نتنياهو سيلتقي أوباما… ولا مفاوضات قريبة! / عباس الزين

 

الأردن العربي – عباس الزين ( الأحد ) 8/11/2015 م …

دأبت الإدارة الأميركية على حماية “اسرائيل”، وتأمين كل مستلزمات بقاء سيطرتها على المنطقة، من السلاح الى الإقتصاد وصولًا لاتّباع نهج الفوضى في المنطقة لإضعاف أي طرفٍ يقف بوجهها. لم تكن الحكومات “الإسرائيلية” المتعاقبة تواجه الأخطار المحدقة بها وحدها، فأي مأزق تقع به حكومة العدو تقابله صولات وجولات دولية تقودها الولايات المتحدة الأميركية للعمل على إخراجها منه. وقد شكلت الإنتفاضة الأخيرة للشعب الفلسطيني في الضفة الغربية والقدس مأزقًا كبيرًا، لم تكن تتوقعه حكومة الإحتلال، مما دفعها لوقف خططها الإستيطانية في القدس الشرقية، إضافةً لاستنفار كامل أجهزتها الأمنية، بعد وصول العمليات الفدائية الى الداخل الفلسطيني المحتل وتصاعدها اليومي في الضفة والقدس، وتهديد أمن الكيان بشكلٍ جدّي.

المبادرات السياسية العديدة التي طُرحت من الجانبين “الإسرائيلي” والسلطة الفلسطينية، لم تكن كافيةً لجعل الشارع الفلسطيني تحت سيطرتهما، والسبب يعود الى أنها انتفاضة شعبية لا تحمل أجندات سياسية لأي طرف من الاطراف. وبالإضافة إلى الإنتفاضة، ما زالت نتائج الإتفاق النووي بين إيران والدول الست تلقي بظلالها على “اسرائيل”، وتعتبر حكومة نتنياهو ما حصل تضحية أميركية بمصالحها في الشرق الأوسط، يلزمه تعويض من قبل الإدارة الأميركية. كل تلك الأمور الأخيرة أنهكت حكومة نتنياهو، فلم ينتهِ مفعول الإتفاق النووي حتى تبعته انتفاضة شعبية فلسطينية، جعلت “اسرائيل” تستنزف كل إمكانياتها السياسية والعسكرية في ظل تراجعٍ اقتصادي.

بناءً عليه، لم يعد أمام “الحكومة الإسرائيلية” إلّا الإدارة الأميركية لمحاولة إخراجها من مأزق الإنتفاضة، وتعويض سلبيات الملف النووي عليها. وفي هذا السياق، صرح نائب مستشارة الأمن القومي الأمريكي بن رودس بأن “الرئيس الأمريكي باراك أوباما سيجتمع مع رئيس الوزراء “الإسرائيلي” بنيامين نتنياهو بالبيت الأبيض نهار الإثنين، لبحث قضايا الشرق الأوسط”. وأضاف بن رودس، في تصريحات صحفية أن “الاجتماع سيركز على مناقشة التعاون الأمني بين الولايات المتحدة و”إسرائيل”، بالإضافة إلى تنفيذ إيران الاتفاق الخاص ببرنامجها النووي، ومصادر القلق المشتركة إزاء الأنشطة الإيرانية المثيرة لزعزعة الاستقرار في المنطقة”. معتبرًا أن “أوباما ونتنياهو سيتطرقان أيضًا خلال اللقاء الذي يعد الأول منذ أكثر من عام إلى آخر التطورات في الأراضي الفلسطينية والوضع في سوريا وبعض القضايا الأخرى”.

واعتبر بن رودس أن “زيارة نتنياهو إلى واشنطن تعتبر فرصة للاستماع إلى تقييم “إسرائيل” بشأن التحديات الأمنية التي تواجهها، واحتياجاتها الأمنية المتعلقة بذلك بما فيها طائرات إف-35 وأنظمة عسكرية أخرى، وذلك في إطار مذكرة التفاهم التي تدعو إلى تقديم مساعدات لـ”إسرائيل” بقيمة 30 مليار دولار على مدى عشر سنوات”. واعترف بن رودس بأنّ “هناك خلافات جوهرية بين الولايات المتحدة و”إسرائيل” إزاء الاتفاق النووى الإيراني”. ويُذكر أن زيارة نتنياهو قد سبقتها مشاورات أمنية جرت بين الولايات المتحدة وكيان الاحتلال، كان من بينها زيارة وزير الجيش “الإسرائيلي” موشيه يعالون إلى واشنطن وكذلك مباحثات رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية الجنرال جوزيف دانفورد في “إسرائيل”.

وفي سياق الأوضاع الفلسطينية، وقدرة الولايات المتحدة الأميركية على فرض حلول لصالح “اسرائيل”، أكد مستشار الرئيس الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط، روب مالي أن “الرئيس أوباما وصل إلى استنتاج بأن الوقت المتبقي له في البيت الأبيض غير كافٍ من أجل توصّل “الإسرائيليين” والفلسطينيين إلى اتفاق سلام، وأنه يشك في احتمالات استئناف المفاوضات المباشرة بين الطرفين”. واعتبر مالي خلال مؤتمر صحفي أن “الرئيس الأمريكي سيسعد في سماع ماذا سيكون بمقدور نتنياهو أن يفعله من أجل التقدم في العملية السلمية”. وأشار مالي الى أن “الموضوع الرئيسي الذي يريد الرئيس أوباما أن يستمع إليه من نتنياهو هو أنه حتى في ظل غياب مفاوضات سلام بين “إسرائيل” والفلسطينيين، كيف سيدفع نتنياهو العملية السلمية إلى الأمام من أجل الاستقرار في المنطقة ومنع حل الدولة الواحدة، والإشارة إلى أنه ما زال ملتزمًا بحل الدولتين”.

من الجهة الفلسطينية، لم تتبدل الأمور وما زالت السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس تحاول السيطرة على الأوضاع في الضفة الغربية والقدس، في مسعىً لتطبيق وعودها المستمرة أمام المجتمع الدولي، لكن عجزها لا يختلف عن عجز “اسرائيل”، إلا أنها قادرة على قلب العجز قوة بالوقوف الى جانب شعبها، ولا سيما فيما يخص مخازن الأسلحة التي تتحفظ عليها حركة فتح في مناطق الضفة، ولم يُستعمل منها أي رصاصة حتى الآن. وقد كشفت مصادر عبرية عن مخاوف “اسرائيلية” من سيطرة الشباب المنتفض على مخازن الأسلحة، حيث أكدت صحيفة “يديعوت أحرونوت” وفقًا لمصادر عسكرية أنه “يوجد في مدن الضفة الغربية الآلاف من قطع الأسلحة المخبأة من أنواع مختلفة وبنادق ومسدسات، معظمها بيد عناصر تنظيم “فتح” الذي لم ينضم بعد للمعركة الحالية، حيث لا زال تنظيم فتح تحت إمرة الرئيس عباس”.

 

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.