يا غريب … كون اديب!! / العميد المتقاعد ناجي الزعبي
العميد المتقاعد ناجي الزعبي ( الأردن ) – الجمعة 21/8/2020 م …
يجافي الحقيقة من لايرى كمون الانقسام الاردني الافقي ، والعمودي ( اي فلسطيني اردني ، وشمالي ، ووسط ، وجنوبي ) وبعد قليل وربما راهناً : مسيحي ومسلم وكل ما يخطر ولا يخطر على بال من وسائل التفرقة وشق الصف ، وهكذا ولا اريد ان اقول كاذب ويداهن او يجامل كحد ادنى .
في مجالسنا الخاصة ذات الصبغة الجهوية اي اذا كنا بمجلس يقتصر حضوره على الشرق اردنيين ، او آخر يقتصر على الغرب اردنيين او ثالث يقتصر على ابناء الشمال او الوسط او الجنوب نهمس بهذه المسألة ونعمق هذا الجرح الذي افتعلوه بعد معركة الكرامة ليكون الاداة التي تستطيع ان تفكك سر التلاحم الاجتماعي والنضالي المقاوم الذي سبقها ويكون كلمة السر لحرب اهلية دفعنا ثمنها غالياً .
ولا يفوتني ان اذكر ان الاردن كله لا يساوي حارة بالقاهرة مثل شبرا على سبيل المثال.
تسكن هذه النزعة المتخلفة الاسنة حتى بعقولنا الباطنة باللاوعي وكأنها ساعة بيولوجية تستيقظ عند اول استدعاء رسمي بوسائل باتت معروفة للكل ، وعند اول مفترق من اي نوع وعند اي مطب صناعي ، بيروقراطي سواء او مؤسسي ، واي تحدي لاي احد فينا فيرده للاعتبارات الجهوية اي في حال تعرض او واجه صعوبة يكفيه ان يقول السبب ان مسؤولي فلسطيني اذا كان شرق اردني ، ومسؤولي اردني اذا كان غرب اردني ( واعتذر لاستخدام هذا المصطلح بغرض الايضاح ) ، يكفي مباراة للوحدات والفيصلي ودس عدد من الهتيفة ليهتفوا بشعارات معدة بعناية لاحداث الانقسام والشرخ .
وقد اتى احد قوانين الانتخابات ليعمق هذا الجرح ، وهو قانون الصوت الواحد الفخ الاجتماعي المحكم الذي قسم حتى العائلة الواحدة .
فمن المستفيد؟
مليون بالمية لسنا نحن الاردنيين بل من يريد ان يفككنا ليسهل امتطاء ظهورنا ،
نحن دم واحد وماضي وحاضر ومستقبل واحد ، ومصير واحد وعدو صهيوني وآخر طبقي ، وفقر وذل وهوان مشترك وطبقة واحدة تهيمن على وطننا وتنهب موارده وخيراته.
الا نخرج من هذا المربع والصندوق الم يحن الوقت لنفكر خارج هذا الصندوق المحكم
الن نفكر بمصالحنا ومستقبل ذلنا الذي لن ننعتق منه الا بتماسكنا
كادحين وفقراء وشغيلة وطبقة وسطى.
ان لم نجابه انفسنا بالحقيقة
ان لم نبق الحصة وننكأ الجرح سنظل نعاني منه وهو يزداد تقيحاً
لنتذكر قبل معركة الكرامة وبعد هزيمة ال ٦٧ مباشرة وبعد الانكسار الذي طغى وساد خضنا المعركة معاً وانتصرنا برغم روح الهزيمة
وتفادياً لتكرار الانتصار صنعوا لنا هذه الآفة الاجتماعية وهذا الفايروس وجنوا الثمار اقصاء للمقاومة ونهاية حقبة الكفاح المسلح او مقدمة النهاية
ونحن اليوم نعيش اجواء الفرقة والانقسام
اليست الطائفية والمذهبية والجهوية اداة للهدم وليست للبناء
بداهة اليست كذلك
وهل من مصلحتنا ان نهدم انفسنا وكفاحنا وانجازاتنا
ليستفيد عدونا ومن يمتطي ظهورنا
اصحي يا قرية!!
التعليقات مغلقة.