وهم السلام مع الصهاينة / أسعد العزّوني

المعارضة الأردنية في الخارج … هويتها ورسالتها؟! / أسعد العزوني – الأردن العربي | عربي الهوى , أردني الهوية

أسعد العزّوني ( الأردن ) – الأحد 6/9/2020 م …

حقيقة الأمر أن ما يجري من حراك سياسي مدان بين الأنظمة العربية ومستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيونية الإرهابية التلمودية الزائلة بإذن الله،ليس سلاما بمعنى السلام الحقيقي المنشود والذي نسعى إليه وندعو إلى تحقيقه،ذلك أن صراعنا مع الصهانية صراع وجود وصراع عقيدة “لا إله إلا الله..محمدا رسول الله”،لأن الصهانية لا يزالون غير مقتنعين أن الله سبحانه وتعالى الذي نجاهم من فرعون وجنوده- وفتح لهم طريق البحر الأحمر إلى جزيرة العرب،وفضّلهم على العالمين ،نكاية بفرعون الكافر بالله،وأرسل إليهم الرسل صبحا ومساء وآناء الليل ،لأنهم كانوا يقتلون أنبياءهم- قد تخلى عنهم مرتين الأولى عندما بعث لهم السيد المسيح الطيب الفقير البسيط الحافي ليعيدهم  كخراف ضالة إلى الطريق المستقيم،فقالوا كيف ذلك ونحن أهل الملك وأصحاب المال والجاه والسلطان؟




وكانت الضربة الإلهية القاضية ليهود ،أن الله سبحانه وتعالى قد فضّل عليهم أهل الصحراء وهم العرب ،وبعث منهم رسولا نبيا خاتما للمرسلين ويحمل الرسالة الخاتم،وكان صلى الله عليه وسلم يتيما فقيرا محاربا من قومه ،ولذلك فإنهم لم يتركوا وسيلة شريرة إلا وإستعانوا بها لوضع حد لهذا الرسول الأمي ،إذ حرضوا وتآمروا عليه وحاولوا في نهاية المطاف قتله بالسم ،وعندها أمر صلى الله عليه وسلم بإبعادهم عن جزيرة العرب،لكنهم عادوا معززين مكرمين في ظل أحفاد يهود بنو القنينقاع وبني قريظة وبني النضير ويهود خيبر الذين يحكمون الجزيرة.

السلام المنشود هو نتاج صراع الحدود،بمعنى أنه لو وقع صراع مسلح بين بلدين حدوديين ،فإننا سنطالبهما بوقف إطلاق النار فورا واللجوء إلى الحوار والمفاوضات ،للتوصل إلى إتفاق سلام بينهما ،وهذا أمر محمود وهو الذي يطلق عليه سلام الشجعان،أما ما يجري بيننا وبين الكيان الصهيوني الذي جمع بالتضليل، حثالات يهود الخزر الذين هربوا من الحكم الإسلامي إبان  عهد هارون الرشيد إلى أوروبا،فإنه صراع وجود،إما هم في فلسطين أو نحن ،وبما أن فلسطين عربية إسلامية فإنها لنا والبقاء سيكون لنا فيها بإذن الله.

الإشتباك السياسي الحاصل بين الأنظمة العربية والكيان الصهيوني ،لا يندرج ضمن السلام المباح ،بل هو إستسلام تام ينجم عنه شطب الدول العربية المستسلمة للكيان الصهيوني ،ولنن يؤدي إلى سلام او تنمية بأشكالها ،بل نتيجته الخراب والتخريب،ولنا في الأنظمة العربية المطبعة خير مثال.

لو ألقينا نظرة على الأوضاع في المحروسة بإذن الله مصر ،فإننا سنجد أنها إنحدرت إلى الهاوية منذ أن  تساوق السادات المقبور مع دهاقنى الصحراء وخان الشعب المصري وحوّل نصر حرب رمضان المجيدة عام 1973 إلى هزيمة ،بتوقيعه معاهدة كامب ديفيد عام 1978.

كما ان النهج الأوسلوي في رام الله الذي خاطر وغامر بالدماء الزكية الفلسطينية وسعى في طريق الإستسلام والأسرلة ،ووقع إتفاقيات أوسلو سيئة الصيت والذكر عام 1993،قد شطب الحقوق الفلسطينية وضحى بآمال وطموحات الشعب الفلسطيني،مقابل كراسي مذلة أدت إلى أسرلة خطيرة ،تقلق أرواح الشهداء الذين قضوا في سبيل فلسطين والقدس.

ولم يخرج الأردن الذي وقع معاهدة وادي عربة عام 1994 ، من أزماته المتعددة،فقد قفزت مديونيتة إلى 43 مليار دولار نهاية العام 2019،بعد ان كانت مليارات معدودات عام 1994،وهذا يعني أن الإستسلام للصهاينة لن يطعم المصريين فراخا كما قيل لهم ،ولم يمنح الفلسطينيينن الحد الأدنى من حقوقهم كما كان متأملا من قبل المخدوعين الأوسلويين،كما أنه لم يهيء الفرصة للأردنيين كي يجمعوا الدنانير من الشوارع بالشوالات .

الإستسلام الخليجي مع الصهانية حسب مشروع الشرق الأوسط الجديد القائم على سرقة المال العربي ،سيضرب بقوة تركيبة الخليج السياسية والإقتصادية والإجتماعية ،فالهيمنة والسيادة السياسية في الخليج ستكون للصهاينة الذين سيتمكنون من صانع القرار ،ويفتحون خطوطا مع بعض الفئات المعارضة ،لإستغلال وحلب صانع القرار من خلال تقديم تقارير له عن الأوضاع في بلده ،وربما يدفعون ببعض الجهات لإفتعال حركات مناهضة في الشارع ضد هذا النظام أو ذاك والتبليغ عنهم والإدعاء أنهم إكتشفوا مؤامرة أردات الإطاحة بطويل العمر.

أما الناحية الإجتماعية فستكون التداعيات كبيرة لأنها ستطال فئة الشباب من خلال إغراقهم بالمومسات والمخدرات والإنحلال وربما الردة عن الإسلام ،وربطهم بنوادي القمار،في حين أن الفقر في الخليج سيتعمق أكثر مما هو عليه الآن لأن شايلوك اليهودي سيكون حاضرا وبقوة.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.