مصطفى العقاد … صاحب «الرسالة» و«عمر المختار» يرحل في تفجيرات عمان

 الأردن العربي ( الإثنين ) 9/11/2015 م …

فيما كان يجمع افكاره للبدء باخراج فيلمه الجديد (صلاح الدين الايوبي) بنفس قوة رائعتيه (الرسالة) و(عمر المختار) كان مدبرو تفجيرات عمان في الوقت نفسه يحددون وقت واسماء الفنادق التي ينوون تفجيرها.

وشتان بين ما قدمه المخرج مصطفى العقاد من صورة مشرقة لعدالة ووسطية الاسلام ومن انتماء لافت للاسلام وما قدمته يد الارهاب الغادرة التي طالته من صورة بشعة وظالمة التصقت بصورة الاسلام النقية وطالت دماء الابرياء ومنهم المرحوم العقاد.

كان العقاد يستقبل ابنته ( ريما ) في بهو فندق جراند حياة في عمان في مساء التاسع من تشرين الاول 2005عندما وقعت التفجيرات في العاصمة عمان في ثلاثة فنادق هي (جراند حياة والراديسون ساس وديز ان) حيث توفيت ابنته على الفور فيما توفي هو بعد يومين متأثرا بجراحه.و كان العقاد وابنته قد حضرا لعمان لحضور حفل زفاف احد الاصدقاء.

العقاد ذلك المخرج السينمائي العالمي صاحب رائعتي( الرسالة ) و(عمر المختار) الفلمان اللذان ابهرا المتابعين بحبكتهما الاخراجية وموسيقاهما الرائعة بالنسختين العربية والانجليزية وبالتعاون مع نجوم عالميين مثل انتوني كوين.

الفلمان اللذان مازال الجمهور العربي والاسلامي يتابعهما بنفس الشغف رغم مرور نحو 40 سنة على انتاج الاول و35 سنة على انتاج الثاني.

ورغم ان فيلم الرسالة تم عمله في 1976 اي قبل 39 سنة وفيلم اسد الصحراء الذي يتحدث عن قصة عمر المختار قبل 35 سنة الا انه لم يخرج بعدها افلام بنفس القوة.

ولم تمهل يد الارهاب العقاد طويلا حيث كان يحضر نفسه لعمل فيلم (صلاح الدين الايوبي) وفيلم اخر بعنوان (فتح الاندلس ) يوازنان جودة الاعمال السابقة.

عاش العقاد طفولته وصباه في بلده حلب في سوريا قبل سفره للولايات المتحدة لدراسة الاخراج السينمائي اعطاه والده مئتي دولار ومصحف ليكون مؤنسا له في وحدته وغربته.

والحقيقة ان والده كان رافضا لدخوله مجال الاخراج السينمائي ولكنه شجعه في النهاية على المضي قدما والسعي لتحقيق طموحه وكان مربيا فاضلا علمه الدين الاسلامي على انه دين رحمة وعدل ومساواة.

درس الاخراج بجامعة كاليفورنيا في لوس انجلوس واقام بها حتى اواخر حياته حيث تفوق على كل زملائه ولا يزال اسمه بين قائمة المتميزين في هذه الجامعة.وكان قد عمل العقاد فيلما قصيرا اثناء دراسته الاخراج هو فيلم (قصر الحمراء) نال به الجائزة الاولى في الجامعة. وبعد تخرجه عمل مساعدا للمخرج العالمي (الفرد هتيشكوك) حيث تدرب على يديه ونال خبرة كبيرة من عمله معه.وساعده على اعداد مجموعة افلام (الهالويين) وعمل من ثم في شبكة لاعداد الافلام بعنوان (كيف يرانا العالم ؟) جاب خلال تصوير هذه الافلام مناطق عديدة في العالم مما اكسبه معرفة بالثقافات المختلفة والمتنوعة.

بطاقته الابداعية الكبيرة استطاع العقاد ان يخترق ابواب (هوليود) محافظا على انتمائه العربي والاسلامي فلم يقبل ان يغير جلده العربي.

كما استطاع من خلال استخدام النجم العالمي ( انتوني كوين ) لبطولة فيلمه اسد الصحراء بالنسخة الانجليزية ليجسد دور عمر المختار ان يوصل رسالة الاسلام وبشاعة الظلم الذي لحق بالدول العربية نتاج الاحتلال من خلال وجوه عالمية يعرفونها ويحبونها.وبحسبه « لا احد بالغرب سيشاهد فيلما عن العرب يقدمه عرب ولكن بهذه الطريقة يتم لفت نظرهم وحثهم على المشاهدة وفهم حقيقة الاسلام وعدالته «.

نال العقاد جوائز عدة في مهرجانات دولية وعربية واوسمة عديدة من زعماء عرب واجانب.

من افلامه الاخرى غيرالعربية (موعد مع الخوف ) و(عودة مايكل مايرس) ( الثأر لمايكل مايرس) ( لعنة مايكل مايرس ) ( القيامة ).

ويعد فيلمه ( الرسالة ) الاكثر في تحقيق الجماهيرية العالية ليصل عدد مشاهداته على اليوتيوب بالملايين وليعتنق الاسلام اثر مشاهدته اكثر من 20 الف مشاهد وليرتبط الفيلم كلية باعياد المسلمين فتعرضه القنوات العربية والاسلامية في مطلع السنة الهجرية والمولد النبوي وذكرى الاسراء والمعراج.

يشار الى ان موسيقى فيلمي (الرسالة ) و( عمر المختار) هي للموسيقار الفرنسي العالمي موريس جار. وبالرغم من تأليفه لعدة مقطوعات موسيقية للعرض العام إلا أنه تخصص في تأليف موسيقى الأفلام والتي نال الكثير منها جوائز عالمية. فقد عمل مع أفضل المخرجين العالميين مثل دافيد لين في فيلم لورنس العرب عام 1962.

الراي