عمليات التجسس الامريكية والرد الروسي الصيني / كاظم نوري

روسيا والصين ضد أمريكا .. تحالف مع غياب الاسم | صحيفة الاقتصادية

كاظم نوري ( العراق ) – السبت 12/9/2020 م …




قد يتصورالبعض ان العلاقات الروسية الصينية والتنسيق بين الدولتين العظميين الى جانب دول اخرى تتصدى   لمحاولات الهيمنة الامريكية الغربية على العالم تقتصر على الاقتصاد والسياسة دون التنسيق  في المجالات العسكرية لاسيما وان اعمال التجسس قرب الحدود الروسية وحتى الصينية  في البحار والاجواء تتواصل ولن تتوقف ولن يمر يوم الا ونسمع باعتراض مقاتلات روسية طائرت تجسس قرب حدودها  مما دفع قائد القوات الفضائية الجوية الروسية “سيرغي سورو مكين” الكشف عن تدريبات امريكية غربية على استخدام صواريخ كروز التي تطلق من الجو ضد اهداف في روسيا فوق البحر الاسود واراضي جمهورية استونيا الدولة البلطيقية العضو في ناتو  فضلا عن قيام  طائرات من طراز  بي 52 التي تحمل اسلحة نووية بمهام تدريبات قتالية مماثلة على قصف المنطقة القطبية الروسية من اراضي كندا.

التدريبات الامريكية وفق المسؤول العسكري الروسي جرت بمشاركة دول اعضاء في حلف ” ناتو” العدواني  والشيئ المثير انها   تزامنت مع فتح ملف ونستون تشرشل رئيس وزراء بريطانيا اثناء الحرب العالمية الثانية الذي جاء فيه” لقد طلب تشرشل من الولايات المتحدة التي قصفت هيروشيما ونغازاكي اليابانيتين بالقنبلة النووية ان تقصف مدنا صينية و روسية ايضا متذرعا ” بضرورة اخضاع هتين الدولتين  لسياسة الغرب وعدم اتاحة الفرصة لهما بانتهاج سياسة مناهضة له لكن الولايات المتحدة رفضت ذلك وفق  الملف البريطاني.

 ومعروف ان تشرشيل كان حاضرا في قمة يالطا التي جمعت رؤساء الدول المنتصرة في الحرب بينهم الزعيم  السوفيتي الراحل  جوزيف ستالين.

وحدد  قائد  القوات الفضائية الجوية الروسية يوم 28 من الشهر الماضي عندما حلقت قاذفات من طراز ” بي 52″ فوق اراضي 28 دولة اوربية عضو في حلف ناتو وقامت بتغطية القاذفات حوال 40 طائرة تكتيكية تابعة ل 12 دولة من دول الحلف.

كما تدربت طائرات وفق تقييمات عسكرية روسية على الوصول الى خط استخدام صواريخ كروز ضد اهداف في كالينينغراد ومناطق غرب روسيا.

واعتبر هذه التدريبات معادية واستفزازية.

القائد الروسي اكتفى بايراد  معلومات وبالارقام دون ان يتطرق الى الرد الروسي على هذه التدريبات المعادية ليات الرد صينيا مما يعزز وجود تنسيق عسكري او ربما اتفاقيات غير معلنة  الى جانب الاتفاقيات الاقتصادية والسياسية التي اتسمت بالمواقف الموحدة في التصدي للسياسة الامريكية سواء في اروقة الامم المتحدة او خارج هذا الاطار.

خبير صيني وليس روسيا  تحدث عن منظومة ” افانغارد”  الصاروخية الروسية” فرط صوتية” وصفها بانها  سلاح مخيف اكثر من القنبلة النووية.

تحدث الخبير الصيني عن مديات هذه الصواريخ التي تصل الى 10 الاف كيلو متر قائلا “انها تضع امريكا في مازق لامخرج منه” مؤكدا ان الدفاع الجوي الامريكي غير قادر على اعتراض هذا النوع من الصواريخ جراء قدرتها الفائقة على الاخفاء وسرعتها الهائلة حيث يمكن وصولها الى ” واشنطن” ب 15 دقيقة فقط.

 وسخر الخبير الصيني  قائلا” خلال هذه المدة الزمنية لن تكون لدى الامريكيين الوقت حتى ل”شرب  فنجان قهوة”.

وفي حال نشوب نزاع مفترض ستكون المناطق الساحلية الامريكية وفق الخبير الصيني  بلا حماية ضد هجوم صواريخ ” افانغارد” على الرغم من وجود نظام  دفاع جوي الاكثر تقدما في العالم لدى الولايات المتحدة .

ان الرسالة الصينية كانت بمثابة رسالة روسية بالنيابة الى المغامرين الحالمين بتركيع روسيا والصين  خاصة في الولايات المتحدة وبريطانيا وبقية دول  الغرب المنضوية تحت لواء حلف ” ناتو” العدواني وخدم دول الحلف مثل بولونيا وبقية الدول التي هرولت  للانضمام  الى الحلف ما ان انهار الاتحاد السوفيتي عام 1991 وسلمت امرها بيد واشنطن ولندن  ظنا منها ان ذلك سيحميها من العقاب اذا اندلع صراع في اوربا لاسيما وان روسيا اكدت مررا ان عقيدتها العسكرية تنص على قصف اي دولة اوربية  بالسلاح النووي اذا انطلق منها اي عدوان ضد اي مدينة روسية وحتى اذا كان السلاح المستخدم في العدوان ليس نوويا لان موسكو  لاتفرق بين العدوان اذا كان نوويا او غير نووي.

هذه عقيدة موسكو العسكرية؟؟

تخيلوا كيف يتعامل قادة الغرب حتى مع حليف لهم شارك في الحرب العالمية الثانية ضد  النازية وانقذ دولا كادت ان تصبح في خبر كان مثل ” بريطانيا” وغيرها وحرر العديد من الدول من الاحتلال النازي  وقدم اكثر من 20 مليون ضحية ليطلع علينا تشيرشل  بدعوته الولايات المتحدة قصف روسيا بالنووي حتى  بعد انتهاء الحرب.

 اية  ثقة يمكن الحديث عنها مع هؤلاء القادة الذين يعتبرون “زعماء مافيات” بلطجية”  وليس رؤساء  دول او حكومات تستحق الاحترام ويحلوا لها ان تتحدث عن الانسانية والحريات للشعوب وانقاذ البشرية  وهي التي تحرض على قصف الاخرين بالنووي ؟؟

 

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.