العدوان على غزة بين التقاء المصالح وغموض الحقائق




مدارات عربية – الأحد 28/6/2020 م …

كتب المستشار  السياسي حسين موسى

شن الطيران الحربي لقوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء الجمعة، غارات جوية على مواقع عسكرية في قطاع غزة وذلك بعيد إطلاق قذيفتين من القطاع، الذي تسيطر عليه حركة حماس باتجاه الأراضي الإسرائيلية، بحسب ما أعلن الجيش الإسرائيلي ومصدر أمني فلسطيني.وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إنه وجه ضربات لأهداف تابعة لحركة حماس في جنوب قطاع غزة، وذلك ردا على إطلاق قذيفتين من القطاع باتجاه الأراضي الإسرائيلية. من جهته، قال مصدر أمني فلسطيني إن “طيران الاحتلال نفذ سلسلة غارات جوية استهدفت عددا من المواقع التابعة للمقاومة وأراضي زراعية في مناطق مختلفة في قطاع غزة أسفرت عن وقوع أضرار مادية جسيمة، لكن من دون وقوع إصابات” .وأضاف أن المدفعية الإسرائيلية استهدفت أيضاً بقذائف عدة “نقاط رصد تابعة للمقاومة شرق جباليا” في شمال القطاع.

الأهداف الإسرائيلية العامة  من العدوان على غزة دوريا  :

– احد الأهداف الإستراتيجية التي دائما ما تسعى إليها أجهزة الأمن الإسرائيلية وعلى رأسها الموساد التعرف على مالأت الشعوب العربية وذلك بافتعال أحداث كبيره على مسار الصراع فمثلا كل عامين أو اقل تحدث اشتباكات مع قطاع غزة ومن قبل اقتحام الأقصى أو محاولة استفزاز الشعور العربي باغتيال رموز له والهدف من ذلك محاولة استكشافية لمالأت العرب فكانت قديما تثور الحكومات العربية وتحاول دفع القوى الدولية عبر منظماته إلى إصدار قرارات تدين العدوان وكانت الشعوب تخرج في مسيرات حاشدة تطالب بالقصاص ودفع الحكومات للتحركات ولكن هذه الأشياء لم تعد تحدث حاليا كان الشعوب العربية اعتادت الأمر وكذلك الحكومات وهذا يجعل أجهزة الأمن الإسرائيلية تبدأ في عمل سيناريوهات مستقبلية

– التعرف على قوى الخصم من خلال معرفة قوته التسليحية وما وصل إليه من تطور ومحاولة تدميرها

– استنزاف الخصم ماديا ومعنويات فكلما تحاول غزة الانتهاء من بناء البنية التحتية والبدء في التوسع في تحقيق الاكتفاء تلجا قوى العدوان إلى تدميره لكي يبدأ من جديد

– التعرف على مدى المساندة الدولية لها ولخصومها حتى تستطيع إعادة رسم خريطة تحالفاتها الجديدة وإعادة رسم مسار تحركاتها فقد أظهرت أحداث العدوان على غزة التراجع في النفوذ الاسرائيلى في أمريكيا اللاتينية وضعف التأييد الدولي لها حتى داخل الإدارة الأمريكية نفسها وكذلك التعرف على السياسية المصرية الجديدة في تعاملها مع القطاع

– التعرف على قدرة أجهزتها الأمنية وقدرتها التسلحية لكي تقوم بإصلاح أخطاء المنظومة الدافعية لها كالقبة الحديدة والتي قامت الإدارة الأمريكية مدعوما من الكونجرس الأمريكية بضخ أموال لإعادة تطوير منظومة القبة الحديدية .

الهدف الان من ضرب غزة :

انما حاليا تم استعجال الهجمة على قطاع غزة لعدة اسباب  منها :

·       صرف النظر عن الاجراءات الاسرائيلية بضم اجزاء من الصفة الغربية  والتوسع في بناء المستوطنات دخل القدس

·       حشد الرأي العام في اسرائيل لدعم الحكومة لأنه   دوما هناك توجس امنى وخوف وذعر لدى المواطن الاسرائيلى من فزاعة المقاومات الفلسطينية ومدى تطور قدراتها الهجومية  لذا يسعى دوما الرأي العام في اسرائيل  الى التوجه نحو اليمين المتطرف الذى يتخذ من اسلوب الردع والقوة اداه لتحقيق الامن للمواطن الاسرائيلى  وهذا ما دفع نتنياهو للقيام بالهجوم على غزة حاليا لإظهار العنصر الأمني  مما يقوى موقفه لدى الشارع الاسرائيلى في الانتخابات القادمة

فقد  هدد نتنياهو فى خطاب مسجل عُرض أمام المؤتمر السنوي للجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية (إيباك)، منذ شهور حيث قال ، أنه “مستعد” لاتخاذ مزيد من الإجراءات في غزة بعد الضربات الإسرائيلية التي نفذت ردًا على إطلاق صاروخ أسفر عن سبعة جرحى بالقرب من تل أبيب، وقال “يمكنني أن أقول لكم إننا على استعداد لفعل ما هو أكثر بكثير، وسنقوم بكل ما في وسعنا للدفاع عن شعبنا والدفاع عن دولتنا”.

كما ذكر لجوه الى  التعامل مع الوضع الأمني ​​في إسرائيل بعد إطلاق الصاروخ من غزة، وقال انه  كان ردنا قويًا خلال الـ 24 ساعة الماضية فقد  دمر الجيش الإسرائيلي بنى تحتية هامة تابعة لحماس إلى حد لم نشهده منذ العملية العسكرية الأخيرة منذ أربع سنوات (في إشارة إلى عدونا 2014)”.

·       صرف النظر الدولي والعربي عن قانون القومية  الذى  يعتبره المواطنون العرب أنه يؤسس لنظام الأبرتهايد، ويتألف من بنود تؤكد التفوق العرقي لليهود، ويجعل التمييز ضد العرب مبررا وشرعيا وقد برر نتنياهو ذلك بقولة(  ان إسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم التي يعرف الشعب اليهودي ذاته من خلالها وله حق تقرير المصير فيها: العبرية: لغتنا الرسمية، ويحق لكل يهودي في العالم في الهجرة إلى إسرائيل وأن يصبح مواطن فيها، وهو المكان الذي المواطنة فيه حق لكل يهودي. إسرائيل هي مكان لجميع اليهود، وهذه هي مكونات وجودنا الجماعي، والتي يقدسها “قانون القومية” ليصبح قانونًا دستوريًا تاريخيًا)

هل سيكون هناك توغل اكبر في غزه ام مجرد استعراض قوة ؟

اعتقد ان التوغل سوف يكون  محدودا  لعدة اسباب منها :

·       ضعف الروح المعنوية  للعسكرية الاسرائيلية  خاصة بعد خسائرها في العدوان  السابق على غرة في عام 2014 والتي اظهرت تطورات قدرات حركة حماس الدفاعية وقدرتها على الصمود أمام العدوان الاسرائيلى بل وعمل اشتباكات ناجحة وعمليات في خطوط العدو بالرغم من الخسائر الكبيرة التي منيت بها واسر جندي وقتل بعض القادة . وكذلك الفشل الاستخباراتي الاسرائيلى وضعف الروح المعنوية للجنود الذي رفض جزء ليس بالقليل الدخول في هجوم برى على قطاع غزة

·       وساطة الحكومة المصرية في المفاوضات المباشرة  وهذا ما يريده  نتنياهو  حتى تضمن اسرائيل التزام حماس بعدم الهجوم على الداخل الاسرائيلى مرة اخرى لأنه حاليا يدرك أن الجبهة الداخلية الإسرائيلية لن ترحمه أمام فشلٍ آخر وكل ما كان يهدف له استعراض قوة فقط لكسب الحشد الداخلي وان  التصعيد يهدف إلى محاولة إقناع الرأي العام الإسرائيلي بقوة الردع وأن “حماس” قد تضررت من القصف الأخير، لافتا إلى أن قيادة الاحتلال لا ترغب في توسيع الضربات والأهداف خشية من توسيع رقعة التصعيد وتكرار مشهد ما حدث في “تل أبيب”.

حقيقه أكذوبة القبه الحديدية ؟

·      للمرة االثالثة في غضون أقل من عام تقريبا تفشل منظومة القبة الحديدية الإسرائيلية للدفاع الجوي في اعتراض صواريخ أطلقت من قطاع غزة باتجاه مدن اسرائيلية الحقيقة ان نظام القبة الحديدية” التي تشبه في سابق الأمر “خط بارليف” الذي اعتقد “الصهاينة” أنه لا يقهر، ويعيد التاريخ نفسه مرة أخرى وتم قهر “القبة الحديدية” وأعلنت السلطات الإسرائيلية الاثنين الماضي  أن الجيش يحقق في سبب فشل منظومة القبة الحديدة في التصدي للصاروخ الذي أطلق من قطاع غزة   وقالت إن منظومة القبة الحديدية لم تكن جاهزة للتعامل مع هجوم يستهدف وسط البلاد ، في حين اشارت تصريحات حركة حماس بشأن هذا الصاروخ، إنه لا يمكن تعقبه نظرا لأنه لا يتخذ مسارا خطيا أثناء تحليقه في الجو، بل يتخذ مسارا متعرجا يجعل من الصعب على المنظومة الدفاعية رصده. وهو من طراز “جاي-80″، وسمي بذلك تيمنا بزعيم الجناح العسكري للحركة أحمد الجعبري.

·       كشف موقع ”والا“ العبري، يوم الأثنين، أن الأوساط الأمنية والعسكرية في إسرائيل تمر بحالة صدمة نتيجة عدم تنشيط واستجابة منظومة القبة الحديدية في منقطة ”شارون“ التي استهدفها صاروخ أطلق من قطاع غزة حسب المزاعم الإسرائيلية. وقال الموقع إن قادة جيش الاحتلال الإسرائيلي يرون أن ذلك ”ما كان يجب أن يحدث“ لافتاً إلى أن ”الجيش الإسرائيلي سبب عدم تنشيط القبة الحديدية في شارون”. ونقل الموقع عن مصدر أمني في جيش الاحتلال قوله: “لم يتم تنشيط نظام الدفاع ولم يعترض الصواريخ التي أطلقت من قطاع غزة وأصاب المنزل مباشرة في موشاف مشميريت في شارون“.وأضاف: ”يعمل نظام الإنذار الأحمر لمدة 20 ثانية تقريبًا في الصباح، سوف يبحث سلاح الجو في القضية. كان من المفترض أن تعترض بطارية ”أيرون دوم“.وختم بالتأكيد على ضرورة محاسبة المسؤولين عن ذلك، قائلاً: ”لماذا لم تعترض البطاريات التي تم وضعها الصواريخ. سواء كان ذلك نتيجة لفشل النظام أو خطأ في تقدير سياسة الاعتراض من قبل موظفي البطارية.

هل صواريخ غزه احرجت اسرائيل امام العالم ؟

بالتأكيد احرجت حكومة اسرائيل داخليا وخارجيا حيث :

·       استغلت الأحزاب المنافسة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو واقعة إطلاق الصاروخ من غزة ، لشن هجوم حاد على الحكومة ورئيسها بداعي فشلها الذريع في ردع حركة حماس ومواجهة صواريخها التي وصلت ”قلب إسرائيل”. وقال بيني غانتس، منافس نتنياهو الأبرز ورئيس حزب ”كاحول لافان“، إن بنيامين نتنياهو خسر وجعل الإسرائيليين رهينة بيد حماس في موقف غير مسبوق ولا يمكن تصوره. وأضاف في تصريح صحفي: ”هذا إفلاس أمني منيت به إسرائيل أمام حماس، ويجب على نتنياهو أن يعود فورًا لإسرائيل لمواجهة هذا التصعيد الخطير وتوابعه“.

·       دعا الرئيس السابق للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية اللواء (احتياط) عاموس يادلين، ، إلى إلحاق الأذى بقادة حركة حماس في قطاع غزة .وقال إن ”المواجهة مع حماس أمر لا مفر منه“، معتبرًا أن ”أي طرف يدخل في حملة ابتزاز سوف يصل به المطاف إلى أسوأ الظروف“.

·       اظهرت التطور النوعي التسليح الحمساوي مما سبب الحرج لقيادات الحكومة الاسرائيلية والتي طالبت بمزيد من الحسم مع حركة حماس

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.