بيان ليس في وقته.. وامور اخرى تؤجج اوضاع العراق / كاظم نوري




كاظم نوري ( العراق ) – الخميس 3/9/2020 م …

عندما ابتكر العالم  توماس اديسون  المصباح  الكهربائي لم نجد ابنا او حفيدا له توجه هو الاخر توجها علميا واخترع ” طرمبيل” مثلا وكذا الحال ينسحب على معظم ان لم يكن جميع العلماء   والمبدعين  الذين خدموا البشرية والانسانية بانجازاتهم العلمية .

  ان العبقرية والثقافة  وحتى العلم  تاتي من خلال الدراسة والتفكير والمتابعة  والابداع وليست موجودة في الجينات وتنتقل وراثيا  من الجد الى الابن الى الحفيد الى اخر ” نفر” في العائلة .

وحتى في مجالات الادب والشعر والدين  وغيرها  الكاتب والروائي المصري نجيب محفوظ  مثلا لم ينجب اديبا كبيرا ربما انجب مهندسا او طبيبا وهكذا اما في العراق فا لامور تختلف بن رجل الدين ينظرون الى تاريخ والده او جده ويتمسكون به حتى لو كان ليس بمستوى والده او جده وعندما تسالهم ياتيك الجواب ” هذا بن فلان”.

السيدان  محسن الحكيم و محمد صادق الصدر رحمهما الله كان الاول رجل دين بسيط ومتواضع يفترش الحصير عندما يستقبل ضيوفه  وكان الصدر الثاني هو الاخر شخصية دينية مرموقة  قد ضحى بحياته في سبيل القيم والمبادئ الدينية.

 وفي خضم الخبطة السياسية العراقية بعد الغزو والاحتلال ظهر ابناء واحفاد للحكيم الاول والصدر ايضا فكان لهما  مؤيدون  ومناصرون في الشارع العراقي اعتمادا على تاريخ والديهما او اجدادهما لكن هناك فرقا شاسعا  بين ثقافة الابن او الحفيد وبين ثقافة الاب او الجد ولاضير اذا استعان الابناء او  الاحفاد بمستشارين وخبراء او الدراسة المستفيضة  في مسيرتهم الدينية اما اذا ارادوا ان يكملوا مسيرة  سياسية الى جانب المسيرة الدينية فالامر يختلف  جراء اوضاع العراق المعقدة ويتطلب التشاور مع خبراء اكفاء .

لكن هذا لم يحصل فكانت المواقف المتناقضة  التي تتناقلها وسائل الاعلام والمصطلحات التي ليس في مكانها ” والكل كان يسمع ” شلع قلع” وحبيبي وغيرها الكثير واخذ البعض يفسرها لاعطائها صفة ما لانها صادرة  عن لسان ابن ذلك عالم الدين المضحي”.

اكثر ما يثيرحقا في الوضع العراقي  الخطيرالان هو التناقض في المواقف الذي قد ينعكس سلبا على الوضع  في البلاد وقد وردني بيان صادر  عن السيد الصدر كانت الصفحة الاخيرة منه مثيرة للجدل وتحمل تناقضات  في طياتها ومخاطر خاصة ما يتعلق ب” الحشد  الشعبي”.

 اورد نص بعض الفقرات ” ادعوا اخوتي في الحشد الشعبي الى ترك الدنيا والابتعاد عن المهاترات السياسية كما ادعوه الى ” تصفية” عناصره من السيئين” والعمل على اندماج العناصر الجيدة مع القوات الامنية لحفظ ” هيبة الدولة” وفي الختام ورد مايلي ” ايها الناس اسمعوا وعوا وتداركوا امركم قبل فوات الاوان والا فلات حين مندم”  المواطن مقتدى الصدر.

اعتبرالبيان ان هناك مسيئين في الحشد يجب التخلص منهم عن طريق ” التصفية” وليس الابعاد .

 ان الميسئين موجودون  في كل مرافق السلطة الحاكمة من قمة الهرم الى لقاعدة  والا بماذا نفسر عملية  السرقات واللصوصية ونهب المال العام وحتى  بين الذين يمثلون الصدر في البرلمان والسلطة فكان  الاعرجي والدراجي وغيرهم الكثير.

هيبة الدول لمفقودة اصلا  وضم الحشد للقوى الامنية  والعسكرية  مطلب  عراقي وطني  لكن ماذا بشان” البيشمركة”؟؟  هل نعول عليها على طرد الاجنبي وقواته من العراق وهل نعول عليها في مقاومة ” الصهيونية”؟؟ .

عندما نتحدث عن هيبة الدولة المفقودة علينا ان لانحصر كل ذلك ب” الحشد” لان الحشد فيه من اساء و تشكل بناء على دعوة من المرجعية الدينية في البلاد وهي التي تقرر الحاجة له وعدم الحاجة  ليس الولايات المتحدة التي تستهدف الحشد الشعبي وكل القوى المناهضة للاحتلال ليات موقف الصدرمع الاسف متناغما مع  المطلب الامريكي حتى لوكان دون قصد لكن طرحا من هذا النوع  صادرا عن شخص بهذا الحجم قد يثير صراعا  خطيرا في البلاد لن يوفر احدا حتى الصدرنفسه   فهو  مطلوبا  للمحتل جراءمواقفه المناهضة للاحتلال منذ عام 2003 عندما حمل ” جيش المهدي ” السلاح وقاتل الامريكيين حتى عند تخوم مدينة النجف المقدسة.

المحتل الامريكي لن يعفى احدا مناهضا لسياسته  وان الصدر في المقدمة وان بيانات من هذا النمط قد تساعد على ادخال العراق في متاهات هو في غنى عنها في هذه المرحلة الخطيرة والحساسة وكان الاجدى والانفع الدخول في مشاورات وحوار مع قوى اخرى قبل اصدار مثل هذه البيانات نظرا لحساسية الاوضاع في العراق  للتوصل الى نتائج تجنب الوطن وشعبه  مزيدا من الدماء ؟؟

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.