السابق لقسم الأبحاث في شعبة الإستخبارات الإسرائيلية الجنرال إيتاي بارون لصحيفة “يسرائيل هيوم” العبرية انه “في حرب لبنان المقبلة فإن حزب الله يستعد لاطلاق أكثر من ألف صاروخ يومياً على اسرائيل”، ولفت الى ان حزب الله سيحاول ضرب المنشآت الاستراتيجية في اسرائيل في الحرب المقبلة,,ويضيف هنا ,, خلافا لحرب لبنان الثانية اتوقع اننا سنجد في المرة القادمة قوات حزب الله على ارضنا من خلال طرازين، الاول طراز العمليات – طعنات محددة في نهاريا او شلومي او معلوت، والثاني عمليات اكثر ملموسة للسيطرة على اراض اسرائيلية، أي سيطرة حزب الله على بلدة اسرائيلية كاملة .

 



ومن هنا فقد بدأت الخشية الاسرائيلية من تطور قدرات حزب الله القتالية تظهر للعيان منذ أنطلاق معارك القصير مرورآ بمعارك القلمون السورية،، فهم يقولون بتقاريرهم ان قدرة حزب الله على تحرير بعض مناطق محصنة بشكل كامل بالقلمون من المسلحين، وكما يقولون هم بان تحصينات بعض المناطق بالقلمون السوري العسكرية واللوجستية التي كانت سابقا تخضع لسيطرة المسلحين يبرود، كمثالاكثر من تحصينات الكثير من المدن الاسرائيلية بل يقول بعضهم انها قد تكون اكثر تحصينا من تل ابيب نفسها- وهذا يعني بحسابات القادة العسكريين والسياسيين في تل ابيب ان تحرير بعض مناطق القلمون التي شارك بها حزب الله مع الجيش العربي السوري، يعني بالعرف العسكري ان حزب الله قادر باي وقت على اسقاط وتحرير اي مدينة اسرائيلية وضرب خطوط دفاعها وتحصيناتها باي حرب مستقبلية مع اسرائيل، فهم يقولون، انه كما ساهم حزب الله بتحرير الجغرافيا وضرب تحصينات المسلحين بالقلمون السوري، فهم قادرون على اسقاط وتحرير مدن اسرائيلية في اي حرب مستقبلية مع اسرائيل وهذا شي جد خطير بالسياسة العسكرية والامنية الاسرائيلية ومن هنا تنبع الخشية الاسرائيلية.

 


*المحللين الصهاينة متيقنيين من حتمية المواجهة مع حزب الله هذا العام ,,ولكن؟؟.

 


سمعنا وقرأنا في الفترة ألاخيرة الكثير من  التحليلات للمحللين الاستراتيجيين الاسرائيليين عن احتمالات شن عدوان اسرائيلي على اهداف لحزب الله بشكل مفاجئ للحزبفي شتاء هذا العام، والذي من المتوقع ان يكون شتاء ساخن جدا بالمنطقة ككل، وهذا العدوان سيتركز على قواعد عسكرية في الجنوب اللبناني، وحزب الله بدروه متيقن من حتمية المواجهة المؤجلة منذ زمن مع الاسرائيليين.

 


ولكن هذه المرة ستكون المواجهة مختلفة، وليست كمواجهة، معركة تموز 2006، فحزب الله سيواجهه ثلاثة اعداء، هذه المره، وهم اعداء الداخل اللبناني، وجبهة النصرة وداعش وبعض التنظيمات المسلحة الاخرى على الجانب الاخر من الحدود السورية، بالاضافه الى العدو الرئيسي وهم الاسرائيليين، بمعركة واحده، وكل هؤلاء يجمعهم هدف واحد وهو ضرب وشل القدرات اللوجستية والعسكرية للحزب، وهذا لايخفي حقيقة وجود دعم اقليمي -عربيدولي من الدول الشريكة علنا بالحرب على قوى المقاومة بالمنطقة، لاي عملية مستقبلية تستهدف تصفية الحزب عسكريآ,,وهذا ماتؤكد عليه دوائر صنع القرارألامريكي بشكل دائم ,,باعثين برسائل طمأنه للكيان الصهيوني ,,ومضمونها أن حربكم المستقبليه  مع حزب الله ,,سيكون له ردود فعل أقليمية وعربيه مؤيده لكم بهذه الحرب .

 



 

*لهذه ألاسباب ,,معركة حزب الله مع الكيان الصهيوني مختلفة هذه المره ؟؟.

 


ما حصل بجرود بريتال مؤخرآ ,, ما هو الا مقدمة  لسيناريوهات متعددة  بالمستقبل القريب، فما حصل مؤخرآ من هجوم غير مسبوق من مجموعات من المسلحين’جبهة النصرة على بعض القواعد العسكرية للحزب بجرود بريتال ما هو الا البداية لحرب استنزاف قصيرة، تسبق العدوان الثلاثي على الحزب، وهذا ما يؤكد حجم التنسيق بين هذه المجموعات المسلحة والاسرائيليين وبعض اعداء الحزب بالداخل اللبناني، ومع هذا فقد نجحت اللوجستية العالية لمقاتلي الحزب بصد هذه المجموعات وكبدتهم خسائر كبيرة، وما رد الحزب السريع بتفجير عبوة ناسفة باليه عسكرية اسرائيلية بمزارع شبعا المحتلة حينها الا رسالة تحذير اولى للاسرائيليين، ردا على عملية جرود بريتال، لان الحزب يدرك من هو الاصيل ومن هو الوكيل بمعركة جرود بريتال الاخيرة، فقرر ايصال الرسالة للاصيل، بعد ان كبد الوكيل خسائر فادحة بهذه المعركة.

 


*أخيرآ ,ما المؤشرات ألاوليه لنتائح الحرب بحال حدوثها ؟؟.

 


وبالنهاية،فقد بات من الواضح ان الاسرائيليين وادواتهم بالمنطقة وداعميهم بالغرب، مصممين اكثر من اي وقت مضى على اعلان قريب لبداية الحرب على الحزب، مستغلين بشكل عام فوضى الاقليم، فبعد ان تم شيطنة الحزب اعلاميآ، ومع دخول الحزب بحرب الاستنزاف، ومع كل هذه الفوضى العارمة بالاقليم، ومع مراهنات كبرى على قدرة الحزب على الصمود بالمواجهات الكبرى المقبلة، فان هناك قناعة شاملة عند الكثير من المتابعين لمسيرة الحزب التاريخية، بان الحزب وبما يملكه من قوة ردع نارية عسكرية وبشرية، والاهم من ذلك عمق التحالفات مع بعض قوى الاقليم، مؤهل للتصدي وردع اي عدوان يستهدف الحزب عسكريآ، ومن هنا سننتظر الاشهر الثلاثة المقبلة لتعطينا اجابات واضحة على كل الاحداث المتوقعة بالمستقبل القريب بعموم المنطقة ككل وجزء منها السيناريو المتوقع لشتاء ساخن بين حزب الله وحلفائه بالمنطقة من جهة والاسرائيليين وادواتهم بلبنان والمنطقة من جهة اخرى.

 


*كاتب وناشط سياسي –الاردن .

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.