الغرب الاستعماري واحلام سلخ بلاروسيا عن روسيا / كاظم نوري

مسلمو بيلاروسيا بحاجة للمؤسسات الإسلامية | مسلمون حول العالم

كاظم نوري ( العراق ) – الجمعة 21/8/2020 م …




جمهورية “بلاروسيا  اي روسيا البيضاء ” تعد ” القرم الروسية رقم 2″  والى من يشك في ذلك عليه الرجوع الى ما اكده المتحدث باسم  الكريملن ديمتري بيسكوف عندما كان يعلق على الاحداث التي شهدتها البلاد عقب الانتخابات الاخيرة قائلا ” بيلاروسيا  هي دولتنا الموحدة وبلدنا الشقيق ومواطنو هذا البلد اشقاؤنا” وكشف ايضا ان هناك تدخلا خارجيا وداخليا في الشان البلروسي مؤكدا موقف موسكو الرافض لهذا التدخل .  

كل هذا الوضوح والصراحة المتناهية الخالية من اي غموض لم  تقنع دول الاتحاد الاوربي التي تمارس ” نفاقا سياسيا ” تشن دوله  حملة هستيرية دعما لاقلية تتظاهر في العاصمة البلاروسية  مينيسك  وبعض مدن  البلاد وتقطع الطرقات وتغلق المعامل وتعبث في  المنشئات العامة دعما ل” سفتلانا تيخونافسكايا    منافسة لوكاشينكو الذي فاز في انتخابات التاسع من شهر اب الحالي بنسبة تجاوزت 80 بالمائة في حين حصلت منافسته سفيتلانا  تيخانوفسكايا  على نسبة 10 بالمائة وغادرت  بعد هزيمتها في الانتخابات الى جمهورية لتوانيا الواقعة على بحر البلطليق ” عضو ” حلف ” ناتو العدواني وهي تحرض على التدخل الغربي  في جمهورية بلاروسيا  وتطلب النجدة من  دول الغرب الاستعماري.

دول الاتحاد الاوربي المنافقة تعتزم فرض عقوبات على جمهورية بلاروسيا وبعض المسؤولين فيها  لاغرابة فان هذه الدول نفسها التي تمارس سياسة  مناهضة للعدالة والحريات  وتكيل بمكيالين تفرض عقوبات على روسيا الاتحادية نفسها  ارضاء لسياسة  واشنطن ” سيئة  العالم الحر” المنافية للقوانين والاعراف السائدة في العالم بل ان تبعية دول الاتحاد في سياستها  الذيلية الى واشنطن” تجعلها دوما تخضع للاوامر الامريكية .

  لقد طلع علينا ” شمبانزي”  الاليزيه  ودول الاتحاد وهو يقفز فوق كل الاعتبارات ويدعوا الى التدخل لدعم المتظاهرين غير المرخص لهم بالتظاهر في بلاروسيا   لكنه نسي او تناسى عندما شهدت بلاده تظاهرات اصحاب ” الستر الصفراء” في باريس والمدن الفرنسية الاخرى  المطالبة بالحقوق المشروعة والتي استمرت شهورا  صمتت دول الاتحاد ولن نسمع لا  صوت السيدة  ميركل ولا غيرها تدافع عنهم او تدعواالى تحقيق مطالبهم .

 فقط عندما تتظاهر اقلية في مينيسك يهب الاتحاد  ودوله دفاعا عن حقوق هذه الاقلية او ربما يقف الى جانبها لحكم ” بيلاروسيا” في اطار دستور يريدونه  شبيها بدستورالعراق الدخيل على الشعب العراقي بعد احتلاله لتصبح بلاروسيا ” ديمقراطية ” تتحكم في مصيرها الاقلية  على الطريقة العراقية   التي اتاحت بنوده  الفرصة للاقلية الكردية ”  بالتحكم في امور  البلاد المالية والسياسية وتعطيل عجلة التقدم في عموم العراق هذا سني وذاك شيعي هنا كردي وهناك تركماني  الى اخر هذه التعريفات التي يسعون الى تطبيق شبيها لها في بلاروسيا ” هذا بولوني وذاك استوني والاخر روسي  ويتعمدون اثارتها في الدول الاخرى متى ارادوا لتنفيذ مخططاتهم  لكنهم يتجاوزونها في بلدانهم التي تغص بالاقليات وفي دساترهم .

 انها سياسة مثيرة للسخرية وديمقراطية جربها العراقيون طيلة 17 عاما دمارا وموتا ومفخخات ونهبا للثروات واحتلالا مقيتا .

 شمبانزي فرنسا خليفة المتامرعلى ليبيا  المرتشي  ساركوزي الذي تسلم الملايين من القذافي في حملاته الانتخابية   ثم يتامر عليه ويطيح بنظامه في ليبيا كان اول المهرولين نحو لبنان بعد تفجير مرفا بيروت لخلط الاوراق ويراوده  حلم عودة الاستعمار الفرنسي الى بلاد الشام  دعا هذ ” الماكرون ” الى التدخل في بيلاروسيا في وقت تدعوا دول العالم الاخرى الى عدم التدخل لان ما يجري في بلاروسيا شان داخلي.

جمهورية بلاروسيا لصيقة بروسيا ويجمع شعبها مع شعب روسيا تاريخ ولغة مشتركة يسعى الغرب كما  يبدوا  واهما ان يحولها الى ” سكين خاصرة جديدة  ” لروسيا  مثلما حصل في جمهورية اوكرانيا  مستغلا التظاهرات التي اندلعت في البلاد بعد هزيمة المعارضة سفتلانا  تيخونافسكيا التي بدلا من ان تبقى في البلاد بعد هزيمتها في  الانتخابات الاخيرة  توجهت الى احدى دول حلف ” ناتو” معتقدة بغباء ان قوات الحلف المرابطة في لتوانيا سوف تعيدها الى رئاسة بلاروسيا على ظهر احدى دبابات الحلف.

 لقد استبق الرئيس البلاروسي  لوكاشينكو الاحداث وعزز قوات بلاده على الحدود مع بولونيا ولتوانيا بصواريخ تكتيكية وانظمة دفاع جوي  وطائرات مسيرة وتعزيز القيادة الغربية بكتيبة صواريخ توشكا تحسبا لاي طارئ.

 جمهورية بلاروسيا التي ترتبط بمعاهدات امنية وعسكرية  مع روسيا خط  احمر بالنسبة للقيادة الروسية انها  شبه جزيرة  القرم رقم  2 لن تسمح موسكو المساس بها وتدنيسها من قبل اجهزة مخابرات الغرب وهناك رسائل واضحة تلقفتها الولايات المتحدة وحليفاتها الغربيات منها الاتصالات الهاتفية   شبه  اليومية بين الرئيس  الروسي فلاديمير بوتين ورئيس جمهورية بلاروسيا الفائز بالانتخابات لوكاشينكو حول تطورات الاوضاع في البلاد.

جمهورية بلاروسيا او روسيا البيضاء يصل تعداد سكانها الى ما يقارب 10 ملايين نسمة وتعد العمق الجغرافي لروسيا باتجاه بولندا فضلا عن لتوانيا ولاتفيا تشكلت خلال الاعوام 1918-1919 وتقطنها قوميات عديدة لذا يحاول الغرب الاستعماري استغلال ذلك كعادته بهدف تمزيقها الى دويلات  مثلما فعل بجمهورية ” يوغسلافيا السابقة” لاثارة المتاعب لروسيا عبر  التشويش  على الجغرافيا المحيطة  بروسيا الاتحادية.

 جمهورية “بلاروسيا” لن تعيش ولن  تحيا بلا … روسيا ؟؟ انها قرم  روسيا رقم 2  فهل وصلت الرسالة ايها المتباكون على ” الديمقراطية” زورا”  يامن تسعون الى توحيد دول الاتحاد الاوربي وتحويل بعض من تلك الدول الى ادوات وخدم لمشاريعكم ومخططاتكم  خاصة تلك التي انسلخت عن الاتحاد السوفيتي بعد انهياره  وتمزيق دول في القارة الاوربية بما يخدم مخططاتكم الاجرامية مثلما حصل مع يوغسلافيا  حتى لو تطلب ذلك  تشكيل دول يصل تعداد نفوسها الى نفرات ” مجرد نفرات” والسعي لضمها الى تحالفكم العدواني   لاستغلال اراضيها من قبل حلف ” ناتو ” الذي تقوده الولايات المتحدة   “الجبل الاسود مثالا ؟؟

 

 

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.