مدرسة شيكاغو – الطبعة العربية / عدنان الأسمر

الأول من تموز … يوم أسود / عدنان الأسمر – مدارات عربية
عدنان الأسمر ( الأردن ) – الأحد 23/8/2020 م …



بتمويل من المخابرات المركزية الأمريكية أجرى الدكتور كميرون أبحاث لصياغة نظرية الصدمة وأستخدم التعذيب بالكهرباء والعقاقير وحرمان الحواس بهدف تفكيك الشخصية و إعادة صياغة إدراك الأشخاص وإعادتهم إلى مراحل مبكرة من العمر ( الرجعه ) وأصدرت المخابرات الأمريكية دليل يبين وسائل وأساليب التعذيب بالصدمة لإعادة وعي الأفراد والجماهير وخلق الإستعداد لديهم لتقبل السياسات الجديدة وقد إستخدمت أساليب التعذيب بالصدمة في سجن أبو غريب وسجن غوانتانامو وإقتبس تلك النظرية ملتون فريدمان من علم النفس إلى قسم الإقتصاد في جامعة شيكاغو لتطبيقها على الدول لفرض سياسات الاليبرالية الجديدة المتمثلة في الخصخصة وعدم إنفاق الدولة على الرعاية الإجتماعية وحرية نشاط الشركات الرأسمالية ويتطلب ذلك إفتعال صدمة إقتصادية كبيرة أو إستغلال كوارث طبيعية ويستلزم ذلك إستخدام السلطة الحاكمة القوى العسكرية بقصوى وحشية وممارسة الإرهاب السياسي وقمع الحريات وقد تم ذلك في أندونيسيا ، التشيلي ، الأرجنتين ، الأوروغواي ، البرازيل ، العراق وغيرها … وكان من نتائج إستغلال الصدمة والمعالجة بالصدمة جريان أنهر من الدماء وقتل مئات ألاف من المواطنين وممارسة السلطة الحاكمة ( الإرهاب العام والخاص )  والتعذيب الجماعي والمقابر الجماعية ورمي تلال الجثث في مياه البحار وقمع الحريات وعدم الإلتزام بالقوانين والأنظمة والدستور فالمعالجة بالصدمة لتحقيق أهداف السلطة الحاكمة و شركات الرأسمالية المتوحشة ورأسمالية الكوارث نجد تجلياتها في معالجة قضايا سياسية وإقتصادية في العديد من الدول العربية فمسألة المعلمين و نقابتهم في الأردن تم التعامل معها بقسوة شديدة علماً أنها قضية حقوق دستورية وقانونية وهذا السلوك مخالف للنهج الحكومي المتعارف عليه في التعامل مع الأزمات بحكمة ومرونة وكأن الحكومة إستغلت صدمة وباء كورونا وقانون الدفاع للبطش بالمعلمين وإشاعة رعب عام في المجتمع لضمان تراجع مستوى المطالب الشعبية والنقابية وتمرير سياسات صندوق النقد والبنك الدولي وهذا لن يجلب على الأردن إلا الوصول إلى دولة الحد الأدنى التي تفقد الكثير من مقومات الشرعية فسياسات ميلتون فريدمان لم تعد على التشيلي والأرجنتين إلا بنظم ديكتاتورية فاشية غرقت في دماء الشعوب كما أن إنفجار مرفأ بيروت يهدف إلى إحداث صدمة في المجتمع تعيق أي نشاط للمقاومة ضد التعديات الإسرائلية أو تعبئة المجتمع اللبناني ضد الكيان الصهيوني و تعيد صياغة إدراك ووعي الشعب اللبناني وتضع أولوية إعادة الإعمار وحل مشكلات المتضررين مما يعيد الإعتبار لقوى
 ١٤/ أذار كما أن الموقف المخجل لبعض المسؤولين في السودان الذين يتحدثون عن ميزات إيجابية لدى السودان تفيدهم في التطبيع مع الكيان الصهيوني علماً أن هذه الميزات لم تستثمر في حل أزمة السودان التي سببها النظام الحاكم حيث تنازل عن الجنوب مصدر الطاقة وغرق في الفساد وفشل مشاريع التنمية إلا أن المعالجة بالصدمة لأزمة السودان وخاصاً رفع العقوبات وشطب السودان عن قائمة الإرهاب يتطلب التطبيع مع الكيان الصهيوني وبالتالي نأمل أن يستفيد الحكام من دروس التاريخ فالمستقبل لمن يحتمي بالشعب ولا يرهن إرادته للمراكز الإقليمية ويتبع النهج الديمقراطي والحوار والتوافق والتعامل مع القضايا الوطنية بمسؤولية وروح المواطنة على قاعدة إحترام الدستور وحقوق الإنسان والإدراك التام أن الكيان الصهيوني عدو الأمه الأساسي والقضية الفلسطينية قضية العرب المركزية

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.