خمسون سنة فساد، في سوريّة!؟ / حسّان الحموي
حسان الحموي* ( سورية ) الأحد 18/1/2015 م …
*الباحث والخبير والمستشار والأكاديمي العربي المعروف
· ( مع نسمات صباح العزيمة واﻹرادة على استمرار جعل سورية أوﻻً وبلا تردد أو تفكير، فإنّي أحيل مقالتي وأعلن دعوتي من على صفحة “حرية الرأي الوطني وهايد بارك العرب” صفحة رجل الدولة سعادة سفير الجمهورية العربية السورية وسفير كل شرفائها من المؤيدين والمعارضين(د. بهجت سليمان)، فهكذا عودنا صاحب بيت الوطن أبا المجد. )
· سأبدأ بالتأريخ للقادم إن لم نَعُدْ لِوَعْينا الوطني في هذه اللحظة!!! بِحِيَادٍ قابِلٍ للإثبات .
سَيَرْضَى الكثيرون وسيغضب الكثيرون ولكنّ الحق هو مَن يجب أن أرضيه ..
كنت ومازلت وسأبقى إصلاحياً وطنياً عروبياً، مسلماً زاهداً صوفياً عرفانياً، ﻻمذهبياً، علمانياً وسطياً محايداً، لا حزبياً وغير منتمٍ إﻻّ لله سبحانه .
· وهنا سَأُعْرِبُ عن حقائقَ عِشْتُها وكنت جزءاً منها، وأهمّها أنّ سورية كدولة وكمنظومة حكم مؤسسي مركزي الرؤية، وإستراتيجية القبضة القوية، وﻻمركزية الحكم، فيما يختص بالإدارة لشؤون الدولة وأمور الإدارة المحلية، تمثل توازناً مستقراً أثار دهشة الجميع في العالم.
· إن خبرتي كخبير ومستشار ومحلّل ومقيّم للأداء، قد وضعت أمامي معطياتٍ لن أحترم نفسي إنْ تجاهَلْتُها ومنها أنه :
-50 سنة فساد، والكهرباء وصلت ﻷبعد قرية على نهر دجلة، وتصدّر للبنان وشمال العراق .
-50 سنة فساد، والتعليم والعلاج ودخول سورية والعيش فيها دون فيزة مكفول وبالمجان لكل العرب .
-50 سنة فساد، ونصدّر القمح والغذاء، ونُغْرِق كل اﻻسواق العربية بأجود وأفضل النسيج والملبوسات والدواء والصناعات الكثيرة .
– 50 سنة فساد، وتجّارنا يجوبون العالم، مصدّرين ومستوردين ومستثمرين منافسين بصناعتهم .
-50 سنة فساد، ومازوت المواطن السوري يهرّب للبنان والأردن، استنزافاً لدعم الدولة للمواطن.
-50 سنة من الفساد، والمواطن السوري مرفوع الرأس أينما ذهب .
-50 سنة فساد، وربطة الخبر لكل فقير وغني بليرات تقل عن 30 سنت، وهو أرخص سعر خبز في العالم العربي!.
-50 سنة فساد، والدوﻻر مستقر، ويتحرك ضمن منظومة التضخم العالمية.
– 50 سنة فساد، وسدّدنا كلّ ديون تسليح جيشنا لروسيا، وقد كان السداد باتفاق كان كلّ الصناعيين والتجّار طرفاً فيه، وتشكّل على أثره برجوازية وطنية جمعت المليارات من الصفقة، وبنت إمبراطورياتها الصناعية والاستثمارية في حلب ودمشق وحمص على وجه الخصوص “أي المجتمع السنّي السوري” !.
-50 سنة فساد، ونحرّك كل المنطقة، ومركز ومحور القرار فيها.
-50 سنة فساد، وسورية من أوائل “5” دول أمنة للعيش في العالم .
-50 سنة فساد، وابنتي التي تسافر باستمرار، تصل بمفردها من المطار الساعة الثالثة صباحاً، وتزور مطعماً أو مقهى وتعود للمنزل، وﻻ يجرؤ أحدٌ أن يعترضها.
-50 سنة فساد، ونستقبل ونحمي ونستر ملايين من ﻻجئي الجوار، وندخلهم مدارسنا ونشاركهم أرزاقنا .
-50 سنة فساد، دون ديون على دولتنا، وحَسَدنا على ذلك القاصي والداني.
-50 سنة فساد، ويَصْدُرْ أكثر من 100 مرسوم وقانون وقرار إصلاحي، يفتح أبواب اﻻقتصاد على مصراعيه للقطاع الخاص وللاستثمار اﻷجنبي، خلال السنوات الثماني الأخيرة، حتى أصبحنا نرى مشاريع الخليجيين والأتراك واستثماراتهم في كل مكان، وحصلوا على أفضل الامتيازات والمواقع .
-50 سنة فساد، ويتأسس أكثر من 40 فرع لبنوك إسلامية في بلدنا، والتي لم يُسْمح بها حتى اللحظة، في السعودية .
-50 سنة فساد، لم يتجرأ أحد أن يختطف مواطناً سورياً ويساوم على روحه .
-50 سنة فساد، وسورية تصدّر العقول لكل دول العالم، وﻻ تَنْفَدْ من المبدعين .
-50 سنة فساد، ونرى مواطناً من داريّا يُوْدِع مليار ليرة سورية، مبيعات عقاراته التي تضاعف أثمانها مئأت المرّات، لمرور البنية الأساسية والخدمات بها، ولم يتجرأ أحدٌ أن يسأله من أين لك هذا… ﻻ تتفاجؤوا إن أعلمتكم أنّ أهل الأرياف المحيطة بالمدن السورية كافّةً، أصبحوا أكثر ثراء من كبار العائلات العريقة والثرية تقليدياً في مراكز المدن، وكلّهم خير، والكلّ راضٍ بِرِزْقِ رَبِّه.
وبعد اﻻستقلال، يعلم الجميع أنّ أغلب المتطوعين في الجيش، هم من أبناء محافظات الساحل السوري وحمص، وإنّ أغلب المتطوعين في الشرطة، هم من المحافظات الشرقية والجنوبية، بالرغم من وجود أخطاء من الجميع، لم يكن يجب أن ترتكب، وأمّا باقي المحافظات، وبالرغم من وجود متطوعيها وبنسب أقل، فهي مجتمعات زراعة وصناعة ومهن وحرف، أي باختصار .. بلدة طيّبة وربٌ غفور..
· هذا غيض من فيض، وكلّه موثّق، وأتحدى أن ينكره أحد .
أمّا تحدّياتنا فتُلخّص بسياسة قمع الحريات السياسية، التي أدّت إلى موت الثقافة السياسية والتنظيمية وأصول الممارسة الديموقراطية! وتهميش الآخر، وصولاً لإلغائه، وللأسف فهذه سياسة سائدة لدى الجميع بلا استثناء، وفي كل المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والعمل الحكومي، وهذا معروف في مجتمعات الوفرة، حيث يتحوّل المجتمع إلى التنافس، لغرض التمييز وإثبات الإبداع وتملك المزيد! ويتم دفع الثمن الآن !!!
إنّ الإنسان السوري بعمومه، يركن إلى الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي، على حساب تمثيليات الانتخابات وحق التظاهر وتصارع الأحزاب، ويفضّل أن يعطي الخبز لخبّازه، أي كل مَن يتفوق بشيء أتركه له، ويتمتع هو بمنزله ومتجره ووظيفته وإسعاد أهله!.
أمّا النعرة الطائفية، ورغم وجودها على مستوى “ملح زيادة في الطعام” فقد ضَربت سورية وأهلها أروع أمثلة التعايش الحضاري، وأجيالٌ المثقفين الشباب بعيدون كلّ البعد عنها.
وأمّا التكّفير والتطرّف والفكر الوهّابي، فلم يدخل سورية بلد الرقي الروحي الديني، وأرض علماء الشام الأشهر على مستوى العالم الإسلامي، إلّا مع دوﻻرات النفط، وفي درعا لعمل أبنائها وتداخلهم مع الأردن، والذي يعاني من حين لآخر من بروز السلفية المتشدّدة، المموّلة من الزيت، وكذلك المناطق المحاذية لشرق سورية مع العراق بالذات.
· بلدنا عانى الفساد، وبطء الإصلاح، ولكن وبحمد الله تحرّكت عجلته وكنّا راضين رغم كثرة العثرات، ونستمر بالجهاد للإصلاح .
أنشر هنا تقريراً عن تشريعات الإصلاح الاقتصادي في سوريا، في عهد الرئيس بشّار الأسد، ليتيقّن الجميع ممّا أقول، وليعرف الظالمون أيّ منقلب سينقلبون …
http://www.4shared.com/office/zGqF1-9Rce/____.html
أمّا لو نشرت تقارير تنامي الإصلاح في سورية خلال السنوات الستّة، لما قبل التخريب، والتي ينتجها خبراء مؤسَّسَتِي الإستشارية المستقلة تماماً، وعضو الميثاق الأممي للمسؤولية الاجتماعية، والمكرّمة دولياً وعربياً ووطنياً لإنجازاتها ونزاهتها “مثبّتة بوثائق ومنشورة” لَبَكَينْا دَماً، على كل قطرة دم أريق بسبب الفتنة الهوجاء، ولضربنا رؤسنا بكل حجارة الوطن، على كل مأوى لطفل يتيم دمّرناه بإرادة أسياد حمد بن غاز قطر بن بوش وكوندي الفوضى الخلاقة، ومَن لَفّ لفّهم ممّن سيعودون ﻻهثين ﻻستعبادنا، عندما سنستجدي ونرجو، مَن يعيننا على ترميم الوطن، وحينها ستعرفون نذالتهم واستعبادهم لحاجات الشعوب، كما استباحوا دمنا وأباحوا أعراضنا، عندما لجأ أهلنا إليهم في دارهم، والذين لم تُبَعْ أو تغتصب بناتُهم في أرضنا ومصايفنا!.
(بوش وكونديليزا وخارطة طريق الفوضى الخلّاقة)
” Made In USA and Bernard -Henri Lévy”
http://cpa.hypotheses.org/3520
· 3 سنوات من محاوﻻت ثورة، تحوّلت إلى فوضى، ﻻ ندري ما الذي ستلده، وقد حملت علامة تجارية فارقة، كتب عليها (برنار ليفي مهندسناً شئنا أم أبينا !).
https://www.youtube.com/watch?v=SfcU1SC9uqw
– 70% ممن يديرها سياسياً ما بين فاسد وخائن وتافه ومتسلّق ومتعيّش .
– 30% معارضون وطنيون غُرّر بهم، لضعف خبراتهم بالتنظيم وإدارة العمل السياسي، كما ﻻ تجمعهم رؤية أو إستراتيجية أو برنامج أو خطة متفق عليها بين أطيافهم، وﻻ يدفعهم سوى حبّ الأفضل للوطن، وهذا ﻻ يكفي، والمثل البريطاني يقول الطريق إلى جهنم مملوء بالنوايا الحسنه .
– لقد قام طرفا مَن سمّي بالمعارضة “وسأسميها اﻹجابية الضعيفة، والسلبية الخائنة” بعلم وسوء نية وخبث، والآخر بطيب نية وجهل، بإعادة سوريا أكثر من 100 عام للوراء، وكلّنا خاسر وﻻفخر !
– الإصلاح كان قد بدأ وبدأنا نجني أوائل ثماره المبشّرة، ولم تكن أركان التغيير الوطني المنشود قد نضجت، عندما سُئِل ليفي في محاضرة منشورة على يوتيوب “تجد الرابط أدناه” لِمَاذا لم تبدأ أيّ ثورة أو ربيع سوري بعد، فكان جوابه هو لا ليس الآن، فسورية ليست الباقين، وسيكون لها ترتيب خاص!.. كانت ليبيا في بداياتها!!.
– إنّ دليل عدم نضج المعارضة السورية، هو تجميد ربيع دمشق، لتسرّع أركانه برفع سقف المطالب، وسوء التنظيم وظهور طبقة اللاهثين وراء الحدود، يسوّقون أنفسهم لمَن يشتري، وقد عِشْتُ وعاينت ذلك ورصدته، وأعرف الثمن الذي بدأت تدفعه سورية، في مطلع الإصلاح والانفتاح السياسي، وإتاحة الربيع السوري والذي هو صناعة وطنية مئة بالمئة، لأنه جاء بإرادة ومساندة من نظام الحكم في سوريا!!.
– كما إنّ وعي الممارسة والنضال السياسي، لم يكن قد اكتمل لدى جميع مَن يرغب بالتغيّر، وكان تأهيلهم لأنفسهم وتأهيل منظومة الحكم لتقبلهم، ما زال يسير على طريق الممكن والمقبول وبخطى جيدة ومتوازية .
لم تَعِ المعارضة غير الناضجة، أنّ عقاب كل السوريين من السلطة والمعارضة والجيش وكل الوطن ومقدّراته، قد بدأ عندما هدّدت “قطر وتركيا” سورية بأمرين ما لم تنحاز –أي سورية- للمشروع الأمريكي في المنطقة هما :
1- إرسال دبابير القاعدة “بدأوا بدرعا، وأتمّوها بالنصرة ثم داعش ….. “
2- جرّ سورية إلى مستنقع التدويل “بدأ أعراب مشروع بوش والفوضى الخلّاقة، بتشكيل معارضة فنادق الخمسة نجوم، ومؤتمرات أصدقاء سورية والمطالبة بضرب سورية والمطالبة بمنطقة آمنة شمال سورية، وصوﻻً لمهزلة وفد المعارضة في جنيف 2 الذي أخجل كل سوري مهما كان ميوله “
https://www.youtube.com/watch?v=LoRHLrXmqbc
· لعن الله الفساد… لعن الله الفاسدين، من أيّ نكهة كانوا، وفي أيّ زمن كانوا، ومن أيّ أرض كانوا، وتحت أيّ سماء كانوا، هم وكلّ مفسد في الأرض، فلقد أعاقوا الإصلاح وأخّروا التحديث وسهّلوا الفرصة للخونة، وللمتسلّقين أن يذيبوا المعارضة الوطنية اﻻصلاحية الشريفة الحقّة، والتي يريدها ويحتاجها الوطن والدولة وحتى النظام.
” وأنا كمختص محايد مسؤول عن تقديم اﻻثبات “
· أمّا ريح السموم “داعش والتكفير والإرهاب” الغازي لبلدي… فسؤالي لمؤجّجي الفتنة عمداً أم غباءً، من كل اﻷطراف وفي المعارضة الوطنية الإصلاحية الشريفة بالداخل والخارج، هو ماذا سيكون مصيرنا، معارضةً وموالاة وأغلبية محايدة وملايين المشرّدين والمهجّرين، بين أيديهم إذا وَهَنَ الوطن وجيشُه؟!.
· وهنا أقول لمَن دمّر ما بناه “الفساد!” بأموال وأيدي وعرق السوريين في 50 عام, لقد أفقرتم شعبي وهجّرتموه، وتعملون وتُعِينون الآن على استعبادكم واستعباده!.. خسئتم بإذن الله.
· وهنا سأثير نقطة نظام شرعية! كيف أباح لكم زنادقة الفتوى، الجهاد في أرض مسلمة مؤمنة يرفع فيها الآذان وتُقام الصلاة وتؤتى الزكاة ويُصام رمضان، وأكثر من 70% من نسائه محجّب ومساجده عامرة بحلقات الذكر!!! ويوحّد ولا يعبد فيها إلّا الله !!!! في أيّ ملّة هذا ؟؟
وأنتم أيّها الفجرة، هل فعلاً أنتم مسلمون!! وهل أنتم من أصحاب العقول، إن كنتم مسلمين من أصحاب العقول، ليُمَرَّر عليكم ذلك، أم أنّها دراهم ودوﻻرات الكاز وشهوة الزنا والدم؟؟؟؟ .
(مبادرة النفس اﻷخير)
أقول للشرفاء من الإصلاحيين والمعارضين “أنا وأخي وابن عمي على مَن يريد أن يدمّر عائلتنا وبيتنا وماضينا ومستقبلنا”… أقول لكل شريف وطني يتّقي الله في أوﻻده ووطنه من كل ألوان قوس قزح السوري.. كفانا صلفاً وغرقاً في مستنقع خونة الزيت والكاز، لأنّ مَن بيده الكبريت سيشعله بنا جميعاً ودون رحمة أو تفريق.
أرض الوطن تتسع لجميع الوطنيين الشرفاء، ليتلاحم على ترابها كلّ الإصلاحيين والمعارضين من الداخل والخارج ونعاود استكمال مسيرتنا بيد، وسلاح تطهير أرضنا من التكفير ومؤجّجي الطائفية وعصابات الإجرام والإرهاب باليد الأخرى، ولنؤسس بتلاقينا الآن وليس غداً، منظومة مؤسساتية وطنية، من واجب الدولة السورية ومؤسساتها تسهيلها، وتوفيرها وحمايتها، وتساهم بإنجازها، وبكل سرعة وجهد وفكر وشفافية…. في ظل مبادرة النفس اﻷخير…. لنفاجئ العالم بانطلاق طائر الفينيق المنبعث من بين النار والدمار، من أرض آبائنا وأجدادنا… قوّة وطنية واحدة …
هيّا تقدمّوا يا شرفاء سورية.. هيّا بادروا… كفانا ذلاً وتدميراً الوطن… لن ترحمكم النصرة أو داعش، لن يرحمكم الإرهاب وعصاباته المنظمة وأمراء الحرب، ولن يرحمكم أثرياء الحرب، ولن يرحمكم مُحِبُّو التطرّف والطائفية ومروّجوها، كما لن يرحمكم مَن تشرّدوا ودمّرت بيوتهم من كل طرف.. لن ترحمكم الدماء التي سالت، ولن يرحمكم أصحاب الحقّ فيها… هيّا أنقذوا الوطن وإﻻّ فَلْيَخْتَرْ كلّ واحدٍ منكم في أيّ مخيم للاجئين سيقيم، وفي أيّ مجتمع سيربّي أطفاله ومن أيّ قوّاد سيحمي عرضه .
التعليقات مغلقة.