سلطنة عمان في سوريا… تمهيدٌ لمرحلة «العودة الى الأسد»

 

الأردن العربي – كتب عباس الزين  ( الثلاثاء ) 27/10/2015 م …

بدأت نتائج الزيارة الأخيرة للرئيس السوري بشار الأسد الى روسيا، تنعكس على الأجواء السياسية والمباحثات الدولية المرافقة للحل في سوريا، فلم يعد هناك أي مانع دولي من طرق الأبواب السورية، بعد اعتراف معظم الدول المعنية بالأزمة السورية بضرورة الحوار مع الرئيس الأسد، إضافةً لأهمية بقاء الأسد أقله بما اعتبره البعض مرحلة إنتقالية يليها كلام حول مصير الأسد. مرحلة الرهان على إسقاط الرئيس الأسد أصبحت من الماضي الذي لا واقع له في الميدان السوري، فالأمور تتجه نحو الحوارات السياسية العلنية منها والسرية، في ظل سلسلة الإنتصارات التي يحققها الجيش السوري والمقاومة اللبنانية مدعومين بالغارات الروسية. وفي هذا الإطار، بدأت تنشط الإتصالات واللقاءات الدولية فيما يخص إيجاد أرضية لبدء المباحثات حول الأزمة السورية، والتي ستدور بأكملها حسب إقتناع سوريا بها، وهذا ما تثبته الإتصالات التي تحصل مؤخرًا بين معظم الدول العربية منها والدولية، التي كانت قد قطعت علاقاتها فيما مضى مع سوريا، وبين الرئاسة السورية.

ستكثر في الأيام القادمة الزيارات الدولية الى سوريا، وذلك بهدف إعادة سوريا برئاسة بشار الأسد الى الشرعية الدولية، فالمساعي الروسية تصب بمجملها على هذا الخط، وخاصة مع الكلام عن وفود أوروبية ستبدأ بالوصول الى سوريا قريبًا للقاء الرئيس الأسد. وفي هذا الإطار، بدأت المبادرات الخليجية للإتصال بروسيا، للعمل على إثبات وجودها ضمن المعادلات الجديدة، فبين اليوم والآخر أصبحنا نسمع بإتصال هاتفي حصل بين مسؤولين من دول الخليج ومسؤولين روس. فهناك ضوء أخضر أميركي بإتجاه الخليج العربي للبدء بعملية التنازل عن المواقف السابقة، بغض النظر عن بعض المواقف الخليجية التي تُقابل من الجانب السوري بالإستهزاء في معظم الأحيان، وخاصة مع عدم وضوح الرؤية الخليجية، فكل الوقائع الميدانية والسياسية تشير الى عدم إمكانية تحقيق أي تنازل سوري، فلا بد من البدء بعملية التنازل بشكل تدريجي. بناءً عليه، بدأ بروز دور لسلطنة عمان، ستلعبه على خط المباحثات الدولية بين مختلف الأطراف، كونها مقربة من الدول الخليجية وخاصة السعودية الى جانب علاقاتها الجيدة نوعًا ما مع القيادة السورية.

وفي هذا السياق، استقبل الرئيس السوري بشار الأسد الشؤون الخارجية في سلطنة عمان يوسف بن علوي، حيث جرى بحث العلاقات الثنائية بين سوريا وسلطنة عُمان، وتطورات الأوضاع في المنطقة ولا سيما الحرب على الإرهاب في سورية، والأفكار المطروحة إقليميًا ودوليًا للمساعدة في إيجاد حل للأزمة في سورية . وخلال اللقاء أكد الرئيس الأسد على “تقدير الشعب السوري لمواقف سلطنة عمان اتجاه سورية، وترحيبه بالجهود الصادقة التي تبذلها لمساعدة السوريين في تحقيق تطلعاتهم بما يضع حدًا لمعاناتهم من الإرهاب ويحفظ سيادة البلاد ووحدة أراضيها”، معتبرًا “أن القضاء على الإرهاب سيسهم في نجاح أي مسار سياسي في سورية”. من جهته، شدد الوزير بن علوي على “حرص سلطنة عمان على وحدة سورية واستقرارها”، مشيرًا إلى أن بلاده “مستمرة في بذل كل مسعى ممكن للمساعدة في إيجاد حل ينهي الأزمة في سورية”.

الى ذلك، بحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في اتصال هاتفي، مع الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز الوضع في سورية، وسبل تسوية الأزمة فيها والأوضاع المتأزمة في الشرق الأوسط. وقال الكرملين في بيان له اليوم أن “بوتين والملك السعودي تبادلا الآراء خلال الاتصال الهاتفي حول جملة مسائل تتعلق بتسوية الأزمة في سورية، بما في ذلك نتائج اللقاء حول سورية الذي عقد في فيينا الجمعة الماضي، بين وزراء خارجية كل من روسيا والولايات المتحدة والسعودية وتركيا، وكذلك نتائج الاتصالات التي تمت على مختلف المستويات والأطر”. وأشار بيان الكرملين إلى أن “الاتصال جاء بمبادرة من الجانب السعودي”.

كما بحث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في اتصال هاتفي مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف الوضع في سورية، في سياق مكافحة الإرهاب والعمل على تنظيم العملية السياسية لحل الأزمة في سورية. وقالت الخارجية الروسية في بيان لها اليوم إن “الوزيرين تبادلا وجهات النظر حول العمل على تنظيم العملية السياسية لتسوية الأزمة في سورية، بما في ذلك حشد الدعم الدولي للجهود الدبلوماسية بمشاركة الدول الرئيسية في المنطقة”. وأفادت الخارجية الروسية بحصول إتصال هاتفي آخر بين لافروف ونظيره الأميركي جون كيري، مشيرةً الى أنهما “ناقشا الخطوات التي يمكن اتخاذها لتشجيع الجهود الرامية إلى إقامة العملية السياسية في سورية بمشاركة جميع الدول الأساسية في المنطقة”.

 

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.