د . بهجت سليمان يكتب: بين السالب و الموجب!

بهجت سليمان غاضب من حكومة خميس | اقتصاد مال و اعمال السوريين

 د . بهجت سليمان ( سورية ) – السبت 5/9/2020 م …

■  السالب :




     1▪ الوضع العربي الرسمي كارثي و فضائحي ومهين .. فثلاثة أرباع الدول العربية ، على الأقل ، تتخادم مع ” إسرائيل ” سرا أو علنا.

     2▪ معظم أصدقاء وحلفاء العرب الكبار السابقين باتوا أصدقاء وشركاء ل ” إسرائيل ” و خاصة : الصين – الهند .

     3▪ كل إدارة أميركية جديدة ، يزايد رئيسها على من سبقه ، في دعم واحتضان ” إسرائيل ” ويتقدم عليه بخطوة أو خطوات في هذا الدعم ، سواء كان جمهوريا أم ديمقراطيا.

     4▪ الوضع الشعبي العربي ، بأغلبيته ، مفكك ويائس ومحبط , وشبه فاقد الأمل بالمستقبل .

     5▪ ” الربيع العبري ” الذي هو امتداد للثورات الملونة التي ” تفبركها ” أميركا ، والذي سمي ” رببعا عربيا ” .. زعزع الأمة العربية من محيطها إلى خليجها ، وخاصة في مشرقها الذي دفع الثمن الأكبر لهذه الحرب الشعواء عليه ، التي دمرت معظم مقدراته .

     6▪ القيادة الرسمية الفلسطينية ، منذ اتفاق أوسلو ” 1993 ” وحتى اليوم ، تلعب دور كاسحة الألغام أمام المشروع الصهيوني – الإسرائيلي – الاستيطاني ، مقابل بعض المال ومقابل شبح سلطة .

     7▪ القيادات العربية الرسمية تتلطى وراء تفريط القيادة الرسمية الفلسطينية ، لتدخل ميدان السباق في التفريط ليس بالقضية الفلسطينية فقط ، بل بالتفريط في الأمن الوطني لبلدانها ، وفي الأمن الاجتماعي لشعوبها .

     8▪ أكبر منظمة مقاومة فلسطينية إسلامية ، تضع رجلا ونصف في البور ، ونصف رجل في الفلاحة . حيث يقوم ذراعها المسلح بالمقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي.. بينما تقوم قيادتها السياسية بالتربع في حضن المجرم أردوغان الصهيو/ عثماني / الإخواني ، وفي حضن ناطور الغاز القطري الخادم الأمين لأميركا و” إسرائيل ” .

     9▪ جميع دول االعالم ، تقريبا ، في الغرب والشرق ، والشمال والجنوب ، باتوا على علاقة دبلوماسية واقتصادية وسياسية مع ” إسرائيل ” .. وذلك على عكس ما كان عليه الحال قبل اتفاقيات السلام المزيف في كامب ديفيد وأوسلو ووادي عربة .

     10▪ الدول ” العظمى ” الخمس التي تمتلك حق الفيتو في مجلس الأمن ، تقف مع ما تسميه ” حق إسرائيل ” في الحفاظ على أمنها ، رغم التباين ، بين الفهم الأمريكي الأوربي العدواني للأمن ، وبين ما يراه الباقون بأنه ” حق إسرائيل في الدفاع عن وجودها ” !!

 

■  الموجب :

     11▪ ومع ذلك ورغم تلك الصورة الكالحة ، فإن شعاع الأمل الذي انطلق عام 1982 ، إثر الغزو الإسرائيلي ل لبنان واحتلال بيروت ..  

     اجترح مقاومة إعجازية بالتعاون والدعم الكامل والشامل وبالتنسيق العميق و الواسع مع سورية الأسد ومع إيران الثورة ، فاستولد مقاومة ” حزب الله ” التي هي الظاهرة الأنبل والأكمل والأجمل والأفعل في تاريخ العرب منذ ألف عام حتى اليوم .

     12▪ هذه الظاهرة الإعجازية ، ترسخت يوما فيوم ، وشهرا فشهر ، وسنة فسنة .. إلى أن طردت العدو الإسرائيلي المحتل ، شر طردة من معظم جنوب لبنان عام 2000 .. ثم أفشلت الحرب الأمريكية – الإسرائيلية عام 2006 ، والتي كان مخططا لها أن تسحق ” حزب الله ” ، وأن تضع واشنطن يدها كاملة على سورية ، وأن تحاصر إيران الثورة في مهدها إلى أن تختنق .

 

     13▪ ولكن حساب الحقل لم ينطبق على حساب البيدر ، وسقط مشروع ” الشرق الأوسط الجديد ” الصهيو – أمريكي ، حينئذ .. فجرى شن الحرب الإرهابية الجديدة التي سميت ” الربيع العربي ” والتي كان ذراعها ” خوان المسلمين ” الفصيل البريطاني النشأة .. فسقطت في سورية ، ولكن بأثمان وتضحيات سورية أسطورية .

     14▪ فأضافوا إلى حربهم الإرهابية المسلحة ، حروبا اقتصادية و مالية وإعلامية وتكنولوجية فظيعة .. لا زالت قائمة ، ومستمرة إلى أن يجري حسم الحرب ..

     ورغم قساوة هذه الحرب .. يجري التخفيف من آثارها ، على الشعب السوري ، بدعم الحليفين والصديقين الإيراني والروسي .

     15 ▪ وبات ” حزب الله ” هو رأس الحربة و بيضة القبان الأولى ، التي تردع ” إسرائيل ” أولا ، وتوقفها على ” إجر ونص ” ثانيا ، وتبث الرعب والهلع في قلوب ملايين الإسرائيليين ثالثا ..

     وخاصة بعد أن تضاعفت قوته وقدرته البشرية و التسليحية والقتالية والمادية والمعنوية ، أضعافا مضاعفة منذ عام 2006 حتى اليوم .

     16▪ وعلى الرغم من أن ” حزب الله ” بات العدو الأكبر ل ” إسرائيل ” وحليفها الأميركي وبعض تابعيها الأوربيين ..

     وعلى الرغم من أن النظام العربي الرسمي ، تنطح للقيام بدوره الوظيفي في هذا المجال ، وقام بتنفيذ الإملاء الأميركي المطلوب إسرائيليا ، وهو وضع ” حزب الله ” على لائحة الإرهاب ..

     فإن هذا الإجراء ” الرسمي العربي ” الأخرق ، لم يغير قيد أنملة من قوة ” حزب الله ” ومن قدرته القتالية الفائقة .

     17▪ وعلى الرغم من ” الحرتقات ” الأوربية المتلاحقة تجاه ” حزب الله ” ، وعلى الرغم من التضييقات الأمريكية وأذناب الأمريكي ، على كل من يتعاون مع الحزب ، لا بل على كل من لا يعادي ” حزب الله ” ..

     على الرغم من ذلك ، فإن ” حزب الله ” يسير بقوة إلى الأمام وإلى الأعلى ، باتجاه النصر المؤزر على العدو الصهيوني ، عندما يفكر هذ العدو بشن أي عدوان .

     18▪ ويبقى بيت القصيد هو هذه القوة ” حزب الله ” التي غيرت المعادلات في المنطقة ، بل لا نبالغ إذا قلنا بأن ما قامت به هذه القوة ، أدى إلى تغيير المعادلات على مستوى العالم .

     19▪ وهنا يقول البعض ، وخاصة الخبثاء وسيئو النية منهم : إذا كان ل ” حزب الله ” هذه القوة والقدرة الفائقة ، فلماذا لا يباشر بشن حرب شاملة على ” إسرائيل ” تؤدي إلى تحرير فلسطين ؟!!!

     20▪ وجوابنا هو : إن الحرب الشاملة سوف تؤدي إلى تدمير المنطقة . ولذلك فإن الحزب لن يتحمل مسؤولية هذا الخراب ، ويباشر بالهجوم .

     وأما إذا كانت ” إسرائيل ” هي البادئة بالعدوان ، فإن ” حزب الله ” ومعه حلفاؤه ، سوف يخوضون حربا مقدسة ، ستؤدي حكما إلى تدمير جميع المنشآت الحيوية في الكيان الغاصب ، وسوف تتوقف الحياة في ” إسرائيل ” ، وسوف يهرب ملايين الإسرائيليين إلى أحضان البلدان التي جاؤوا منها و يحملون جنسيتها . و حينئذ سوف يتقوض ويتبدد المشروع الصهيوني الاستيطاني في فلسطين ، وتعود فلسطين إلى أهلها وأصحابها الأصليين .

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.