الاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي: ملايين النساء من أجل السلام وحقوق المرأة وضد الإمبريالية




فيحاء عبد الهادي ( فلسطين ) – الإثنين 17/8/2020 م …

“لِنعولِم التضامن في مواجهة عولمة المال المنظم”… من خطاب “ميادة بامية عباسي”، كوبا، 1998.
*****
إذا كانت اللحظة التاريخية تستدعي نضالاً عالمياً ضد العنصرية بأشكالها والتمييز، والاستعمار، والاستعمار الجديد، ولإنهاء الاحتلال الاستعماري العنصري على أرض فلسطين، كيف تجسدت علاقة الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية بالاتحادات النسوية العالمية خاصة علاقته بالاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي (الإندع)، الذي انضمَّ إلى عضويته عام 1968، وأصبح عضواً في مكتبه الدائم عام 1975، ونائب رئيس منذ العام 1981، وحتى الآن؟
بيَّنت في مقالتي بعنوان: “ذكرى تأسيس الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية: دور فاعل على الصعيد الدولي”، بدايات هذا الدور، اعتماداً على شهادة الرائدة “ميادة بامية عباسي”، منذ بدأت علاقتها بالإندع، عام 1985، كرئيسة لجنة العلاقات الخارجية في الأمانة العامة للاتحاد العام، مروراً بانتخابها نائبة رئيسة لإندع عام 1994، وحتى انتخابها عضوة في مجلس الشرف العالمي في مؤتمر الإندع الأخير في كولومبيا عام 2016. وأتابع اليوم رصد تطور هذا الدور، عبر شهادة الرائدة، التي لعبت دوراً متميزاً في هذا التطور.
*****
تحدَّثت الرائدة عن مؤتمر التجديد، في باريس عام 1994، الذي أجرى تغييرات هيكلية ودستورية في الإندع، ساهمت في تطويره، بعد أن شارف على الانهيار، مع بدء البروسترايكا في الاتحاد السوفياتي. وانهيار جدار برلين 1989:
“أتذكر أنني جلست إلى “سيلفي جان”، و”إرنستين رونيه”، من المنظمة الفرنسية غير الحكومية: “النساء المتضامنات”، في اجتماع في باريس، الذي ضمّ “فيلما اسبين”، من فيدرالية النساء من كوبا، أنا من الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية، وصديقة من منظمة الديمقراطيات من البرتغال، وصديقة من جمعية نساء أفريقيا الجنوبية. كنا المؤسِّسات لولادة الإندع الجديد!
شعرنا أن علينا مسؤولية عظيمة في بناء اتحاد عالمي كان له تاريخ كبير، وهو تحد أمام العديد من المنظمات العالمية، والحكومية وغير الحكومية، التي اعتقدت باستحالة نهضة الاتحاد من جديد.
دعونا المنظمات في الإندع إلى مؤتمر باريس، وأخبرناهم أن كل منظمة هي المسؤولة عن تذكرة السفر. البلدية قامت بتحضير الإقامة والأكل، والقاعة والترجمة، مع مساهمة رمزية من المشارِكات في المؤتمر.
عملنا جميعنا في هيكلية تساهم في بناء وتحقيق أهداف الإندع: رئيسة ونائبة تنتخب لمرَّة واحدة جديدة . قيادة الإندع هي الرئيسة والنائبة واللجنة القيادية: 25 عضوة، المكوَّنة من خمس منظمات من كل منطقة من العالم.
أكَّدنا بقوة على أن التمويل مستقل، نعتمد على أنفسنا بالمساهمة بـ 200 دولار سنوياً من كل منظمة، وعلينا أن نقوم بجهود للاكتتاب، وقبول الهبات غير المشروطة.
نقاط الدستور: الإندع يضم منظمات نسائية في العالم، تجتمع من أجل الدفاع عن حقوق النساء والأطفال، من أجل السلام ونزع السلاح، والتنمية، من أجل الحرية والاستقلال. المنظمات تنضوي في الإندع، تحترم الدستور وتسعى لتحقيق الأهداف، المؤتمر هو أعلى هيئة في الإندع.
أصدر المؤتمر إعلاناً إلى النساء في العالم، حدَّد هويتنا: نحن ملايين النساء، في خمس قارات مختلفة الحياة والثقافة والتجارب، يجمعنا النضال من أجل حقوق الشعوب والنساء، وتطلّعنا إلى المساواة، والكرامة، والاستقلال، والعدل الاجتماعي، والسلام العادل.
كل واحدة منا تجد في الاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي القوة في التضامن بيننا، ومع النساء، ضحايا السياسات الاقتصادية، اللواتي يعانين الاضطهاد، الأسر، الحصار، الفقر، الأمراض، الأمية، العنصرية، الأصولية، واللامساواة، ومع النساء في الأراضي المحتلة اللواتي هُجِّرن، وأصبحن لاجئات. نريد المشاركة في اتخاذ القرارات التي تعنينا، وتعني الإنسانية جمعاء.
عملنا بجهد، حتى توصلنا إلى عقد المؤتمر العالمي التالي في 1998 بحضور 500 امرأة، حول العنف ضد النساء، ومعاناتهن. أعادوا انتخاب “سيلفي جان”، وجدَّدوا انتخابي: 1998-2002.
استمعنا أولاً إلى شهادات من النساء حول الحروب، ومنها الاحتلال، والنزاعات المسلحة في العالم.
قدّمت نساء فلسطينيات، ولبنانيات، شهادات عن جرائم إسرائيل، كما قدّمت نساء من التوستو روندا شهادات، عن جرائم هوتو في روندا، وشهادات من البوسنة والهرسك عن جرائم الصرب.
واستمعنا إلى شهادات من النساء، من العالم، اللواتي يعانين من العنف. جمعنا الشهادات، والأسماء، وقدَّمناها إلى مجلس حقوق الإنسان، في الأمم المتحدة.
في ذات السنة، في نيسان، توجهت إلى كوبا أمثِّل الرئيسة “سيلفي جان”، في مؤتمر للنساء، حضره 3 آلاف امرأة، من 179 بلداً، تحت عنوان: “لقاء دولي من أجل التضامن بين النساء من أجل المساواة والتنمية والسلام”. ألقيت خطاب عنوانه: “لنعولِم التضامن في مواجهة عولمة المال المنظم”، وكتبت صحيفة في كوبا، أن “ميادة عباسي”، نائبة رئيسة الإندع، تعبر عن أهمية التضامن بين النساء للنضال لمواجهة النيولبرالية، والقضاء على العنف، والعنصرية، والاحتلال الإسرائيلي الصهيوني.
انعقد مؤتمر الإندع الثالث عشر في بيروت، سنة 2002، بناء على اقتراح المناضلة “ليندا مطر”، وتأييدي وتأييد الرئيسة. وكان انعقاده فيها، كما عبَّرت في خطابي بجلسة افتتاحه: “بمثابة رسالة نقول فيها لنساء المنطقة العربية: إننا معكن في نضالكن من أجل تحقيق المساواة  والديمقراطية، ومع جهودكن من أجل تطوير التشريعات الخاصة لأوضاع النساء في المجتمع والعائلة، ومن أجل إيقاف العنف ضد النساء”.
انتخبت البرازيلية “مارسيا كامبوس” رئيسة، كما انتخبت نائبة عن كل منطقة من العالم، تمثل منطقتها وتمثل العالم. انتُخبتُ نائبة رئيسة، عن المنطقة العربية، وعن العالم، من 2002-2007، وانتقل المقرّ إلى البرازيل.
قامت نساء العالم بمسيرة في بيروت، دعماً لفلسطين ولبنان وقضايا المنطقة العربية، وتعرّفن عن كثب على معاناة النساء العربيات، وزرن مخيم عين الحلوة، وتعرّفن على أوضاع النساء والأطفال وحياة اللاجئين.
زرنَ قانا، واطَّلعنَ على الجريمة التي قامت بها إسرائيل. أقيمت محكمة نسائية ضد جرائم شارون في بيروت، كنت قد أعددت لائحة من القضاء، وشهادات من صبرا وشاتيلا، ومن أجنبيات تعرفن فلسطين ولبنان، ولهن تجارب شخصية. أدانت النساء شارون، واعتبرته مجرماً ضد الإنسانية”.
*****

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.