فرصة تاريخية لمغادرة مرحلة التيه والتشتت الفلسطيني / د. هاني العقاد

    القدس

د. هاني العقاد ( فلسطين ) – الخميس 3/9/2020 م …




اكثر من ثلاث سنوات مضت علي الاجتماع التحضيري في بيروت لاجتماع الفصائل الفلسطينينة للتحضير لاجتماع الامناء العامين لكن الاجتماع لم يعقد واستمرت حالة التشتت الفلسطيني تهدد لان  يخسر الفلسطينين كل شيئ  ,   يمضي الفلسطينين اليوم بجهد وطني لعقد اجتماع وطني كبيرعلي مستوي الامناء العامين لمنظمة التحرير وفصائل العمل الاسلامي الفلسطيني في اشارة الي انهم يدركوا خطورة البقاء في مربعات متباعدة دون تكامل وطني وسياسي ودون وحدة في المسار النضالي و وحدة الموقف من الاحتلال والمواجهة معه . ياتي هذا الاجتماع الهام والمشهد الفلسطيني ممزق والفلسطينين يعيشوا حالة تشتت وانقسام كانت سببا في التطاول عليهم وعلي ثوابتهم  حتي اجتماعهم هذا , ولان الانقسام ولد حالة من التشتت والتشرزم واختلاف البرامج السياسية واختلاف المسارات الوطنية التي يري كل فصيل من خلاله ان استراتيجيه هي الفريدة والوحيدة  للتحرر ولا يعترف بالاخرين ولا حتي يشاركهم الجهد الوطني , جاءت الفرصة لان نغادر هذه الحالة ونصلح النسيج الوطني الذي يقتنع به  العالم الحر وشعوبه التي لم تتواني يوم من الايام في دعوة الفلسطينين لطي مرحلة التشتت والتوحد من اجل توحيد المواجهة مع المحتل .

 

نحن امام اجتماع مصيري للامناء العامين  للفصائل الفلسطينية بحضور الرئيس ابو مازن  بالتزامن في رام الله وبيروت عبر الفيديو كونفرنس للخروج من هذه الحالة المقيته السوداء في تاريخ مسيرة نضالنا الوطني , ولعل الفلسطينين اليوم في ترقب وانتظار وخوف من ان لا يحقق هذا الاجتماع طموحات شعبنا المناضل ويخرج الاجتماع بمزيد من التشتت والانقسام وتكون نهايته بيان هزيل لا يحمل سوي توجهات فصائلية , لكن اقول اذا كان التوجة العام لكل الفصائل الفلسطينية يبتعد عن المصلحة الخاصة والبرامج الذاتية والاجندات التي تدعمها قوي غير فلسطينية ,واذا كان  الهدف الكبير والموحد لدي الجميع هو  ردم كل قنوات التشتت والاختلاف والتناقض فاننا سننجح ونثبت لكل العالم والشعب الفلسطيني ان الفلسطينين برغم تعدد فصائلهم  باتوا جسد واحد تحت راية واحدة وكلمتهم اليوم كلمة واحدة في مواجهة كل المخططات الرامية لتصفية قضيتهم الوطنية التي تهدد هويتهم الوطنية ومقدساتهم ووجودهم علي ارضهم , واذا وضعت الفصائل نصب اعينها ان التحديات اكبر من  مسألة محاصصات هنا او هناك او الحصول علي الاكثرية في المجلس الوطني او المركزي فان النجاح سيكون حليفهم وسوف يتمكنوا من تحقيق اول خطوة علي طريق بناء استراتيجية وطنية نضالية تلزم الكل الفلسطيني وتنقلهم من مرحلة التشتت والثبات الي مرحلة الفعل المؤثر والقوي باتجاه تحقيق الحرية والاستقلال الوطني .

 

هذا الاجتماع المصيري لحظة فارقة في تاريخ الوجود الفلسطيني و وحدة تمثيلة السياسي والوطني والنضالي فاما ان يستطع من خلاله الفلسطينين مغادرة مرحلة تعدت كل المقايس والتوقعات في ردائتها وانحطاطها واما ان يغوص قادة الفصائل عميقا في وحل التيه والضياع حتي قاع القاع ولن يخرجوا بعد ذلك ابدأ حتي لو تغيرت الاسماء والبرامج وتغير القادة لان قطار الضياع يكون قد وصل محطات اضاع معها منظومة الحقوق الفلسطينية بمجملها . لذلك لابد وان ياتي الاجتماع بمخرجات عملية وخطط حقيقية من شانها ان تمهد الطريق لينهض الفلسطينين بعد مرحلة ثبات طويلة كانوا يراهنوا فيها علي وهم , انها لحظة تاريخية لان يراهن الفلسطينين علي ذاتهم اليوم وقوتهم ووحدتهم وسلاحهم ومقدراتهم وقوة حقهم وعنفوان نضالهم وسواعد ابنائهم, لا اعتقد ان اي من شعبنا الفلسطيني يمكن ان يقبل ولو بنسبة 1% فشل هذا الاجتماع المصيري او وضع خطط لا تلبي طموح الجميع في التخلص من الاحتلال واقامة الدولة وعاصمتها القدس , التحدي ان نقوي م ت ف بوجود الجميع فيها لتستمر في قيادة المقاومة الوطنية وتوفير امكانيات الاستمرار والبقاء والنصر بالمجموع الوطني وليس فرادي . التحدي ان نلطم ادارة صفقة القرن والمحتل والمطبعين علي وجوههم اللعينة  ونعلن عهد جديد تقوده منظمة التحرير الفلسطينية نحو الدولة والانسان الفلسطيني , عهد نعمل سويا تحت رايه العلم الفلسطيني ونبلغ العالم برسالتنا الوطنية التي لا يمكن ان تسمح لاحد مهما كان تغيرها او التسلل تحت مفرداتها ونخرج بوحدة الموقف عمليا وليس مجرد بيان ختامي ونضع الاسس الحقيقية لانخراط الكل في صفوف م ت ف واعادة هيكلة هيئاتها ومجالسها ومؤسساتها حسب اللوائح الداخلية لميثاق منظمة التحرير .

 

وحدانية التمثيل السياسي والنضالي يقوي رفضنا لصفقة ترمب وكل المحاولات التي تضغط فيها اسرائيل وامريكا والاقليم لتركيع الفلسطينين ,وقوة ووحدانية التمثيل الفلسطيني تعني اسقاط مخطط الضم الاسرائيلي الذي يعرف الفلسطينين كشعب بلا هوية تحت الوصاية الامنية الاسرائيلية , قوة و وحدانية التمثيل السياسي الفلسطيني من شانه ان يحمي المقدسات والقدس من التهويد والاستيلاء علي التاريخ وتغير الديموغرفيا المقدسية  ,وحدانية التمثيل السياسي يعني اننا قبرنا مرحلة  التيه والتشتت وحددنا لسان حالنا فمن يتحدث معنا ومن يريد ان يفاوضنا في اي صغيرة او كبيرة العنوان اصبح واحد موحد و وحيد  وهو قيادة منظمة التحرير الفلسطينية  وغير ذلك فان علي قيادة منظمتنا التشمير عن سواعدها لتلقن من يحاول التحدث باسمنا درسا في الانتماء الوطني ودرسا باللغة التي يفهمها   ليفهم ان لا احد يستطيع القفز فوق ظهر الفلسطينين لان ظهوروهم محمية ببعضهم وقوية تسقط من تسول له نفسه ان يكون بديلاً وترمي به في مزابل التاريخ .

Dr.hani_analysisiWyahoo.com

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.