عظم الله أجركم… القرضاوي بانتظار الدفن! القرضاوي وأمثاله لهم الخسران في الدنيا والآخرة / مصطفى قطبي
قال تعالى في سورة آل عمران في الآية 140 { وَتِلكَ الأيَّامُ ندَاوِلهَا بَينَ النَّاسِ وَلِيَعلَمَ اللَه الَذِينَ آمَنوا وَيَتَخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللَه لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ }. دارت الأيام على الشيخ ” القرضاوي ”، فبينما كان فاعلا أصبح مفعول به، و بينما كان يستصرخ لضرب المسلمين في ليبيا و سوريا ومصر واليمن وتونس… أصبح اليوم القيادي الإخواني، عجوزا عليلا يعاني، يتقلب على فراش الموت. فقد أظهر مقطع صوتي، وصفه أحد مريدي القرضاوي، بـ”رسالة مودع” للرئيس السابق للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الشيخ يوسف القرضاوي. حيث أعرب القرضاوي عن شعوره بـ”دنو الأجل… وربما تكون كلماتي هذه الأخيرة“. وعلى وقع رسالة التوديع، يحضر السؤال:
ألم تكن هذه النهاية متوقعة لمن هان فاستهان بعد أن ارتهن معتقده الديني للخارج، وجند فتاويه للفتنة وخدمة أرباب الشر، يبيح بها سفك الدم العربي، وقتل النفس التي حرمها الله في مطلق الشرائع السماوية إلا بالحق، من حق الشعوب، أن تتساءل اليوم، وهي تشهد تهاوي أحد رؤوس شيوخ الفتنة وتجار الدم العربي: أي أثر كان سيترك القرضاوي لو جند فتاواه لتحرير المسجد الأقصى من الغاصب الصهيوني، وأي مكانة كان يحقق عند الله والعباد لو أنه وجه دفة المتظاهرين على مساحة الوطن العربي إلى الهدف الأسمى، والجهاد الأكبر، الذي يوحد أمة الإسلام ويمجدها…
للأسف الشديد، فقد استغل ”القرضاوي” منصبه كرئيس لاتحاد علماء المسلمين من أجل التحريض بشكل فج وغير مقبول ضد دول لا ترضى عنها أمريكا وإسرائيل… والحقيقة الثابتة والمؤكدة عندنا، أنّ شيوخ الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، لا يمثلون وجهة نظر شرعية مؤيدة بحكم شرعي، بل يؤدّون دوراً مطلوباً منهم نحو الإسلام والأمّة الإسلاميّة. فمهمتهم التي أوكلت إليهم من قبل أمريكا ودول الغرب، هي بث الفرقة بين المسلمين وإثارة عوامل الفتنة والصراع الدموي بين أبناء الأمّة، وقد نجحوا في أداء تلك المهمة في ليبيا بشكل باهر، حيث إنهم أشعلوا حرباً أهلية طاحنة في ليبيا، قضت على الاستقرار والقانون وعلى العدالة فيها، فالدول الغربيّة التي ساهمت في إنهاء حكم ”معمّر القذافي”، هي الآن من تتمتع بخيرات وثروات ليبيا وليس الشعب الليبي.
و”القرضاوي” وشيوخ الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، هم شركاء وعملاء حقيقيّون للصهيوني ”برنارد هنري ليفي” في تدمير ليبيا، التي غدا دوره فيها معلوماً للقاصي والدّاني، ولم يقتصر دور ”القرضاوي” وشيوخه فقط على ليبيا، بل تعدّاه إلى معظم الدّول العربية. فالنجم الأبرز في عالم الدسائس والمؤامرات الكهنوتية ”يوسف القرضاوي” الذي لم يكتف بالدعوة إلى الخروج على النظام الليبي السابق وقتل رئيسه، وإصدار ”فتاوى الجهاد” على النظام السياسي والدولة السورية، لا بل دعوة واشنطن إلى غزو بلاد الشام ”نصرة لله والخير والحق” بعد طمأنتها بألا يذهب ”الجهاديون” للقتال في إسرائيل بعد ما يسميه ”النصر في سورية”، وإنما وصل به الأمر إلى دعوة الناتو و”المسلمين” إلى التدخل و”الجهاد” في بلاده مصر التي انتفض شعبها على ”الإخوان المسلمين” وحكمهم، وبأعداد تفوق الثلاثين مليوناً، فيما يشبه الاستفتاء الكاسح، وفي مشهد لم يسبق له مثيل في التاريخ الإنساني.
نعم حرض ضد أبناء بلده، وأصدر فتاوى عديدة وظّفها في خدمة تنظيم “الإخوان المسلمين” الذي ينتمي إليه، قد تكون أشهرها فتوى قال فيها: “حرام على مصر أن تفعل هذا… لا يمكن أن يحدث بعد هذا سوى غضب الله وعقابه“. كما أصدر فتوى أخرى يدعو فيها المسلمين من مختلف أنحاء العالم أن يصبحوا شهداء في مصر. وفيما لم ينتفع مرسي من هذه الفتوى في شيء، يبدو القرضاوي كان أشد تطرّفا في دعمه لـ أردوغان المنتمي هو الآخر لتنظيم “الإخوان المسلمين” العالمي، فقد كان دائم الثناء على الرئيس التركي في جميع تصريحاته، لافتاً للنظر وقائلا “إن الله وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة يساندون أردوغان… وأن إسطنبول هي “عاصمة الخلافة الإسلامية“، معتبرا أن إسطنبول هي عاصمة لكل عمل إسلامي في العالم العربي والغربي.
التعليقات مغلقة.