خنجر “أبي رِغال” الإماراتي يطعن خاصرة فلسطين / موسى عباس
موسى عبّاس ( لبنان ) – الجمعة 14/8/2020 م …
الكاتب موسى عباس
يبدو أنّ الإمارات العربية المتّحدة سجّلت هدفاً تاريخياً في شباك القضيّة الفلسطينية بعد الهدفين في كامب ديڤيد ووادي عربة ، ومن المؤكد أنّ الأهداف ستتالى الواحد تلوَ الآخر من قبل تلك المحميات الناطقة باللغة العربية والتي تنتمي تاريخياً وجغرافيّاً إلى الأراضي العربية.
وكذلك منحت الرئيس الأمريكي ترامب هديّةً مجانيّة كان في أمَسّ الحاجة لها في الوقت الذي تتراجع شعبيّته ، وهو أعلن
في تغريدة له على تويتر أنّ :
اتفاقية سلام تاريخية بين صديقتينا العظيمتين اسرائيل والإمارات العربية المتّحدة”. وفي تغريدة لها أعلنت سفارة الإمارات في واشنطن :
“ستنضم الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل إلى الولايات المتحدة لإطلاق أجندة استراتيجية للشرق الأوسط، وهذا سيُعمّق التعاون الدبلوماسي والتجاري والأمني معاً ومع الدول الأخرى الملتزمة بالسلام وعدم التدخّل.
إضافةً إلى أنّ الإمارات جعلت رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتن ياهو أكثر عنجهية فها هو يفتخر بما اعتبره إنجاز تاريخي لم يستطع أحد إنجازه في تاريخ الدولة العبرية منذ تأسيسها من خلال التطبيع مع دولة عربية بعيدة عن دول الطوق،خاصّةً وأنّ الإتفاق الإنجاز هو دون أيّ مقابل أو تنازل مقدّم من دولة “الإحتلال الصهيوني” كما يقول نتن ياهو.
السفير الإماراتي لدى واشنطن في المقالة التي كان نشرها في صحيفة”يديعوت أحرونًوت” الصهيونية قبل اسابيع والتي اعتبرت رسالة تمهيدية لإعلان التطبيع ، أعلن أنّه:
” يمكن للإمارات من خلال قدراتها أن تكون بوّابةً مفتوحة أمام الإسرائيليين لربطهم بالمنطقة والعالم”.
العلاقات بين الكيان الصهيوني ومحميّة الإمارات العربية المتحدة قديمة، حيث تعود إلى ما قبل عملية اغتيال القيادي الفلسطيني ” محمد المبحوح” والذي اغتيل بتاريخ 19 كانون الثاني 2010 على يد مجموعة من الموساد الصهيوني كانت دخلت إلى “دُبيّْ” تحت اشراف “ضاحي خلفان” قائد شرطة “دُبي”، وهو الذي أشرف على عملية تهريب عناصر الموساد بعد عمليّة الإغتيال وذلك بعد اجتماع عقده في السفارة الأمريكية بحضور مسؤول العمليات الخارجية في جهاز الموساد آنذاك.
وحسب مساعد “خلفان ” في قيادة الشرطة الإماراتية والذي كشف ما جرى فإن خلفان زار الكيان الصهيوني سرّاً عدّة مرات ،وكذلك التقى في مكتبه ضبّاطاً من الموساد بجوازات سفر أوروبية .
ويبدو أنّ التحوّل الأبرز في العلاقات بدأ بعد وصول “محمد دحلان ” القيادي السابق في “حركة فتح” إلى الإمارات عقب فصلِه من الحركة عام2011 وهو المعروف بعلاقاته مع الموساد الصهيوني ،حيث تمّ تعيينه مستشاراً أمنيّاً لوليّ عهد أبوظبي محمد بن زايد.
-كانت أوّل بعثة صهيونية أُنشئت في الإمارات عام 2015 لتمثّل الكيان الصهيوني في “الوكالة الدولية للطاقة المتجدّدة” والتي مقرّها ابو ظبي.
– في العام 2016 شارك طيّارون إماراتيون مع طيارين صهاينة في تدريبات مشتركة في “نيڤادا” في الولايات المتحدة الأمريكية، وفي العام 2017 جرى تدريب مشابه بين طيّاري البلدين.
– في التاسع من حزيران 2020 احتفل الصهاينة بهبوط طائرة مدنية إماراتية بشكل علني في مطار “بن غوريون ” وكان قد سبقها قبل أيام طائرة بشكل سرّي وتلاها بعد ذلك طائرة ثالثة .
– في 25 حزيران 2020 تم اطلاق مشاريع مشتركة بين شركات من القطاع الخاص الصهيوني والإماراتي وذلك في المجال الطبي تحت ذريعة مواجهة “كورونا”.
وقد أُعلنت وسائل إعلام صهيونية أنّ:
” بنيامين نتن ياهو” كان قد قام بعدّة زيارات إلى الإمارات العربية التقى خلالها وليّ العهد الإماراتي “محمد بن زايد”.
ومن المؤكد أنّ دولاً عدّة في الخليج ستلتحق بركب دولة الإمارات وتنقل اتصالاتها السريّة الى التطبيع العلني.
وهكذا فإنّ فلسطين من وجهة نظر بعض حكّام الدول الخليجية وبعض مثقّفيها وإعلامييها الذين يتهافتون للتطبيع السرّي والعلني هي ليست من حق الشعب الفلسطيني بل هي أرض استولى عليها الفلسطينيون وما فعله الصهاينة هو استرجاع حقّهم.
ومن المؤكّد أن لأحرار فلسطين ومقاوميها ولأطفال الحجارة فيها قولاً آخر مَفادُه:
“العار كلّ العار للأعراب المتصهينين”
” إنّ جميع اتفاقياتكم الخيانية لن تساوي حذاء طفل فلسطيني ولن تزحزحنا قيد أنملة عن هدفنا الذي هو تحرير فلسطين كامل فلسطين من النهر إلى البحر ، وإنّ غداً لناظره لقريب“.
التعليقات مغلقة.