كلمة الرئيس الأسد… رسائل في اتجاهات متعددة / د. خيام الزعبي
د. خيام الزعبي ( سورية ) – الخميس 13/8/2020 م …
كلمة دامت قرابة الساعة ألقاها الرئيس الأسد أمام أعضاء مجلس الشعب للدور التشريعي الثالث ليقول للجميع…أننا معاً على قلب رجل واحد.. فلا بد من وقفة حاسمة وشديدة في مواجهة الإرهاب ومحاصرة خطر التنظيمات المتطرفة والقضاء عليها بشكل كامل، هذه النقاط التي ذكرها الأسد جاءت من منطلق خبرة عميقة في مواجهة الظاهرة الإرهابية التي عانت منها سورية طوال السنوات الماضية.
إن كلمة الرئيس الأسد، اتسمت بالمصارحة وتقديم المعلومات الكاملة للشعب لكي يعرف ما تمر به سورية عن قرب وأن هناك تحديات كبيرة تمر بها البلاد وتحتاج إلى أن يتجمع الجميع على قلب رجل واحد لإعادة البناء.
في هذا السياق تضمنت رسائل واضحة وصارمة لمن يعملون على تفتيت سورية أو تهديدها سواء في الداخل أو الخارج ، وأنهم لن يستطيعوا إحداث أي أضرار بالوطن وهذا يحمل بين طياته معاني معينة يريد أن يوصلها الرئيس للشعب بأن السوريين أقوى من كل المؤامرات التي تحاك ضدهم والمنطقة بأكملها.
من الواضح أن الرئيس الأسد بعث برسائل ساخنة وخطيرة إلى دول إقليمية تدعم الإرهاب وتستخدمه بكافة الوسائل والإمكانيات، ورسائل أخرى إلى دول كبرى تمارس نفس الشيء، في استخدام الإرهاب وإستثمار نتائجه لتحقيق مصالحها وأهدافها في المنطقة، فكلمته تضمنت رؤية واضحة في مواجهة الجيش السوري الإرهاب، ، هذه لم تكن المرة الأولى التي يلقي فيها الرئيس الأسد كلمة أو خطاباً يتناول إستراتيجية الجيش في مواجهة الإرهاب وإجتثاثه ودحره وتحقيق الأمن والاستقرار في وطننا الكبير “سورية”..
وفي ضوء تحليل الكلمة للرئيس الأسد نجد إن الموضوعية والواقعية لم تغيب عن مضمونها حيث كشف أسباب الإرهاب وسلط الضوء على الدول التي تدعمه لدرجة أصبح من الصعب التمييز بين العدو الصهيوني والإخونجي التركي، كما أكد بأن مشروع الهيمنة على سورية فشل وان “الولايات المتحدة الأميركية تحتاج للإرهابيين في المنطقة وفي مقدمتهم تنظيم داعش”، وتابع “أرادوا من قانون قيصر التعبير عن دعمهم للإرهابيين”، ولفت إلى أن “الاعتداءات الإسرائيلية على دير الزور أتت لتسهيل حركة إرهابيي داعش”.
لقد كان الرئيس الأسد حاسماً عندما أكد إنه ” لا يمكن للوطن أن يصمد وهو يُنهش من قبل الإرهابيين ويُنهب من قبل الفاسدين”، وأضاف “نحن في قلب الحرب ونتحدث عن تحرير الأراضي والمناطق المختلفة لكن عودة سلطة الدولة تكون عبر عودة سلطة القانون وليس فقط تحرير الأراضي”، وأكد أن “القانون والفساد لا يمكن أن يلتقيا في مكان واحد”.
وعن رسائل الأسد للرئيس الأمريكي ترامب وأحلافه، أن العالم وعلى رأسه أمريكا، لم تقم بواجبها لتجفيف منابع الإرهاب بدليل أن هناك دولاً توفر مظلة للإرهابيين والجماعات المتطرفة بكافة أصنافها، كما فضح دول أخرى ترعى الإرهاب عندما كشف ضمناً عن دورها في تدريب وتمويل الإرهابيين بالأسلحة والعتاد، بالتالي إن الإدارة الأمريكية التي راهنت على حلفائها خسروا جوادهم الذي بدا أنه غير قادر على كسب السباق مع مئات الآلاف في ريف دير الزور التي خرجت ترفض إستمرار وجودهم في سورية، لذلك فإن تقدم الجيش السوري وحلفاؤه في مختلف المناطق السورية، شكّل ضربة قوية للدور الغربي والإسرائيلي في سورية.
مجملاً……إن كلمة الرئيس الأسد هي رسالة ردع واضحة إلى كل من يهمه الأمر على المستوى العالمي أو الإقليمي، ورسالة بقدرة السوريين على التحدي وكسب الرهانات الصعبة، وتجاوز الصعاب، ومن هذا المنطلق فإن الشعب السوري قادر على مواجهة مخططات الإرهاب والمؤامرات المشبوهة وإفشالها بوحدته الداخلية وبإرادته وجيشه العربي التي لن تستطيع أي قوة أو إرهاب أن تكسرها.
التعليقات مغلقة.