الماكر ” ماكيرون” ومستقبل المنطقة / كاظم نوري

ماكرون في بيروت لـ«تهيئة الظروف اللازمة لإعادة الإعمار والاستقرار» | الشرق الأوسط

كاظم نوري ( العراق ) – السبت 5/9/2020 م …




قد يتوهم البعض ان الرئيس الفرنسي ” ماكرون” يتحرك دون تنسيق مع الولايات المتحدة  في المنطقة من خلال زيارات مكوكية الى لبنان بعد انفجار مرفا بيروت ثم توجه الى بغداد والتقى  المسؤولين فيها  وتكرم  نجيرفان بارزاني وقدم من شمال العراق الى العاصمة للقائه ايضا.

 استقبله الجميع بحفاوة قل نظيرها وكانه نزل من كوكب اخر لانقاذ العراق من محنته  وليس رئيس دولة تعد اعتى واصلف دولة استعمارية في التاريخ وان الجزائر وسورية ولبنان التي خضعت للاستعمار الفرنسي المقيت  وقدمت الجزائر وحدها مليون شهيد من اجل  التخلص من اسلاف هذا  الماكر الذي تحرك فجاة  مستغلا اوضاع استجدت في المنطقة تؤكد ذلك  .

 ان اكثر ما يجعل  زيارات ماكيرون الى لبنان مثيرة للسخرية لقاء السيدة فيروز محاولا بذلك ان يظهر امام المشاهد على انه ليس رجل سياسة فحسب بل هو يعشق الفن الاصيل والا بماذا نفسر هذا اللقاء خلال زيارته الثانية الى لبنان؟؟

لقد حاول ماكيرون ان يوحي للمشاهد والمتابع بانه مهتم جدا بما حصل في مرفا بيروت واذا به يستغل الوضع اللبناني لفرض بعض الاملاءات لانه لازال  يحلم كما يبدوا  في زمن العصور الغابرة التي كانت فرنسا تحتل بها  بلاد الشام وتجزئ المنطقة وتفصلها  على هواها وتطلق مسميات منها ” لبنان الكبير” وغير ذلك من المخططات التقسيمية .

الولايات المتحدة تحرك ماكيرون عن بعد لان سمعتها ” زفت” سواء في لبنان او غير لبنان وجدت خير معين لها لتنفيذ مخططاتها المشبوهة  كما ان الرئيس الفرنسي دخل على الخط  مستغلا الحالة اللبنانية الاقتصادية المتدهورة جراء الفساد المالي في البلاد وقدم عروضا قال انه سوف يتابعها  مع الجهات المعنية في الامم المتحدة لتقديم المساعدات المالية وانعاش الوضع في لبنان مقابل  وجود حكومة تتحمل المسؤولية .

لغط كثير رافق الزيارتين التي قام بهما ” الماكر ماكيرون خاصة لقاءاته باطراف  سياسية لبنانية  والحديث عن مبادرة سماها ” مبادرة المجتمع  المدني” التي لم يستلم لبنان منها سوى الوعود والكلام المعسول رغم مضي فنرة على تفجير مرفا بيروت  جاءت المبادرة من الماكر  بعد ان اعلنت الصين استعدادها لبناء مرفا بيروت وتقديم قروض الى لبنان كما اعلنت ايران ايضا ودول  اخرى قدمت عروضا للمساعدة  وهو الذي رفع ” حمية” ماكيرون بتنسيق اعلن عنه  بومبيو وزير الخارجية الامريكية مع الولايات المتحدة  .

ان الاستدارة الفرنسية السريعة نحو لبنان  جاءت لقطع الطريق على لبنان بالتوجه الى دول اخرى بعد ارتفاع اصوات الصين وايران وليس حبا بلبنان وشعبه الذي  يعاني جراء الضغوط الامريكية من حظر وعقوبات على بعض الاطراف  مما اوصل البلاد الى هذه الحالة الاقتصادية المتدهورة الى جانب الفساد المالي المستشري.

العراق هو الاخر تكرم عليه ماكيرون بزيارة التقى خلالها رئيس الجمهورية وان اكثر ما اثار السخرية وقوف الرئيس العراقي برهم صالح الى جانب الرئيس الفرنسي في مؤتمر صحافي يمتدح هذا القادم من ” الفضاء”  واذا برئيس العراق ينده باعلى صوته وباللغة العربية  ” وين المترجم” ” وين المترجمة” مما جعله مسخرة امام الصحافيين وامام ضيفه الفرنسي في مؤتمر صحافي مشترك .

اما الحديث عن التعهدات التي قطعها كاميرون على نفسه والترحاب الذي لقيه على مستوى اكثر من مسؤول في العراق   يثير التساؤل لاسيما وان هناك اصواتا تتردد في ” البرلمان” عن عزم العراق التوجه شرقا للحصول على بعض الاسلحة التي ترفض الولايات المتحدة تقديمها للعراق  خاصة تلك التي يحتاجها  البلد في مجال الدفاعات الجوية وجرى تحديدا ذكر اسم روسيا ومنظومة  اس 400 المثيرة للجدل بين تركيا والولايات المتحدة التي هددت انقرة بفرض عقوبات عليها اذا حصلت عليها وقد اصرت انقره بالحصول عليها وحصلت  فعلا رغم التهديدات الامريكية.

 فهل هناك في العراق من يتحدى” واشنطن” ويقدم على خطوة مماثلة ؟؟ نشك في ذلك بعد ان افتقد العراق الرجال الذين لايخشون ليتربع على عرش السلطة هذه العينات ؟؟

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.