وفد رفيع المستوى في دمشق رسالة روسية واضحة / كاظم نوري

الميادين | وفد روسي يصل إلى دمشق لإجراء مباحثات حول التعاون الثنائي

كاظم نوري ( العراق ) – الإثنين 7/9/2020 م …




بصرف النظر عن الضغوط الاقتصادية والسياسية التي تمارسها الولايات المتحدة ضد سورية والتي كان اخرها ما اطلقت عليه من ابتكار مسمى  ” قانون قيصر” الذي تحاول من خلاله خنق الشعب السوري اقتصاديا  وبصرف النظر عن الوجود العسكري الامريكي الذي تؤكد كل المؤشرات انها قوة غازية  سوف ترحل لامحالة كما ترحل اية قوات دخلت سورية دون  تلقيها اية دعوة من دمشق  لاسيما وان هناك مؤشرات على التصدي  لهذا الوجود غير الشرعي  الاجنبي ولعملائه من قادة ” قسد” اخذت تلوح في الافق بعد ان وحدت القبائل في الشمال السوري موقفها لمواجهة القوات الاجنبية  بدعم من الحكومة .

  ان روسيا ماضية في تقديم الدعم لسورية ولعل وصول وفد روسي رفيع يضم نائب رئيس الوزراء  يوري بورتسوف  ووزير الخارجية سيرغي لافروف رسالة واضحة للولايات المتحدة مفادها ان موسكو ماضية في دعم سورية ليس في  مجالات مكافحة الارهاب فحسب  بل في المجال الاقتصادي والتجاري فقد اكد نائب رئيس الوزراء الروسي بورتسوف السعي لتحقيق عدد من المشاريع المهمة بالنسبة للعلاقات التجارية والاقتصادية بين روسيا وسورية.

لاشك ان وصول هذا الوفد بمثابة رد روسي صريح وواضح على رمي كل خطوات واشنطن  المناهضة  للشرعية ضد سورية في ” مكب القمامات” وهو المكان  المناسب الذي يستحق ان  تدفن فيه كل ” قوانين الحظر” والعقوبات” الامريكية الاحادية الجانب التي تفرضها على الدول الاخرى بما في ذلك سورية وحتى روسيا.

الى جانب نائب رئيس الوزراء كان عميد الدبلوماسية الروسية سيرغي لافروف حاضرا في دمشق بعد غيبة طويلة  ربما تصل الى 8 سنوات بحكم انشغاله   بالتاكيد لتكتمل الرسالة  الموجهه الى الذين يعتقدون وبغباء ان موسكو سوف تاخذ بنظر الاعتبار خطوات الضغط غير القانوني  واللاشرعي على سورية وسياسة ” البلطجة” التي  تمارسها الولايات المتحدة في العالم .

 بينما ركز نائب رئيس  الوزراء على دعم سورية واعادة اعمارها اكد لافروف من جانبه خلال لقائه المطول مع الرئيس السوري بشار الاسد ان الاوكار الاخيرة للارهاب في سورية سيتم دحرها في اشارة واضحة الى ماتبقى من ” حثالات الارهاب”   والجماعات الانفصالية في محافظة ادلب السورية من الذين يحتمي بعضهم بالقوات التركية بينما تدعم الولايات المتحدة جماعات هي الاخرى انفصالية تستهدف الجغرافيا السورية وهو هدف امريكي.

لافروف المح الى الولايات المتحدة دون ان يسميها عندما قال ان ثمة جهات لاتقبل عودة سورية الى استقرارها الامر الذي يدفع بعض الاطراف” الفاعلة ” الى محاولة تاجيج النزعات الانفصالية  واستخدام الاجراءات الاحادية غير الشرعية الرامية الى خنق البلاد اقتصاديا مؤكدا دعم روسيا وتمسها بسيادة سورية وسلامتها الاقليمية واستقلالها السياسي وضمان تحقيق الشعب السوري مصيره.

المتابع لسياسة روسيا منذ انفتاحها على المنطقة وتحديدا على حكومات الخليج التي كانت حكرا على الولايات المتحدة ودول الغرب الاخرى يستطيع ان يلمس النجاحات التي حققتها موسكو لانها تتعامل مع الاخر باحترام رغم الخسارات التي منيت بها روسيا في العلاقات حين جرى احتلال العراق وغزوه امريكيا عام 2003  وتدمير ليبيا في وقت تخضع معظم تلك الحكومات الخليجية  للابتزاز الامريكي وتتعرض قياداتها  للاهانات .

كما استطاعت موسكو ان تقيم علاقات مميزة خدمة لمصالحها  مع دول اعضاء في ” حلف ناتو” تركيا مثالا رغم الاعيب  واكاذيب  الاخيرة لكن روسيا تتعامل معها كالذي يتعامل  في سيره  على  حقل    مليئ  بالالغام .

 واستطاعت  روسيا  بفضل صبرها المنقطع النظير وحزمها في الامور المهمة واتخاذ القرار الصارم في وقته  ان تتمرد على نظرية الغرب الاستعماري محاولة  حصرها في الجيب القطبي ليتمكن الدب المتمرد على محاولات تضييق الخناق الغربي وهاهو يسبح في المياه الدافئة” طرطوس” وحميميم”  متحديا كل الصعاب التي حاول الاعداء وضعها امام وصوله الى مبتغاه .

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.