السماء الروسيّة … الغرباء لن يصلوا إليها
الأردن العربي ( السبت ) 31/10/2015 م …
تطرّقت صحيفة «روسيسكايا غازيتا» الروسية إلى ميزان القوى في الجوّ بين روسيا والناتو، مشيرة إلى تصريحات جنرالاته في هذا الشأن.
وجاء في المقال: يبدو أنهم في الناتو أدركوا أنه لا يمكن الوصول إلى سماء روسيا. إذ يقول قائد القوات الجوّية الأميركية في أوروبا الجنرال فرانك غورينك، إن منظومة الحرب الالكترونية الروسية تبطل مزايا جميع الأسلحة المتطورة فائقة الدقة لدى الناتو.
ويضيف الجنرال: لقد أغلقوا الثغرات، وتفوّقنا ذاب في الهواء. ولكن الأهم من هذا، هو قدرتهم على تحقيق استراتيجية تقييد الوصول إلى مناطق معينة A2/AD .
هذا الرمز A2/AD يعني به الناتو عدم السماح للقوات الأجنبية بالوصول إلى أراضيها anti-access- A2 ، مع تقييد فعاليتها في حالة تمكنها من اختراق الخطوط الدفاعية AD-area denial .
كان الغرب، خصوصاً في الولايات المتحدة، يعتقد أنهم يملكون وحدهم سرّ تحقيق A2/AD ، وأنهم لن يسمحوا أبداً للعدو أن يخترق خطوطهم. وأنه يحق لهم اعتبار مناطق مختلفة من العالم من ضمن مصالحهم الحيوية. أي يحق لهم القيام بعمليات عسكرية في هذه المناطق أو تلك من دون عقاب، ولم يستثنوا الأراضي الروسية من هذا.
ولكن اتضح انه ليس بإمكان أي طائرة كانت أو أي صاروخ كان أن يخترق الأجواء الروسية، ناهيك بإمكان توجيه ضربات محددة إلى روسيا.
عملياً، هذا الحاجز اصبح بمثابة جدار غير مرئي لمختلف منظومات الحرب الالكترونية الذكية الموجودة في ترسانة الناتو.
وهنا يقول المدير العام لمؤسسة «التكنولوجيا الإلكترونية اللاسلكية» نيقولاي كوليسوف: روسيا لم تغلق الثغرات. نحن عملياً نستعيد المواقع التي تركناها. المعدّات الإلكترونية هي جزء من عناصر A2/AD في حال المواجهة مع العدو الذي تعوّد العمل استناداً إلى تفوقه في الجوّ واعتماداً على الأسلحة الموجّهة فائقة الدقة وعلى معلومات الجاسوسية. ولكن الحرب الإلكترونية قادرة على حجب جميع هذه الإمكانيات وإبطالها، وخلق ظروف لا يمكن تحملها بكل معنى الكلمة لما يسمى بـ«إسقاط القوّة».
يمكننا هنا أن نذكّر بأن القوات الجوية الفضائية الروسية تتسلم طائرات ومروحيات مزوّدة بمعدّات وأجهزة خاصة قادرة ليس فقط على ضمان الحماية الذاتية، لا بل أيضاً على تغطية مناطق واسعة من خلال تشوية اتصالات العدو ومنعه من القيام بعمليات استكشافية واستخدام أسلحة فائقة الدقة. ويمكن أن ننسب مجمع المروحيات «ريتشاغ ـ AB» القادرة على إعماء رادارات العدو على مسافة مئات الكيلومترات.
ويعتبر مجمع «موسكفا 1» الخاص بالاستكشاف الإلكتروني اللاسلكي، العقل المفكّر للمركز الأرضي للدفاعات الفائقة. وتسمح إمكانيات هذا المجمع بالقيام باستكشافات إلكترونية لاسلكية في الأجواء على مسافة تصل إلى 400 كيلومتر، من دون أن يكتشفه العدو. وبعد اكتشاف أهداف جوية تنقل المعلومات إلى منظومات أخرى من منظومات الحرب الإلكترونية اللاسلكية، وإلى قوات الدفاع الجوي والقوات الجوية. ويمكن أن يرتبط في آن واحد بمجمع «موسكفا ـ 1» أكثر من سبع من منظومات الحرب الإلكترونية اللاسلكية مثل «كراسوخا».
هذه المنظومات يمكنها اكتشاف الأهداف الجوية على بعد 300 كيلومتر وإبطال عمل الرادارات في الطائرات المعادية، ومنعها من اكتشاف الأهداف في المنطقة المحمية.
وإن استخدام هذه المجمعات والمنظومات بصورة صحيحة لا يسمح للعدو بإصابة الأهداف الحكومية والعسكرية، والبنى التحتية والمواقع الاقتصادية المهمة وكذلك معدات القيام بضربات جوابية.
التعليقات مغلقة.