الاتفاق الاردني الروسي / ناجي الزعبي

 

ناجي الزعبي ( الأردن ) الثلاثاء 27/10/2015 م …

تندرج زيارة كيري للاردن  تحت سلسلة  الخطوات تقوم بها الادارة الاميركية , والعدو الصهيوني , والنظم الرسمية العربية المرتهنة لواشنطن لاحتواء الانتفاضة , واجهاضها , ولمجابهة المشاركة الروسية في التصدي للارهاب على الارض السورية , وليس للقيام باية ترتيبات للاقصى ، والايهام بالاهتمام بهذا الملف هو محض كذب وتظليل لصرف الانظار عن المغزى الحقيقي للزيارة .

والغاية من حضور عباس , وعريقات الاجتماع كانت  لتلقي  التعليمات في الكيفية التي يتعين عليهم بها اجهاض الانتفاضة , ومحاصرتها ,  والحد من دورها , وتبعاتها .

اما الاتفاق الاردني الروسي فقد كان ثمرة للمعطيات الجديدة التي فرضتها المستجدات الميدانية نظر للمشاركة الروسية والتحول النوعي في موازيين القوى لصالح محور المقاومة وانحسار الدور الاميركي لحده الادنى والذي يتلخص في الحرب القذرة كاثارة الفتن الطائفية والمذهبية واستمرار خوض الحرب بالوكالةوالقاء اطنان الاسلحة الممولة من الخليج   لاستنزاف اطراف القتال وتحقيق المكاسب المادية الهائلة  التي تعود بها على خزائنه مبيعاتها من الاسلحة والذخائر والتجهيزات والمعدات , ولكون الاتفاق  خيار المستقبل الذي يبشر بنصر لمعسكر المناهض لمشروع الهيمنة الاميركية .

   كما انه في الجوهر  اعلان عن اغلاق غرفة موك , او تجميد دورها , واعلاق معسكرات تدريب الارهابيين , والتأهب للعب دور يتفق والتطورات التي استجدت على المنطقة خدمة للمشروع الاميركي ، اضافة  لابقاء الباب موارباً ، وحفظ خطوط العودة ومكانا في مربع الواقع الذي سيستجد  بعد الانتصار السوري الوشيك وبنفس الوقت عدم مغادرة مربع الارتهان لواشنطن وصندوق النقد الدولي . 

الاردن الرسمي مرتبط عضوياً بواشنطن , واتفاقية وادي عربة التي تنص على عدم السماح للاردن بعقد اتفاقيات مع ” دولة معادية ” ولا يمكن ان يتخذ قراراً خارج هذا الاطار ، ولا القيام باي خطوة تلبي مصالح  الشعب الاردني الاسترتيجية فلا بنية النظام ولا ارتباطه العضوي ولا واقعه الاقتصادي وارادته السياسية المرتهنة  تمكنه من القيام باستدارة من النوع الاستراتيجي .

الدور الاردني الرسمي  اصبح محكوما بالانجازات العسكرية في سورية والمستجدات في  جنوبها ، فقد واجهت عاصفة الجنوب سلسلة اخفاقات متكررة ,  كما واجه مشروع المنطقة الجنوبية العازلة برمته اخفاقا ذريعا وفرص واقعا ميدانيا لا يؤهل الاردن للعب اي دور  من اي نوع فيه .

 وبسبب لجم العدو الصهيوني بعد زيارة نتنياهو لموسكو ووعيه العميق بان السماء والارض  السورية باتت مغلقة امامه   وبأن تدخله البري تماماً كالتدخل البري التركي  قد يشعل فتيل حرب كونية وبانه خيار مستبعد , او ربما غير مسموح به .

بالتالي كان خيارالاردن الوحيد   ان يستجيب للدعوة الروسية لتشكيل جبهة لمحاربة الارهاب لعله يلتحق بطاولة التسويات القادمة لانه الممر الاجباري الى المستقبل .

نظرا لافول اللاعب والمحرك الرئيسي السابق وهو الادارة الاميركية واركانها في المنطقة تركيا , والسعودية والعدو الصهيوني  التي انحسرت هيمنتها ولم تعد ممكنة وفقا للمستجدات الدولية ونظرا للانتصارات التي تحققها قوى التحرر في العالم كله .

عان 27 / 10/ 2015

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.