إسرائيل اعتدت …والمقاومة سترد حتما …فماذا بعده؟ ( مع تعقيب د. سعيد النشائي ) / العميد د. امين محمد حطيط

سورية المنتصرة… ودفع هواجس التقسيم / أمين محمد حطيط – الأردن ...

العميد د. امين محمد حطيط ( لبنان ) – الجمعة 24/7/2020 م …

تصرّ إسرائيل” على الزعم بوجود قوات عسكرية إيرانية في سورية تتمركز بين دمشق والجولان وأنها تشكل خطراً على الأمن الإسرائيلي، لذا قرّرت التدخل العسكري للضغط على هذه القوات لإجبارها على الرحيل، وقد ادّعى نتنياهو انّ هذه الضغوط النارية أدّت بالفعل الى ضمور في الوجود الإيراني في سورية بشكل يشجع على مزيد من العمليات لاستكمال الانسحاب، ولأجل هذا تدّعي إسرائيل” أنها كثفت عملياتها وطوّرتها الى العمق السوري في إطار ممارسة الضغوط الميدانية القصوى ضدّ الوجود الإيراني في سورية.




بيد أنّ الزعم الإسرائيلي يجافي الحقيقة في أكثر من موضع، أولاً لجهة طبيعة الوجود الإيراني إذ ليس لإيران قوات عسكرية ومراكز عسكرية قائمة استقلالاً عن القوات السورية، بل لديها كما أكدت مراراً خبراء عسكريون جاؤوا الى سورية بطلب من الحكومة الشرعية فيها ومهمّتهم تتركز على توفير ما يمكن من دعم للقوات السورية في حربها الدفاعية في مواجهة من شنّ الحرب الكونيّة التي تستهدفهاثانياً لم يتراجع الوجود العسكري الإيراني حجماً ولم يتغيّر بطبيعته بتأثير من الاعتداءات الإسرائيلية” وإذا كان قد تغيّر حجمه، فإنه تغيّر صعوداً وليس تراجعاً ما يؤكد فشل إسرائيل” في تحقيق شيء من هدفها المعلن ولذلك نتجه للقول بأنّ للعدوان الإسرائيلي” على سورية أهدافاً غير التي تعلنها.

أما عن وجود حلفاء إيران بخاصة حزب الله فإنّ وجوده في سورية وجود قتالي، وهو يجاهر به، وقد نفذه بناء على طلب من الشرعية السورية وعملاً بقاعدة تلتزمها المقاومة وأعلنتها جهاراً تقول نكون حيث يجب أن نكون” وحزب الله في سورية لأنه رأى انّ عليه ان يكون فيها  للدفاع عن المقاومة وعن محور المقاومة عبر مساعدة الجيش العربي السوري في إطار حربه الدفاعية في وجه عدوان شاركت فيها دول إقليمية ودولية حشدت أكثر من 300 ألف مسلح وإرهابي سوري وغير سوري لإسقاط قلعة المقاومة الوسطى.

إنّ اعتراض إسرائيل” على قتال حزب الله الى جانب الجيش السوري أو السعي لمواجهته يشكل عدواناً مكتمل العناصر على سورية وحزب الله معاً، ولذلك كان واضحاً وقاطعاً الأمين العام لحزب الله بتوجيه إنذار الى إسرائيل” مفاده انّ أيّ مسّ بمقاوم او عنصر من عناصر الحزب يعمل في سورية سيردّ عليه من أيّ مكان في لبنان داخل او خارج مزارع شبعا، وأرسى قائد المقاومة بمقولته تلك قاعدة اشتباك إضافية ومعادلة واضحة للمواجهة مع العدو من شأنها ان تحمي المقاومة وعناصرها على كلّ المستويات في سورية واختبرت إسرائيل” جدية هذه المعادلة بعد أن نفذت المقاومة عملية افيفيم” منذ أشهر حيث استهدفت بصواريخها المضادة للدروع قافلة إسرائيليّة” داخل فلسطين المحتلة ثأراً لمقاومين استهدفتهم الطائرات الإسرائيلية.

ولكن يبدو أنّ إسرائيل” تريد اليوم أن تختبر المقاومة مجدّداً بعد كثير من التطورات الإقليمية والداخلية اللبنانية، فأقدمت على عدوان جوي استهدف أحد مواقع حزب الله في ضواحي دمشق، ما أدّى الى استشهاد مقاوم من الحزب، وكعادته فإن الحزب لا يخفي شهداءه بل يفاخر بهم وإنْ كان يمتنع أحياناً لضرورات أمنية او عملانية عن تحديد مكان الاستشهاد وسببه، إلا أنه هذه المرة أعلن كلّ شيء عن الشهيد محسن الذي كان يرابط في سورية قادماً من بلدته عيتيت في جنوب لبنانفنعى الحزب شهيده مؤكداً أنه قضى بنار عدوانية إسرائيلية استهدفت موقعه في سورية، نعي – إعلان يؤكد انّ شروط الردّ على العدوان متوفرة جميعها وفقاً للمعادلة الناظمة للمواجهة وبالتالي ليس الأمر بحاجة الى قرار بالردّفالقرار حتميّ طالما انّ شروطه اكتملت أما التنفيذ، فإنه يبقى خاضعاً لظروف عملانية لا تقيّدها سياسة.

بيد أنّ أسئلة تطرح هنا منهالماذا استهدفت إسرائيل” حزب الله الآن؟ وهل تريد أن تخرج من معادلة الردع الاستراتيجي المتبادل مع حزب الله؟ وهل يشكل عدوانها نقطة إضافية في مسار التهيئة للحرب ضدّ الحزب؟ أو لاستدراجه إليها؟ في ظلّ ما يروّج له من مؤثرات سلبية تحاصر حزب الله في الداخل اللبناني، حيث أضاف البطريرك الراعي الى مشاكل لبنان المؤلمة ملفاً خلافياً متفجراً بطرحه حياد لبنان في هذا التوقيت!

لقد سبق لـ إسرائيل” أن اتخذت قراراً بالتنقيب عن الغاز في جوار البلوك من المنطقة الاقتصادية اللبنانية، قرار يؤثر سلباً على حقوق لبنان في المنطقة البحرية المتنازع عنها، ما يجعل تنفيذه بمثابة تحدّ واستدراج لمواجهة عسكرية مع لبنان تردّ فيها المقاومة على العدوان الإسرائيلي من أجل حماية الغاز اللبناني، لكن إسرائيل” وعبر القنوات الدبلوماسية وجهت رسائل غير مباشرة أوحت بأنّ القرار الإسرائيلي بالتنقيب هو قرار مستأخر التنفيذ وقد تكون وظيفته الفعلية والحقيقية الضغط على لبنان لجره الى طاولة التفاوض والقبول بحلّ أميركي يراعي مصلحة إسرائيل”. وهكذا عطل المفعول التفجيري للقرار وبقي شبح المواجهة والحرب بعيداً.

اما الآن ومع المتغيّرات المتسارعة في لبنان والإقليم فإنّ طرح الأسئلة حول العدوان الجوي الإسرائيلي واستهداف المقاومة في سورية، مبرّر ويجب البحث عن هدف إسرائيل” الحقيقي منه خاصة أنه منذ نعي حزب الله شهيده يُسجل سلوك عسكري إسرائيلي مريب في منطقة الحدود، ففضلاً عن الاستنفار الشامل استقدمت إسرائيل” تعزيزات عسكرية كبيرة من المشاة والمدرّعات توحي بأنها تستعدّ لعمل عسكري ما، فهل ستكون الحرب وسيكون العدوان الجوي بطاقة الدعوة اليها؟ لكن وقبل مناقشة مسألة الحرب من عدمها نرى أنّ هناك ثلاثة أهداف رمت إسرائيل” اليها مستغلة الواقع اللبناني الداخلي والضغط الأميركي هي:

ـ اختبار حزب الله وقدرته أو قراره في الردّ في ظلّ انشغاله بالوضع الداخلي في لبنان بعد المتغيّرات الأخيرة إثر التدابير الخانقة التي فرضتها أميركا على لبنان وسورية، وبعدما أحدثه طرح البطريرك الراعي من خلافات وسجالات حادة.

ـ محاولة إسرائيل” الخروج من معادلة حماية المقاومين في سورية المعادلة التي أرساها السيد نصر الله كما وتريد فصل الميدان السوري عن الميدان اللبناني وهو ما يسعى محور المقاومة لجعلهما جبهة واحدة.

ـ مواصلة إسرائيل” تنفيذ ما يقول عنه نتنياهو من استراتيجية الضغوط القصوى لإخراج إيران وحلفائها من سورية والتأكيد على نجاح هذه السياسة.

أما عن السؤال الآخر أيّ هل سيكون ردّ المقاومة مدخلاً للحرب؟

بداية نقول إنّ المقاومة ملزمة بالردّ والردّ حتمي لأكثر من اعتبار، وهو ردّ سيشكل في طبيعته ومكانه، تأكيداً على قوة وقدرة حزب الله المتصاعدة حجماً وفعالية، ردّ يوجه رسائل ضرورية الآن لكلّ معنيّ بالشأن، كما انه سيشكل عقاباً لـ إسرائيل” على جريمتها، وثأراً لدم الشهيد، كما يشكل تثبيتاً صارماً لمعادلة الردع وقواعد الاشتباك الأساسية والإضافية.

أما عن الذهاب إلى الحرب فإننا نذكّر بأنّ المقاومة لا تزال تعمل بالاستراتيجية الدفاعية، وهي وإنّ كانت تنفذ بعض العمليات الهجومية فإنها تنفذها في معرض الدفاع، وهو أمر مألوف ومشروع، فإذا أرادت إسرائيل” أن تثبت بأنّ قراراتها بالتنقيب عن النفط ثم استهداف المقاومة في سورية هي أعمال استدراج للحرب وتنتظر ردّ المقاومة لتشنّها أو أن تضع المقاومة بين خيارين إما الحرب او السكوت، فإنها لن تجد من المقاومة سكوتاً تشتهيه بل ستجد ناراً بمستوى ما يفرضه التحدّي.

وبالتالي الردّ واقع حتماً وعلى إسرائيل” ان تختار بين ابتلاع الردّ الآتي لا محالة مهما كان حجمه وتأثيره أو الذهاب الى الحرب التي لا تسعى اليها المقاومة الآن، لكنها على أتمّ الجهوزية لها، جهوزية لم تؤثر فيها كلّ أعمال الصخب والضجيج والتحدّيات المتنوّعة في الداخل اللبناني أو الإرهاب الأميركي… ومع ذلك لا نزال نرى أنّ الحرب مستبعدة الآن وإسرائيل” قبل غيرها تعرف أنّ الحرب ليست في مصلحتها… لكنها تحاول أن تبتزّ وتناور لتكسب شيئاً تظنّ انّ تحققه ممكنثم تحصد الخيبة.

تعقيب أ. د. سعيد النشلئي : 
مختارات من كتابات المناضل الشيوعي المصري الأستاذ الدكتور سعيد ...
مقاله ممتازه كالمعتاد من المناضل الوطني الشريف د. أمين حطيط تتناول حدث صغير نسبيا ومعتاد من الكيان الصهيوني الغاصب لفلسطين والمحتضر هو وأسياده, ويتناول د. أمين هذا الحادث من جوانبه التكتيكية والأستراتيجيه كاشفا قوة محور المقاومة وضعف محور الصهاينة المغتصبين لأرض غيرهم. يضاف إلى ضعف الكيان الصهيوني ضعف أسياده فى أمريكا وأوروبا وعبيده من الحكام الصهاينة المستعربين. وكالمعتاد فإنني أستأذن أخي العزيز د. أمين فى بعض الإضافات البسيطة:
1- أصبح الوضع فى المنطقة أكثر ترابطا وتفاعلا بشكل واضح ومعقد. فعلى سبيل المثال فإن أردغان الصهيوني المنحط المعتدي على سوريا وشعبها ومشجعا وممولا للإرهاب فيها وهو فى ذلك يعتدى على النظام السوري الشرعي وقد أنهزم هزيمة كبيرة سوف تستكمل بهزيمة كاملة قريبا جدا وهذا إنتصار هام لمحور المقاومة العظيم. نفس هذا النظام الصهيوني المتأسلم زورا يتدخل فى ليبيا ليدعم حكومة السراج الشرعية فى مواجهة عصابة حفتر الصهيونية المدعومة من نظام بلحة فى مصر المدفوع من الكيانات الصهيونية فى السعودية والأمارات وأمثالهم وأسيادهم وعلى رأسهم الإمبريالية الفرنسية وقوات مرتزقة من عدة مصادر على رأسها روسيا التى تدعم الشرعية فى سوريا. الموقف الصحيح هو دعم الشرعية فى سوريا وليبيا, أما إختيارات الحلفاء فتخصهم هم !!! فهنالك صراعات وتناقضات عديدة داخل محور الإمبريالية والصهيونية دليلا على قرب نهايته, على سبيل المثال وليس الحصر هو الصراع بين مجموعة الكيانات الصهيونية السعودية والإماراتية وبلحة والبحرين فى جانب وفى الجانب الآخر الكيان الصهيوني القطري!!!.
أما محاور المقاومة العتيدة وعلى رأسها حزب الله العظيم وإيران المخلصة للمحور فهم يتخذون الموقف الصحيح وهو الإبتعاد عن هذا الصراع المليء بالتناقضات. مؤقتا.
2- بينما قوات بلحة الصهيوني تقاتل دعما لحفتر منذ 2014 فإنها قد رفعت النغمة الآن وأخرجت تصويت لها لدعم حفترمن مجلس النواب المزور تماما!!! فلماذا الآن ؟ أنه للتغطية على جريمة سد النهضة ضد الشعب المصرى من جانب أثيوبيا وهى جريمة مدعومة من جانب الكيان الصهيونى الغاصب لفلسطين وحكام دول الخليج الصهاينة , ألخ بل الأعجب أن هذا العدوان مدعوم أيضا من نظام بلحة الصهيونى أبن الصهيونية عدو الشعب المصرى الذى يحاول النداء على الشعب المصرى ليكون مع جيشة للتدخل فى ليبيا وليس أثيوبيا!! الموقف الصحيح هو أن يكون الجميع ضد حفتر وعصابته وحلفائه وعلى رأسهم نظام بلحة الصهيونى وأيضا ضد أثيوبيا وكل حلفائها بما فيهم نظام بلحة الصهيونى. أما حركة المقاومة فموقفها التكتيكى الحالى بالأبتعاد عن هذا الصراع المعقد هو موقف صحيح, مؤقتا.
3- يدعى نظام بلحة الصهيونى أنه يحارب الأرهاب فى سيناء!! وهذا أدعاء مشكوك جدا فيه, وفى الغالب أنه يقود معركة ضد أهالى شمال سيناء المصريين لصالح صفقة القرن المشبوهه وهذه قصه طويلة سوف تتكشف حقائقها مع أنهيار نظام بلحة الصهيونى الذى أصبح قريبا. آخر هذه المعارك هى معركة بئر العبد فى شمال سيناء التى يدعى نظام بلحة أنه فقد فردين فقط بينما كل المصادر تظهر أزالة الموقع العسكرى من على وجه الأرض وموت حوالى 73 من جنودنا العظماء!!
4- الجرائم الصهيونية الأمريكية فى لبنان فاشلة جدا وتضر بعملائهم أكثر مما تضر بحزب الله وحلفائه
5- الأخوان وهم عملاء للأمبريالية والصهيونية مثل نظام بلحة رغم خلافاتهما معا على وشك أن يفقدوا سيطرتهم على البرلمان والحكم فى تونس
6- الثورة فى السودان عادة إلى قوتها وقد تنجح فى طرد العسكريين العملاء الذين أستولوا على جزء من السلطة ويسعون إلى التطبيع مع الكيان الصهيونى
7- أعتداء الكيان الصهيونى الغاصب لفلسطين على ضواحى دمشق وقتل أحد قادة حزب الله سوف يدفع ثمنها عالى جدا كما دفعت أمريكا النازية ثمن أغتيالها الأجرامى للأبطال القاسمى والمهندس فى العراق.
8- المقاتلتين الأمريكيتان اللتان حاولا الأعتداء على طائرة مدينة إيرانية سوف يدفعون ثمنه غالى جدا
9- إغلاق النازى ترامب للقنصلية الصينية فى هيوستون بأدعاءات يبدو أنها كاذبة سيدفع ثمنه غالى جدا.
10- أعتداء ترامب بقوات فيدرالية على الكثير من الولايات فى أمريكا هو مرفوض من أهل وحكام هذه الولايات وبعضها سيرفع قضايا ضد ترامب بصفة هذا شكل من أشكال الأستعمار
      هذا قليل من كثير وهو يكشف حقيقة أن جبهة المقاومة تزداد قوة وأن جبهة الثورة المضادة وفى القلب منها الكيان الصهيونى الغاصب لفلسطين والعملاء المطبعيين الصهاينة المستعربين هم فى طريقهم للهزيمة والزوال وخصوصا أن سيدتهم أمريكا النازية تتفكك من الداخل. هذا تصوير للواقع وليس تفاؤل مبالغ فيه.
مع خالص تحياتى,
ا.د.سعيد صلاح الدين النشائى(مصرى)-فانكوفر-كندا

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.