تركيا والسعودية دولتان منبوذتان اقليميا ودوليا / كاظم نوري

أردوغان لمحمد بن سلمان: لا يوجد شيء اسمه "إسلام معتدل" الإسلام ...

كاظم نوري ( العراق ) – الثلاثاء 14/7/2020 م …




 تنفرد تركيا بكره لامثيل له من قبل دول الجوار اذا استثنينا ايران ويعود ذلك الى احداث وحروب تاريخية بين الجانبين  لكن تركيا الاردوغانية اخذت تنبش في التاريخ مما جعلها منبوذة حتى من قبل حلفائها الذين تربطهم بها روابط حلف  شمال الاطلسي ” ناتو” العدواني اليونان مثالا   وقبرص المجزاة يونانية وتركية  اما ارمينيا  فانها تبغض تركية  ولن تنسى المجازر البشرية التي ارتكبها العثمانيون فيها.

  وهاهي تركيا  تثير موضوع ” ايا صوفيا” لا لاسباب دينية لان اخر من يحق له الحديث عن الدين  اردوغان  هذا الموقع القديم في اسطنبول  بطريقة ملفتة للنظر تحمل في طياتها  عملا ابتزازيا  جديدا لاوربا بعد ان كشفت دول الاتحاد الاوربي  الاعيب انقرة  واوقفت ضخ الملايين من ” اليورو” التي كانت تطالب بها بحجة وجود اللاجئين السوريين على اراضيها لكنها تستثمر تلك  الملايين لدعم الارهاب في سورية وتعزيز التها العسكرية العدوانية ضد دول الجوار .

وعندما نتحدث عن  العراق وسورية فالحديث يطول عن الغضب لدى هذه الدول جراء السياسة المتهورة التي ينتهجها ” حزب العدالة ” الحاكم بزعامة اردوغان الذي قفز على العلمانية التي وضع اسسها اتاتورك ” مؤسس تركية الحديثة ” كما يطلقون عليه  مما اوصل الامور الى ما نراه الان عندما اخذت دول الاتحاد الاوربي مجتمعة تدين سلوك تركيا وقد تجسد ذلك في البيان الاخير الذي صدر في بروكسل عن دول الاتحاد بشان الوضع في ليبيا والتدخل العسكري التركي في هذا البلد وقد اصبح حلم  انضمام  تركيا الى الاتحاد الاوربي في خبر كان جراء سياسة اردوغان الحمقاء .

ربما يسال البعض ماذا بشان العلاقات التركية الايرانية  ولماذا لم تتاثر بالرغم من ان ايران تدعم سورية بينما  تعادي تركيا سورية وتدعم  الارهاب  فيها  في موقفين  مختلفين تماما دون ان يتطور الوضع الى صدام  عسكري بين البلدين ؟؟

 عودة  الى تاريخ الحروب بين الدولة الفارسية والدولة العثمانية نجد ان هزائم منكرة لحقت   بالعثمانيين وفي احدى الحروب بين الدولة الفارسية والعثمانيين  وفق المعلومات المدونة  وصل حال الدولة العثمانية الى الحضيض عندما جرى تبادل الاسرى بين الجانبين بعد ان وضعت الحرب اوزارها.

 كان عدد الاسرى  العثمانيين  هائلا لدى الجانب الفارسي ووصل الحال ان انتهت عملية تبادل الاسرى وبقي عدد كبيرمن اسرى العثمانيين لدى الدولة الفارسية دون ان يقابلهم عدد من اسرى الفرس لدى الجانب العثماني من اجل تبادلهم .

 فقد اقترح الجانب الفارسي وفق الرواية المتداولة  ان يستبدل  كل اسير عثماني  متبقى  لديه ب” بغل” للاستفادة منه في عملية النقل بالمناطق الجبلية الوعرة في بلاد فارس.

وحتى هذه اللحظة لوشعرت تركيا ان بامكانها ان تفعل في ايران كما تفعل الان في العراق وسورية دون رادع  بزعم محاربة الارهابيين  لما ترددت عن ذلك لكنها تدرك انها امام دولة سبق وحذرت مرارا من ان اي عدوان عليها حتى من قبل الولايات المتحدة لن تتردد بقصف الوجود العسكري الامريكي  والقواعد الامريكية بالصواريخ   في جميع دول المنطقة ولن تستثني ” انجرليك” واخواتها على الارض التركية. الى جانب وجود مصالح مشتركة ايضا  تجمع بين طهران وانقرة  تجعل العلاقات بهذا المستوى.

تركيا دولة منبوذة من معظم دول الجوار ان لم يكن جميعها اما السعودية هي الاخرى لاتحظى باحترام معظم دول الجوار كونها تتدخل سياسيا في البعض منها ” العراق مثالا” وعسكريا   اليمن مثالا” كما ان علاقاتها حتى مع بعض من دول مجلس التعاون ليست جيدة مثل قطر .

هنا تلتقي تركيا مع السعودية ”  دولتان منبوذتان ” من قبل دول الجوار  بينما يتنافر البلدان عندما يجري الحديث عن ليبيا بعد ان دخل التيار الارهابي الموزع بين تركيا وحليفتها قطر من جهة وبين السعودية   وحليفتها الامارات من جهة اخرى فضلا عن تاييد بعض من دول مجلس التعاون خاصة البحرين التي تحميها من يطلقون عليها ” قوات درع الجزيرة” .

لقد اعتادت السعودية التي  اخذت تناكف تركيا في ليبيا  وهذ هو ديدنها  اعتادت على تجنيد المرتزقة من دول وانظمة وحكومات تقتات على ” الريال” وهو مايحصل في الحرب الاجرامية التي يقودها التحالف السعودي العدواني ضد اليمن للعام السادس على التوالي  لكن شيئا استجد الان مع تطورات الوضع في ليبيا وتدخل تركيا عسكريا الى جانب طرف تخشاه مصر كما السعودية لتتجه الاخيرة الى مصر مستغلة موقفها الصارم من تطورات الاوضاع العسكرية  في الجارة الليبية وابدت الرياض استعدادها للوقوف الى جانب مصر بل وحثها على ” الحرب” في حال محاولة انقرة السيطرة على جميع الارض الليبية وهو ما تخشاه اصلا مصر التي ترفض وجود نظام بديل لنظام “مرسي الاخواني”  الذي اسقطه الجيش والشعب المصري ولن تسمح ان يطل راس اختفى  من  مصر ليظهر من جديد عند الخاصرة المصرية ” ليبيا”  ويضاف الى ما تواجهه مصر حاليا من  وجود  ارهابي اجرامي في سيناء وبعض مدن وقصبات مصر  .

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.