مصر والمؤامرة الكبرى / د. محمد رقية

دام برس : دام برس | مصر والمؤامرة الكبرى .. بقلم : د. محمد رقية



د. محمد رقية – الخميس 2/7/2020 م …

إن المؤامرة الأكبر والأقوى والأصعب والأخطر ،  التي تعرضت لها مصر خلال السنوات العشر الماضية هي بناء سد النهضة الاثيوبي على نهر النيل. لقد اتضحت النوايا السيئة من بنائه  بمعرفة داعميه وعندما زادوا كمية المياه خلفه من 6 مليار متر مكعب الى 72 مليار متر مكعب وهذه الكمية لاتحتاجها اثيوبيا عمليا” ، وإنما تم رفعها لحصار مصر بلقمة عيشها وجعلها أداة طيعة بيد كل هؤلاء الأمريكي والصهيوني والاثيوبي  ، إضافة طبعا” الى السودان الذي بدأ بعد التقسيم والحكم الجديد  يترنح أمام الصهاينة .

لقد كتبت قبل عامين مقالا” مطولا” عن سد النهضة الإثيوبي وأهدافه ومشاكله الجيولوجية والبنائية ومخاطره على مصر والسودان وخاصة في المجال الزراعي وخنق حياة المصريين والسودانيين مائيا”  واحتمال انهياره في المستقبل  ، وأشرت الى أنه يجب على الأخوة المصريين الذين أعرف الكثيرين منهم وعلى حكومتهم  الى ضرورة وقف تنفيذا هذا المشروع بشكله الحالي وعقد اتفاقات تحفظ حق مصر والسودان في مياه النيل ولكن للأسف الحكومة المصرية لم تتخذ موقفا” صلبا” ؛تجاه مماطلة الحكومة الإثيوبية المدعومة صهيونيا” وأمريكيا”.
والشيء المحزن في الموضوع  أنه لايوجد موقف مصري سوداني موحد تجاه هذا الأمر ، لذلك وصلنا الى مانحن فيه .

لم تتوقف المؤمرة هنا بل توسعت  بتهديدات الخوان من خلال أزعر الناتو أردوغان ؛ الذي استطاع بتدخله في ليبيا أن يغير مجرى المعركة لصالحه والحكومة المصرية تنتظر  حتى وصل البل لذقنها.

أرى أنه يجب التحرك سريعا” وبقوة باتجاهين بالتنسيق مع سوريا والجزائر وجبهة المقاومة :

الأول باتجاه سد النهضة لتنفيذ المقترحات المصرية والإتفاقات الناظمة لهذا الأمر ،  أو تدمير السد قبل امتلائه ، لأنه اذا انهار بعد الإمتلاء فسيدمر حوالي نصف الأراضي السودانية والمصرية بكل ماتحمله من بناء وبشر ومشاريع (مايعني دمار البلدين )

والثاني نحو ليبيا بدعم شعبها وقبائلها ووطنييها ومساندتهم جوا” على الأقل لمجابهة أردوغان المجرم السفاح ومرتزقته وطردهم خارج ليبيا ويجب عدم القبول بأقل من ذلك، لحفظ وحدة الأراضي الليبية ،  وسوريا جاهزة لدعم الأشقاء في مصر كما أعلن اليوم السيد وليد المعلم وزير الخارجية .
إن أي تأخير في ذلك ليس في صالح مصر ولا في صالح امتنا العربية .

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.