صرخة في آذان المطبعين العرب / اسعد العزوني
أسعد العزّوني ( الأردن ) – الثلاثاء 8/9/2020 م …
قبل أن نشعر المطبعين والمستسلمين العرب لمستدمرة إسرائبل الخزرية الصهيونية الإرهابية التلمودية الزائلة بإذن الله ،بحقيقتهم وسخفهم وقلّة قيمتهم ،لا بد من التعريج أولا على مسار الحركة الصهيونية بخصوص مطالبة القوى الإستعمارية في تلك الأيام بقطعة أرض أينما تيسر لتوطين يهود فيها ،هربا من البطش الغربي المسيحي ،وكانت فلسطين خيارا ليس إلا ،ولكنهم كانوا يفضلونها لمموقعها الإستراتيجي الذي سيمكنهم من التحكم في الغرب المتجبر.
توسل الصحفي اليهودي النمساوي د.ثيودور هيرتزل لملك روما فيكتور الثالث ،كي يمنح اليهود إقليم طرابلس الليبي وطنا قوميا لليهود،وإقامة حكم ذاتي لهم فيها تحت إشراف بلاطه ،لكن الملك فيكتور الثالث رفض ذلك الطلب،وكان هيرتزل قد إلتقى قيادات اليهود الليبيين في القسطنطينية عام 1892 وحثهم على دعم طلبه ،ودعاهم للمشاركة في في مؤتمر الحركة الصهيونية بعد ذلك،وقبيل وفاته في الثالث من تموز/يوليو 1904 تقدم بطلبه إلى ملك روما ،ولم يلق الإستجابة كما سبق وأسلفنا.
كانت خيارات اليهود في الحصول على وطن قومي لهم – يخلصهم من ظلم واحتقار الغرب المسيحي لهم ، وخاصة بعد محاكم التفتيش في إسبانيا في عهد الملك فرناندو الثاني وزوجته الملكة إيزابيلا قبل نحو 500 عاما،وأنقذ غالبيتهم منها الإمبراطور العثماني آنذاك ،عندما أمر السفن التابعة للإمبراطورية العثمانية بقيادة القائد خير الدين بربروسا ،بالتوجه إلى إسبانيا وإنقاذ اليهود قبل المسلممين ،لكنهم غدروا بالإمبراطورية وأنهوها لرفض السلطان عبد الحميد الثاني التنازل لهم عن فلسطين- كثيرة وتضم طرابلس الليبية وسيناء وكينيا وأوغندا وإحدى دول البلطيق ،وتم رفض كينيا واوغندا لكثرة الفاعي والعقارب ولشدة الحر فيهما،كما كانت كندا واليابان أيضا من الخيارات وجاء رفض كندا لكثرة الثلج فيها شتاء.
وفي حقبة الإستعمار البريطاني البغيض مالت كفة الميزان باتجاه فلسطين، بعد حصول هيرتزل وثيقة تنازل من الملك عبد العزيز آل سعود عن فلسطين ، إرضاء للمندوب السامي البريطاني السير بيرسي كوكس وحسب ما رأته بريطانيا مناسبا ،مقابل تمكينه من حكم الجزيرة بمفرده ،وتخلصه من حكامها الأصليين امثال الهاشميين وآل رشيد وشمّر.
بعد مرور 72 عاما على تأسيس مستدمرة الخزر في فلسطين ،نجد أصواتا يهودية مسموعة في الداخل والخارج تقول الحقيقة وتقر بعدم احقية اليهود في فلسطين ،فهذا على سبيل المثال المفكر والمؤرخ اليهودي البريطاني آفي شلايم صاحب كتاب “أسد الأردن”،يعلنها مدوية أن بريطانيا أخطأت بمنح فلسطين لليهود وسلبها من أصحابها العرب،وهناك نواب في الكنيست يعترفون بحقيقة كيانهم المصطنع ويقرون امام الكنيست بأنهم محتلون ،وأن لفلسطين شعب،ولا ننسى أن مبعوث هيرتزل إلى فلسطين أرسل له عام 1936 برقية تقول أن “للعروس زوج”،أي ان لفلسطين اهل ،وليست أرضا بلا شعب كما روّجت الصهيونية،ولا بد من التذكير ان مؤسس الحركة الصهيونية هيرتزل لم يتعلم العبرية في حياته ولم يزر فلسطين،وأدخل قيمة القدس الدينية لكسب عواطف اليهود الذين رفضوا المشروع الصهيوني في البداية .
كان هيرتزل علمانيا لا يؤمن باليهودية،وقد عرض على السلطان عبد الحميد الثاني مبلغ 20 مليون ليرة تركية ،منها مليونان ثمنا لفلسطين والبقية لتحرير تركيا من ديون أوروبا ،لكنه حصل على مبتغاه من الملك عبد العزيز بالمجان ،وبات الخلف يدعمون مستدمرة الخزر ،وها هم اليوم يتبنون الرواية الصهيونية بخصوص أحقية اليهود في فلسطين ،علما أن اليهود أنفسهم لا يؤمنون بذلك ،وجاء المؤرخون الإسرائيليون الجدد وكشفوا جرائم الصهاينة في فلسطين ،مع أن المطبعين العرب يتغنون ب”فضائل ومحاسن “يهود ويتمنون لهم النصر على الفلسطينيين.
التعليقات مغلقة.