اليمن … المكتب السياسي لأنصار الله: التطبيع الإماراتي مع الصهاينة خيانة عظمى
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ ۘ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَىٰ أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ ۚ فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ ﴾ سورة المائدة، الآية 51 -52.
إنه وبعد سنوات من الانخراط الدموي في العدوان على اليمن إلى جانب السعودية وتحت القيادة الأمريكية ها هي الإمارات تسارعُ إلى إخراج ما خفي من علاقات لتعلنَ تطبيعها مع العدو التاريخي للأمة الإسلامية والعربية.
إن ما أقدمت عليه الإمارات من تطبيع علني مع كيان العدو الإسرائيلي تعتبر خيانة عظمى للقضية الفلسطينية وتماهيا كليا مع الصهاينة والأمريكان في مشروع تدمير المنطقة وإبقائها رهينة الحروب والصراعات البينية حتى لا تتفرغ لقضيتها المركزية فلسطين.
إن انكشاف العلاقات الإماراتية الإسرائيلية على هذا النحو يسقط كل تلك الشعارات العربية والاسلامية التي رفعها تحالف العدوان على اليمن، ويتبين أكثر أن الإمارات كما هي السعودية مجرد مخالب إسرائيلية أمريكية تنهش في جسد الأمة العربية والإسلامية، وأنهما بما هما فيه من خيانة سببٌ رئيس من أسباب نكبة الأمة وهوانها وتشتتها وتشرذمها.
وأمام هذا التطور غير المفاجئ والذي تولى الرئيس الأمريكي إعلانه من واشنطن لحساباته الانتخابية نؤكد أن الإمارات إنما تواصل السير في الطريق الخطأ الذي سلكته منذ نشأتها في خدمة الأمريكي والإسرائيلي ضد الأمة ومنها العدوان على اليمن.
وما يتم الترويج له من سلام ورخاء واستقرار سوف يتحقق إقليميا بهذه الخطوة مجرد أوهام فقد سبقت الإمارات أنظمةٌ أكثر منها وزنا فلم يتحقق لها شيء من ذلك بل إنها غرقت في أزمات شتى ومشاكل لا حصر لها، وكان ذلك مدعاة لأن تراجع الأنظمة العربية أخطاءها الكارثية لا أن تستمر في المكابرة واللهاث وراء سراب.
إننا وانطلاقا من المسؤولية الدينية والقومية ندعو شعوب أمتنا العربية والإسلامية لنفض غبار الهزيمة عن نفسها ورفع الصوت عاليا في مواجهة طابور النفاق والخيانة، وندعو إلى عزل كل نظام يعلن تطبيعه مع إسرائيل، ومقاطعته اقتصاديا وتجاريا، ونؤكد أن الشعوب العربية والإسلامية بمقدورها أن تفعل الشيء الكثير لفلسطين، وما عليها سوى التوكل على الله والتحرك بجدية ومسؤولية واستعداد للتضحية، والثقة بمشروع التحرر العربي والإسلامي الذي يمثله محور المقاومة وفي طليعته قوى المقاومة في فلسطين ولبنان الذي يحتفل اليوم بالذكرى الرابعة عشر لانتصاره الاستراتيجي في حرب ألفين وستة، وبهذه المناسبة نبارك لأمتنا ما تحقق من انتصار تاريخي على يد المقاومة الإسلامية في لبنان تحت قيادة حزب الله وأمينه العام السيد حسن نصرالله حفظه الله، ونؤكد أنه لا خلاص للأمة إلا بمواجهة مشروع الهيمنة الأمريكية والصهيونية بمشروع تحرر عربي إسلامي ينتصر لفلسطين وينتصر للإسلام والمسلمين.
صادر عن المكتب السياسي لأنصار الله
بتاريخ 24 ذي الحجة 1441 الموافق 14 أغسطس 2020 م
التعليقات مغلقة.