الامم المتحدة بعد ان فقدت هيبتها / كاظم نوري

الولايات والأساس القانوني لحفظ السلام | الأمم المتحدة حفظ السلام

كاظم نوري ( العراق ) – الجمعة 24/7/2020 م …




منذ انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991 والولايات المتحدة تستغل ” منظمة  الامم المتحدة”  والمنظمات التابعة لها لتنفيذ اجنداتها غير مكترثة ببقية الدول الاعضاء  بما في ذلك مجلس الامن هذا” المنبر الدولي” هكذا يفترض منذ   تاسيس المنظمة  الدولية  بعد الحرب العالمية الثانية خلال قمة يالطا بمشاركة رؤساء الدول المنتصرة في الحرب ضد المانيا  النازية الاتحاد السوفيتي و الولايات  المتحدة وبريطانيا  بمشاركة  الزعيم جوزيف ستالين الذي اقترح ان يكون  مقر الامم المتحدة  في يالطا وكانه شعر ان هناك شيئا ما  سوف يحصل في المستقبل  لكن الدول الاخرى  المشاركة في قمة يالطا اصرت على ان تكون نيويورك مقرا للامم المتحدة .

  لقد تحولت هذه المنظمة بمرور الزمن  الى عبئ على الشعوب والدول والحكومات التي ترفض  الهيمنة الغربية الاستعمارية  والمخططات الامريكية  وليس لخدمتها  بدلا من الوقوف الى جانبها في قضاياها المصيرية  بعد ان   استغلت  واشنطن هذه المنظمة لتمرير العديد من مشاريعها من خلال مشاركة خبرائها  الذين يحملون الجنسية الامريكية او خبراء الدول الحليفة لها  في معظم مؤسساتها وقد تحول البعض من هؤلاء الخبراء الى ” امميين بالاسم”   او مجرد مخبرين  وجواسيس يمدون الادارة الامريكية وجهاز استخباراتها  بالمعلومات خلافا للمهام المكلفين بها  كممثلين لمنظمة دولية وجدت من اجل الدفاع عن الشعوب وحفظ الامن الدولي فكانت  الولايات المتحدة  اول من تصدر المشهد  الخطير في العالم ووقوفها وراء الازمات التي باتت تعصف بالمعمورة .

 حصل التدخل الامريكي في شؤون المنظمات الدولية  مع اكثر من فريق تفتيش دولي او خبراء اسلحة من منظمة الطاقة النووية التي مقرها فينا  وتصرف العديد منهم ” كجواسيس”  ورتبوا معلومات كاذبة  وتقارير زائفة في جولاتهم عن الدول التي زاروها  مثل العراق وايران وغيرها  وقدموا تقارير مزيفة استثمرتها الولايات المتحدة لتنفيذ مؤامراتها .

وكانت الولايات المتحدة وبقية الدول الحليفة لها  تمارس الخداع  مع الدول الاخرى و تركز على ” وحدة الاعضاء الدائميين الخمسة في مجلس الامن”  وعدم  استخدام ” فيتو” ضد مشاريع قرارات مجحفة بحق دول وحكومات  اوالخروج على وحدة الدول الاعضاء  بذريعة   ان  لاتتاثر وحدة هذه الدول وقد استغلت ذلك واشنطن لتمرير العديد من مشاريع القرارات الجائرة اوحتى عدم الالتفات الى مواقف الدول الاخرى  جراء عدم استخدام الفيتو ونفذت العديد من المؤامرات تحت هذه الذريعة حتى جاء ” الفيتو” الروسي الصيني متاخرا بعد ان كشفت موسكو وبكين اللعبة ” لعبة وحدة دول المجلس” متاخرة” التي استغلتها واشنطن ابشع استغلال .

ووصل الحال ان  عارضت الولايات المتحدة وخلافا لميثاق الامم التحدة  دخول حتى وفود  وشخصيات تابعة لدول اعضاء في الامم المتحدة الى نيويورك ورفضت  منح شخصيات منها تاشيرة دخول  للمشاركة في اجتماعات دورية تابعة للامم المتحدة خلافا لكل الاعراف والقوانين مثلما فبركت الروايات والقصص الكاذبة ضد الدول الاخرى باسم الامم المتحدة ومجلس الامن  الدولي .

فقد ضاع العراق  بكذبة وجود اسلحة الدمار الشامل وتقارير المفتشين الدوليين  الزائفة وجرى احتلال افغانستان بذريعة هي الاخرى  مفبركة امريكيا وسبق ذلك ان تمت عملية تمزيق يوغسلافيا  حين شنت دول حلف ”  ناتو ”  حربا عدوانية  بقيادة امريكية تحت اكذوبة حماية طائفة بعينها وجرى  تدمير ليبيا بحجة هي الاخرى حتى وصل الامر الى سورية  لنسمع ب” الفيتو” عندما قالت روسيا بعد ان تعافت من صدمة الانهيار السوفيتي ” كلا” وتواصل ” الفيتو” الذي كان غائبا بحجة الحفاظ على وحدة دول مجلس الامن الدولي وهي حجة  امريكية كاذبة استغلها الغرب الاستعماري للعبث في شؤون الدول الاخرى التي لاتروق سياستها للولايات المتحدة واسرائيل .

العديد من المنظمات التي تحمل ” مسميات ” دولية” تخدم المصالح الامريكية بامتياز وحتى الاشخاص الذين تتم تسميتهم كممثلين للامم المتحدة في مهمات خاصة معظمهم لايخرج عن الاطر التي تضعها واشنطن فتصوروا مثلا توني بلير رئيس الحكومة البريطانية الاسبق الذي شاركت بلاده في غزو العراق عام 2003 ودمرت بنيته التحتية وقتلت الالاف من ابناء  شعبه تجري تسميته مبعوثا” دوليا ”  خاصا للسلام في الشرق الاوسط.

قاتل ومجرم يحمل  مسمى  مبعوث”دولي للسلام” اية مهزلة.

هناك من يمثل الامم المتحدة في سورية  واخر في اليمن وغيرها من المناطق التي تشهد نزاعات  وحروب  الا اننا نلاحظ  ان جميع هؤلاء لاتخرج تحركاتهم  ونشاطاتهم عن ما هو مرسوم لهم ولن يخرجوا عن ما تسعى له الولايات المتحدة وحلفاؤها ولاشان لهؤلاء بما تتعرض له شعوب تلك الدول من جرائم وقتل وتدمير ” اليمن وسورية ” مثالا.

الامم المتحدة فقدت هيبتها بغياب شخصيات امثال ” همرشولد ” وغيره من الذي عملوا في اطار  قوانينها  ولم يعد هناك ما يمكن الاعتماد عليه من شخصيات تتبؤا مراكز هامة في منظمات تابعة للامم المتحدة  وحتى رئيسها الحالي وقد تعاملت واشنطن ولازالت تتعامل بعدوانية وكراهية مع اية منظمة فرعية تابعة للامم  المتحدة   تتطرق الى الحماقا ت الامريكية  في العالم وسياسة الاستخفاف التي تمارسها واشنطن بحق الشعوب والدول الاخرى.

  وفي اغلب الاحيان اما  تتعرض تلك المنظمات للتهديد واما تنسحب الولايات المتحدة منها او توقف الدعم المالي المقدم لها بحجة انها  منحازة  لطرف ما اوانها غير موضوعية في نشاطاتها لان تلك المنظمات خرجت عن ما ترغب به واشنطن وحاولت ان تكون منظمات تابعة للامم المتحدة وليس للولايات المتحدة لذا فانها تستحق العقاب الامريكي ؟؟

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.