دمشق: لا حلَّ سياسيٌ قبل القضاء على الإرهاب

 

الأردن العربي ( الأربعاء ) 28/10/2015 م …

أكد بيان صدر أمس عن رئاسة الجمهورية العربية السورية أنه «في إطار المبادئ العامة للدولة السورية، فإن أيّ حلّ سياسي يحفظ سيادة الدولة ووحدة أراضيها ويحقن دماء السوريين ويحقق مصالحهم يقرره الشعب السوري سيكون موضع ترحيب وتبنٍّ من قبل الدولة».

ويأتي البيان رداً على استفسارات حول ما صدر عن بعض أعضاء الوفد الروسي بعد لقائه الرئيس بشار الأسد أول من أمس من تصريحات أشارت إلى استعداده لإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية مبكرة.

وأضاف البيان: «أما الأفكار والمبادرات التي يتم الحديث عنها في الفترة الأخيرة وما يمكن أن يتفق عليه السوريون مستقبلاً، فقد أكد الرئيس الأسد أكثر من مرة في العديد من خطاباته ولقاءاته الإعلامية أنه لا يمكن تنفيذ أي مبادرة أو أفكار وضمان نجاحها إلا بعد القضاء على الإرهاب وإعادة الأمن والاستقرار إلى ربوع البلاد».

جاء ذلك في وقت توقع الكرملين أن يقوم العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز بزيارة إلى موسكو قبل نهاية عام 2015. وقال دميتري بيسكوف الناطق الصحافي باسم الرئيس الروسي: «إننا ندرس مثل هذه الإمكانية عبر القنوات الدبلوماسية. وبعد التنسيق بشأن جميع الظروف والمواعيد، سنصدر مع شركائنا السعوديين بياناً بهذا الشأن».

كما كشف الناطق الصحافي باسم الرئيس الروسي أن بوتين والملك سلمان أكدا خلال مكالمة هاتفية جرت بينهما مساء الاثنين 26 تشرين الأول، ضرورة مواصلة التعاون الروسي-السعودي الثنائي حول سورية وشؤون الشرق الأوسط بصورة عامة.

كما نفى بيسكوف ما تناقلته وسائل إعلام حول تقديم الرئيس الروسي ضمانات على عدم مشاركة نظيره السوري بشار الأسد في انتخابات رئاسية بسورية مرة أخرى.

وأردف تعليقاً على خبر نشر في صحيفة سعودية: «إننا لا نعلق ما يصدر عن مصادر مجهولة. وتعدّ قيمة هذه الأنباء كافة قريبة من الصفر».

وفي ما يخص الجهود التي تُبذل في سبيل إعداد خطة سلمية لسورية، قال بيسكوف إن تلك الجهود «جماعية، كما أن هناك ترحيباً بمشاركة دول أخرى فيها». وتابع أن الجانب الروسي يبذل جهوداً كبيرة على جميع المستويات من أجل تكثيف عملية التسوية السورية.

وأكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن موسكو ستبذل كل ما بوسعها من أجل القضاء على الخطر الإرهابي بموازاة دعم العمليات السياسية في الشرق الأوسط ولا سيما التسوية السياسية في سورية.

وأكد لافروف أن موسكو ما زالت تصرّ على ضرورة وضع تصور موحد على مستوى العالم حول ما هي الخطر الإرهابي، باعتباره ضرورياً لمحاربة الإرهاب بصورة فعالة، مشيراً إلى أنه حتى في إطار التحالف الدولي المناهض للإرهاب والذي تقوده واشنطن، لا يوجد أيّ تصور موحد في هذا الشأن.

وفي موازاة الجهود الروسية لمواجهة الإرهاب، أكد الوزير الروسي نية بلاده تكثيف جهودها في سبيل التسوية السياسية للصراعات في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والتي نتج منها الخطر الإرهابي الفتاك. وتابع أن موسكو ستدعم الجهود لاستعادة استقرار الوضع في مناطق أخرى بالمنطقة، بما فيها العراق.

كما أكد لافروف أن روسيا تواصل اتصالاتها مع مصر من أجل تشكيل وفد للمعارضة السورية ذي تمثيل واسع من أجل خوض المفاوضات مع دمشق، وقال: «نظمنا لقاءات عدة للمعارضة في موسكو، فيما استضافت القاهرة لقاءات مع ممثلي أطياف أخرى في المعارضة. ونحن نواصل الاتصالات مع مصر بغية توحيد هذه الجهود من أجل تشكيل وفد للمعارضة ذي تمثيل واسع».

وأوضح لافروف أن الاتصالات الروسية – المصرية تستهدف توحيد الجهود في هذا الاتجاه من أجل تقديم مقترحات مشتركة لقوى المعارضة السورية تساعدها في تشكيل وفد موحّد لخوض المفاوضات.

وأكد أن موسكو تواصل جهودها لإقامة اتصالات بالمعارضة المعتدلة في سورية التي تحارب الإرهاب. وتابع أن موسكو قد تلقت «ردود فعل أولية» على مبادرتها، معرباً عن أمله في أن تأتي هذه الاتصالات الأولية عن نتائج ملموسة. وأوضح: «إننا نسعى وعلى الاستعداد لتقديم المساعدة ليس للجيش التابع للحكومة السورية فحسب، بل ولوحدات المعارضة السورية التي تواجه الإرهابيين على الأرض».

وأردف قائلاً: «توجهنا إلى واشنطن باعتبارها زعيم التحالف الدولي، وإلى دول المنطقة بطلب تقديم المساعدة في إقامة اتصالات بأولئك الذين يمثلون المعارضة المعتدلة المناهضة للإرهاب. وكان الاتصال بهؤلاء الناس مهمة غير سهلة، ونحن مازلنا نبذل الجهود في هذا الاتجاه».

كما قال وزير الخارجية الروسي إنه يأمل في انضمام إيران ومصر ودول أخرى إلى المحادثات حول سورية المقررة يوم الجمعة المقبل، مضيفاً أن الجهود الرامية إلى تشكيل مجموعة دول داعمة للتسوية السورية لم تنجح بعد.

لكنه أكد أن هذه المسألة مرتبطة بقرار القائمين على تنظيم اللقاء، وقدرتهم على تجاوز انحيازهم وشعورهم بالكراهية تجاه دول معينة، من أجل ضمان طابع واسع التمثيل للاجتماع بما في ذلك ضمان حضور إيران ومصر وجيران سورية.

الى ذلك، نفى وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر تعرض قوات المعارضة السورية التي دربها «البنتاغون» لغارات من قبل سلاح الجو الروسي، وقال خلال جلسة استماع في لجنة شؤون القوات المسلحة بمجلس الشيوخ الأميركي أمس «في ما يخص القوى التي يدربها البنتاغون، فلا تتعرض لهجمات. وإنني أعني هنا أولئك الذين خضعوا لبرنامجنا التدريبي».

كذلك شدد كارتر على أن وزارته لا تنوي التعاون مع روسيا لدى إجراء عمليات عسكرية في سورية، لكنه أكد أن واشنطن مستعدة «لإبقاء الباب مفتوحاً» في ما يخص إمكان التعاون بين البلدين من أجل إطلاق عملية انتقال سياسي في دمشق.

كما قال كارتر لأعضاء مجلس الشيوخ إن الجيش الأميركي يكثف الضغط على مسلحي «داعش»، عن طريق دعم القوات المحلية التي تواجه الإرهابيين على الأرض، وذلك عن طريق توسيع نطاق الغارات الجوية. كذلك أكد الوزير استعداد العسكريين الأميركيين للقيام بعمليات مباشرة على الأرض في سياق مواجهة «داعش».

وأضاف أن القوات الأميركية تنوي بالدرجة الأولى تشديد الضغط على معقلي «داعش» في الرقة السورية والرمادي العراقية. وتوقع تصعيد الحملة الجوية للتحالف الدولي قريباً مع زيادة كثافة الغارات وانضمام طائرات جديدة إلى عمليات التحالف.

وقال كارتر إن «البنتاغون» في الوقت الراهن لا يوصي البيت الأبيض بإقامة منطقة حظر طيران في سورية، وأضاف: «في الوقت الراهن ليست لدينا رؤية عملياتية جاهزة حول منطقة حظر جوي يمكننا أن نوصي بالاعتماد عليها».

فيما قال الجنرال جوزيف دانفورد رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأميركي إن الولايات المتحدة قادرة على إقامة مثل هذه المنطقة العازلة في سورية من وجهة النظر العسكرية، ولديها إمكانات كافية للقيام بذلك، لكن هناك عراقيل سياسية وقانونية يجب أخذها بعين الاعتبار، مؤكداً أن إقامة هذه المنطقة ستتطلب جذب جزء من القدرات العسكرية التي تستخدم حالياً في محاربة تنظيم «داعش».

من جهة أخرى، طلبت وزارة الدفاع الروسية من دول «الناتو» والسعودية، أمس، تقديم توضيحات حول تصريحاتها التي اتهمت فيها الطيران العسكري الروسي بشن غارة على مستشفى في سورية.

وقال أناتولي أنطونوف نائب وزير الدفاع الروسي: «وجهنا دعوات للملحقين العسكريين لكل من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا والسعودية وتركيا وحلف الناتو، طالبين منهم إعطاء توضيح رسمي لجوهر التصريحات التي جرى الإدلاء بها، أو القيام بدحض تلك التصريحات».

وأكد أنطونوف أن الدفاع الروسية تحقق في جميع التصريحات التي يقوم بها مسؤولون ووسائل إعلام الدول الأجنبية حول ضربات مزعومة للطيران الروسي على منشآت مدنية في سورية.

وأشار إلى أن الوزارة تبلغ يومياً بطلعات القوات الجوية الروسية في سورية، بما في ذلك حول كيفية ووقت توجيه الضربات، إلى جانب ماهية المواقع المستهدفة، وقال: «إذا توفرت لدى شركائنا معلومات إضافية بهذا الشأن، فإننا قمنا منذ زمان بدعوتهم إلى تسليمها لنا».

وأضاف: «إذا تم تأكيد المعلومات عن تدمير مستشفيات أو مساجد أو مدارس، أو عن مقتل مدنيين نتيجة اعمال الطيران الروسي، فسيجرى تحقيق في كل حادث وسنخبر وسائل الإعلام والأجهزة العسكرية والدبلوماسية الغربية بذلك».

كما أشار أنطونوف إلى أن وزارة الدفاع الروسية ستعتبر جميع التصريحات التي تزعم قيام روسيا بتنفيذ ضربات على مواقع مدنية في سورية، بأنها «حقنات إعلامية»، في حال عدم حصولها على إثباتات أو الدحض لذلك في غضون عدة أيام.

ودعت وزارة الدفاع الروسية الدول الأجنبية إلى تشكيل تحالف دولي واسع لمكافحة تنظيم «داعش». وقال أنطونوف: «إن الوضع الراهن في سورية يثبت مجدداً أن مقترحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن الحاجة الملحة لتشكيل تحالف دولي واسع لمحاربة تنظيم داعش جاءت في وقتها المناسب».

وشدد المسؤول الروسي أن بلاده لا تزال تنتظر أن تقوم دول أخرى بتزويدها بمعلومات حول المواقع التابعة للتنظيم الإرهابي في سورية، وقال: «نبقى في انتظار التعاون حول تحديد مواقع معينة يجب استهدافها عن طريق توجيه ضربات إليها من أجل القضاء على المواقع التابعة لتنظيم داعش، أو، بالعكس، تحديد مواقع لا يمكن استهدافها من قبل الطيران الروسي».

 

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.