قراءة في كتاب ” سنوات في سطور ” … كتاب يضم سيرا ذاتية لخريجين من الجامعة الأردنية قبل خمسين عاما ( صور ) / اسعد العزوني
الأردن العربي – الخميس 17/9/2020 م …
فكرة وإعداد : إكرام عبد القادر العش
كتب أسعد العزوني …
فكرة لم تخطر على بال أحد، ولذلك استحقت أن تكون فكرة غير مسبوقة، أن يقوم عدد من طلاب الجامعة الأردنية الذين تخرجوا منها في سبعينيات القرن المنصرم، بإصدار كتاب يتضمن سيرهم الذاتية والمهنية وتتحدث عن تجاربهم الحياتية.
صاحبة الفكرة السيدة إكرام عبد القادر العش التي درست علم النفس والعلوم السياسية في الجامعة الأردنية، وعملت في مجال شؤون اللاجئين العراقيين والسوريين في الأردن مع إحدى المنظمات الدولية التي تتشارك مع الأمم المتحدة، وأصيبت بالسرطان، لكنها هزمته بإرادة الله بعد عشر سنوات من المعاناة، حيث تقيم حاليا في أمريكا.
يقول السيد ظاهر عمرو الناشط في منتدى خريجي الجامعة الأردنية في سبعينيات القرن المنصرم، أنها عرضت الفكرة عليه، وتمت دراستها والموافقة عليها، وشارك في الكتاب تسعة عشر خريجا منهم تسع نساء وعشرة رجال، بكلفة 1900 دينارا أردنيا أي ما يعادل 2660 دولارا أمريكيا ،بواقع 140 دولارا لكل مشارك مقابل خمسين نسخة يتركها لأحفاده، وبحسب السيد عمرو سيتم تزويد أهم الجامعات الأردنية بنسخ من الكتاب للاطلاع على التجربة ،وكذلك على المعاهد والمكتبات العامة ووسائل الإعلام.
يقع الكتاب في 312 صفحة من القطع الكبير ،تتضمن خمسة فصول وخاتمة، وكان إهداء الكتاب إلى رؤساء الجامعة الأردنية وعمدائها ورؤساء أقسامها ، وإلى كل من علمنا حرفا من أساتذتنا الأفاضل في الجامعة الأردنية في السبعينيات، وإلى كل من له يد بيضاء علينا في الجامعة وفي دروب الحياة ،وإلى أرواح من رحلوا من الأساتذة والزملاء رحمهم الله، وإلى والدينا وأهلينا الذين بذلوا ما يستطيعون من أجل أن نصل إلى مقاعد الدراسة في الجامعة الأردنية، وإلى أعضاء منتدانا وإلى كل خريجي الجامعة الأردنية نهدي هذا الكتاب، وهذه بطبيعة الحال لمسة وفاء لا تنسى من قبل هؤلاء الخريجين لجامعتهم وأهليهم .
وفي مقدمتها تقول صاحبة الفكرة معدة الكتاب السيدة إكرام العش ،أنها تلقت دعوة للانضمام إلى نادي خريجي الجامعة الأردنية فور نشر كتابها الثاني بعنوان “محطات على الطريق”، فدخلت موقع النادي بقلب خائف ومرتجف، وبدأت بتصفح الموقع وذكريات بدأت تعصف بذاكرتها، ووجدت الكثير من المتغيرات التي طالت الوجوه التي كانت تعرفها إبان الدراسة الجامعية ،وعند ذلك قررت الانضمام للمنتدى، وتبدد خوفها من أن يكون الزمن قد نال من أفكار زملائها كما فعل في وجوههم ،لكنها وجدت العكس أن الأفكار ما تزال في الحفظ والصون.
وتقول السيدة العش أن فكرة إعداد هذا الكتاب انبثقت منذ تلك اللحظة لتجمعهم لنقل وتوثيق بعض من ماضيهم، وذكرياتهم وتجاربهم وقناعاتهم وفلسفاتهم في الحياة ممزوجا بنكهة خاصة من شخصياتهم وأفكارهم وقدراتهم الكتابية المختلفة التي تعبر عن كل منهم.
وتضيف أن هذه التجربة الكتابية ربما تكون الأولى في الكتابة لكثير من المشاركين في الكتاب، ولذلك ربما ينجح البعض في نقل خبراته العملية والحياتية، وقد ينجح آخرون في نقل أفكارهم وقناعاتهم وفلسفتهم في الحياة، والبعض قد ينجح في مجال الخواطر والنقد الساخر، مؤكدة أن التنوع في المشاركة وفي التفكير سيثري ما جاء في هذا الكتاب ويجعل له لونا خاصا جميلا دافئا بالذكريات.
بعد ذلك يلج السيد محمود محمد البلبيسي في نبذة عن منتدى خريجي الجامعة الأردنية في السبعينيات، ويقول أن عشرة أفواج تلاحقت تباعا ،وأن عشر سنين بين أكبرهم وأصغرهم سنا جمعتهم الجامعة الأردنية بين جنباتها ،وهم من يشكلون منتدى خريجي الجامعة الأردنية في السبعينيات ،أحبوا جامعتهم فرادى وجماعات وانتموا إليها وكان لهم اكثر من مكان للدرس ونيل العلامات، والتقوا في قاعاتها وتجمعوا في ساحاتها وتنافسوا في ملاعبها وتشاركوا الخبز والملح في مطاعمها ،وتسامروا في مسطحاتها الخضراء وتدربوا في صالاتها الرياضية المتكاملة وتفاعلوا معا في رحلاتها وشاركوا في نواديها وجمعياتها الطلابية.
واستعرض السيد البلبيسي في هذا الكتاب الفوائد التي جناها طلبة السبعينيات من جامعتهم ،والقيم التي زرعتها فيهم ،مشيرا إلى أنهم تحملوا طابع العيش في السبعينيات والإمكانيات المحدودة ،وخاصة حافلة الجامعة التي كانت وسيلة الأغلبية في الذهاب والإياب ،بعكس طلبة هذه الأيام، ومع ذلك انطلقوا في الحياة ،وأصبح الماضي لهم مجرد ذكريات خبا بريقها بين مستجدات الحياة.
تحدث السيد البلبيسي عن كيفية نشوء منتدى الجامعة الأردنية في النصف الثاني من العام 2017 ، وكانت النواة مجموعة صغيرة لكن مثابرة ومصممة على خلق هذا التجمع ،وكان عملهم من خلال الواتس أب مدفوعين بحنينهم لرفاق ذلك الزمان، وكان مفتاحهم القوي رئيس المنتدى الحالي صديقهم نبيل كناكريه ،وتم تزويده بالقائمة المتوفرة من أرقام الزملاء القدامى ،وبدأت تفاتيح العمل بدعوته لهم على عشاء ايام زمان الذي يتكون من الحمص والفول والفلافل وفتة الحمص على روف بنايته .
بعد شهر كان اللقاء الثاني وفي نفس المكان ،وكان مختلفا عن اللقاء الأول من حيث تزايد عدد الحضور وعدد التخصصات في الوقت نفسه ،وكذلك انضمام أساتذة جامعات لهم ووجدوا أن من بين الخريجين وزراء ومدراء عامين وتجارا وصناعيين وضباطا كبارا وقادة مجتمع مدني، وأصحاب مراكز مرموقة في مجالات شتى، وواصل السيد البلبيسي استعراض علاقات الخريجين بمنتداهم الجديد وفعالياته التي ما تزال تجمعهم بين الحين والآخر، وآخرها زيارتهم لجامعتهم الأردنية وتفقدهم لمنشآتها ولقاء رئاستها والعديد من طلابها وطالباتها ،لافتا أن جائحة كورونا حدّت من نشاطاتهم.
وفي مشاركته كتب معالي وزير الثقافة الأسبق د. صلاح جرار، مستشار رئيس الجامعة الأردنية للشؤون الثقافية ورئيس منتدى الجامعة الأردنية الثقافي، أن التواصل بين بني البشر يهيئ فرصا لتعزيز التعاون ونشر المحبة وتخفيف التوتر الذي يسود بين الناس نتيجة الظروف المعيشية والاقتصادية والسياسية التي يمرون بها، وهو يزداد حميمية في حال كان بين أناس يشتركون في أمور كثيرة، كأن يكونوا خريجي جامعة بعينها وخلال مدة زمنية محددة كما هو الحال في منتدى خريجي الجامعة الأردنية في السبعينيات.
أما د. هاني أبو جبارة فكتب أن مسيرته في الجامعة الأردنية بدأت منذ العام 1967 بعد حصوله على البكالوريوس والماجستير من الجامعة الأمريكية في بيروت، ومن ثم ابتعاثه من قبل الجامعة الأردنية للحصول على شهادة الدكتوراة من أمريكا، ليعود مدرسا في الجامعة الأردنية عام 1972.
وبحكم معاصرته ثلاثة أجيال في الجامعة الأردنية، استعرض تلك المرحلة وأكد تميز جيل السبعينيات عن غيرهم من الأجيال الأخرى في الجامعة لأسباب عدية منها تواضع المستوى المادي لأسر معظم الطلبة، ولقيام أولياء أمور الطلبة آنذاك بغرس مفهوم أن العلم هو طوق النجاة لحياة أفضل، ولعدم تجاوز أعداد الطلبة آنذاك 8 آلاف طالب وطالبة.
كان الفصل الأول بعنوان محطات استهلتها العش بموضوع عنوانه” أوراق راقية “تحدثت فيه عن مرحلة الإعداد لهذا الكتاب وكيف انها استمزجت أبناءها الأربعة بالفكرة، ثم تابعت في ورقتها الأولى الحديث عن رحلة والدها من يافا عام 1948 مع أسرته الصغيرة إلى الأردن، واستقراره في العاصمة عمّان وتأسيسه محلا تجاريا وسط البلد وركزت على التعليم في ورقتها الثانية بعنوان بين الثانوية العامة والجامعة والأمس واليوم.
وفي ورقتها الثالثة بعنوان إلى نفسي وغاصت في استعراض بدايات الدراسة الجامعية والتخرج والعمل وخصائص كل مرحلة، ومعاناتها مع السرطان عام 2011 ،بينما تحدثت في ورقتها الرابعة بعنوان أشياء لا يمكن شراؤها ،عن الكمال والنقصان في الأشياء ،وتابعت في ورقتها الخامسة بعنوان المنطاد فلسفة الأمور بالحديث عن صور ضبابية المعالم والخيالات التي تداعب النفس أحيانا ،وكذلك عن جزء من مشوار حياتها وخاصة بعد إصابتها بالسرطان الذي شفيت منه لاحقا .
وتحدثت السيدة العش في ورقتها السادسة عن التوثيق وأهميته في الحياة، في حين جاءت ورقتها السابعة بعنوان رسالة من حفيد إلى جدته، وهي رثاء من ابنها زيد إلى جدته امها المتوفاة رحمها الله، وجاءت ورقتها الثامنة بعنوان من يعلق الجرس المستوحاة من قصة القط والفأر، موضحة ان القط هو أفكارنا النمطية الخاطئة وعاداتنا وبعض التقاليد الخاطئة البالية وأنماطنا وسلوكياتنا الخاطئة ،مختتمة ان جائحة كورونا هي التي جاءت وعلقت الجرس نيابة عنا جميعا.
قال عمر محمد صوان المقيم في أمريكا بعنوان “ذكريات خالدة “، أنه لم يدر بخلده يوما أنه سيعود إلى الوراء خمسين عاما ،ليكتب عن تلك المرحلة في الجامعة ،ولكنه أكد أن كتب ما أسعفته به ذاكرته في سرد حياة أسرة متلاحمة ،عاش فيها كقائد لجمعية الخدمة العامة “الجوالة “في الجامعة الأردنية مطلع السبعينيات تلك المرحلة الأروع في حياته ،لافتا أن زوجته المصون السيدة لطيفة القوقا شاركته مسيرته العملية التي كانت ترى في طالبات الجامعة بناتا لها .
أما حنان بركات النهار فكتبت بعنوان” تحت الياسمينة” ما دار بخلدها عندما عرضوا عليها فكرة المشاركة في هذا الكتاب، وارتأت أن تكون مشاركتها عبارة عن محطات وقصص قصيرة في حياتها واختارت شجرة الياسمين التي تزين مدخل بيتها بالقرب من دوار الداخلية، واستعرضت جوانب عديدة من تجاربها الحياتية وسيرة والدها وطريقة عيش أسرتها القائمة على الحب والكرم والدفء والحنان في معظم الأحيان ،وخصصت مكانا فسيحا للحديث عن والدتها مفيدة التي كان يلقبها خالها بالإمبراطورة لقوة شخصيتها.
ومن جهته كتب محمود البلبيسي بعنوان “مشيئة” عن المشيئة أو القضاء والقدر، ووزع مقالته على خمس محطات الأولى: كنا وما زلنا .. نظرتان، وتضمنت ذكريات ما بين 1972-1972، والثانية : دكتوراة أم استثمار وتتمحور حول راتب مدرس الجامعة عام 1974،والثالثة :المحطة الأولى وتتحدث عن الاختيارات التي تحدد مصير الأشخاص، والرابعة: المحطة الثانية التي تتحدث عن الإمكانيات المادية التي تحدد مسار الطالب الذي ينهي التوجيهي، والخامسة والأخيرة :المحطة الثالثة تتحدث عن حظ ابتسم لأحدهم وتعين مدرسا في كلية حديثة براتب مجزي.
أما جهاد جريس مدانات فكتب مقالة بعنوان “مع التحية يا نسيم الجنوب “،تحدث فيها عن جنوب الأردن وتحديدا قرية أدر مسقط رأسه التي سميت بهذا الاسم نسبة لإسم الملك اليوناني أدريانوس، موضحا أنه ولد يوم العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 ،وتوسع في الحديث عن نمط الحياة في قريته والتعايش الإسلامي المسيحي فيها ،ثم عرج على إنتقاله للعاصمة عمان وقبوله في الجامعة الأردنية وتجربته المريرة في اختيار التخصص ،وعلى قضية الراتب وسفره إلى لبنان ،ثم إلى الظهران للعمل مدرسا وفي أمريكا، وتنقل بين العمل التجاري والحر وهو الآن يعمل مترجما متفرغا حيث يعيش في الولايات المتحدة ومنذ اكثر من خمسة وعشرين عاما
وكتب صلاح الدين محمد الشريف مقالة بعنوان “وقفات في مسيرة الحياة” تحدث فيها عن أحلام الشباب وطموحاتهم ،مستعرضا مسيرة حياته منذ دخوله الجامعة الأردنية، وحصوله على منحة لدراسة الشريعة، موضحا انه عانى كثيرا بسبب ضعفه في اللغة الإنجليزية رغم رغبته في البداية بدراسة الأدب الإنجليزي ،وعرج على حياته الجامعية ومشاركاته في نشاطات رياضية ،ثم انتقل للحديث عن حياته العملية ،وخسارته في التجارة بالفضة ،وفقدانه لأخوية ووالدته تباعا في نفس العام وعمله في الرياض .
أما ظاهر أحمد عمرو فكتب مقالة مطولة بعنوان “محطات ومقتطفات من ذاكرتي”، استعرض فيها مسيرته منذ مرحلة التوجيهي التي اتسمت بالصعوبة، ما أدى إلى وصوله مرحلة الجنون، وحاول الانتحار ثلاث مرات ،بسبب توقعات أهله الذي لم يستوعبها ،رغم أنهم كانوا يعولون على ذكائه وتميزه .
انتقل عمرو للحديث عن دراسته واختياره للتخصص بعد حصوله على الترتيب التاسع في المملكة في التوجيهي خلافا لتوقعاته، مؤكدا أنه اختار صديقين عزيزين هما أسامة وعزو، وكانوا ثلاثتهم يشكلون فريقا لا يفترق أحدهم عن الآخر، ثم انتقل لاستعراض العديد من القصص والعبر، ودخوله عالم المصارعة في الجامعة ،وعن بداية حياته العملية وفلسفته في أول يوم من حياته العملية، وعن معنى الحب وغير ذلك، كما ضمن مقالته العديد من النصائح المهمة والعبر من تجاربه، وختمها برسالة ابنه البكر البار عصام التي أشاد فيها بخصال أبيه الحميدة .
واستعرض د.محمود علي الشجراوي بعنوان “القلوب الخيرة” مسيرته العملية بدءا من تخرجه من الجامعة الأردنية وذهابه إلى السعودية للعمل في مجال المحاسبة بعد عمله لفترة وجيزة في قسم المحاسبة بالجامعة الأردنية ،ثم عودته مجددا إلى الأردن وعمله في وزارة التعليم العالي ،وحصوله على منحة للدراسة في الجامعات التركية، وتحدث أيضا عن صعوبة تجربة الدراسة في تركيا، خاصة وان الأتراك لا يتحدثون أي لغة أخرى، ومن ثم عودته مجددا إلى الأردن للعمل ،وما عاناه بداية من كيد الكائدين وحسد الحاسدين الذين سحبت بعض ساعات عملهم وأصبحت من نصيبه، وختم مقالته بإسداء نصائح وعبر للآخرين من خلال مسيرته العملية .
وكتبت باسمة محمود أبو شرار مقالة بعنوان ” ومضات” تضمنت العديد من المحطات أولاها :رحلتي مع الإيمان التي تحدثت فيها عن الحقيقة والخيال والواقع والوهم والممكن واللاممكن ..بين الذي كان والذي لم يكن ليكون ،مؤكدة أنها كانت عبر مسيرة حياتها ترقب بعين الدارس والباحث العاشق للمعرفة ،الذي لا يخشى النظر في عين الحقيقة دون وجل وإن آلمته، متعمقة في حادثة أشبه بالزلزال تعرضت لها وغيرت مجرى حياتها وقربتها من الله وعمقت الإيمان في نفسها .
أما المحطة الثانية فكانت بعنوان عسقلان وشجرة البلوط، المنغرسة في أرض كنعان وعن غياب ابن عمها ماجد أبو شرار القسري، الذي ارتقى إلى العلا شهيدا وكانت المحطة الثالثة بعنوان أنا ذاهب في مهمة ،تتمحور حول عملية فدائية فلسطينية استشهد كافة عناصرها ،بينما المحطة الرابعة كانت بعنوان الحصاد حضارة وإرث، تمحورت حول سكن الفلسطينيين في أرض فلسطين بين الأعوام 1000-800 ق.م إبان الحقبة النطوفية نسبة إلى وادي نطوف شمال غرب القدس.
وبعنوان “شهيق وزفير” كتب عاصم سعيد الملا عن عودة اللقاءات بين خريجي السبعينيات من خلال منتدى الجامعة ،وعن زيارتهم لجامعتهم قبل كورونا ،مستعرضا العديد من الصور التي مرت في ذاكرته مثل صورة طفل يلهو بحارات أقدم جبال عمان وهو جبل القلعة ،ومن ثم صورة دخوله الجامعة وتخرجه بعد ذلك ثم دخوله مجال العمل.
وكتبت ليلى رشاد البيطار بعنوان “زاد في كل محطة” ،عن الحلم الذي تضمن مسيرتها التعليمية والعملية ،ومن ثم الحياة عبرة وكذلك قلم حبر ثم الكتابة وحوار القلم مع المبراة ، إضافة إلى التلفاز وومضات وهل يلين الصخر وآخر المطاف .
وبدورها كتبت ليلى يوسف دولة بعنوان “ذكرى …وكلمة” استعرضت فيها جوانب من حياتها وتضمنت :هذا أنا ومدرب اليوغا وليلى حبيبتي ورعب الثانوية العامة وفي منامي ليلة أمس زارني أبي وتجربتي في الحياة وحفلة على غفلة وتتذكروا لما كنا صغار، وعيد بأي حال عدت يا عيد واظهر وبان عليك الأمان وتساؤلات.
وبعنوان ثلاث مراحل من الذاكرة كتب إبراهيم عبد الكريم الدسوقي سيرة حياته بدءا من مرحلة الطفولة في مخيم عقبة جبر /أريحا، ومرحلة الدراسة ومرحلة العمل ،ثم وقفة مع الذات استعرض فيها المنحنيات الخطيرة في حياته وأبزها وفاة الوالدة والوالد على التوالي .
وكتب بسام ذياب داود بعنوان “سنين وعبر” استعرض مسيرته بعد الثانوية العامة ، ودخوله الجامعة الأردنية وتجربته فيها من حيث الاختلاط والحياة الفردية المستقلة ،لينتقل إلى حياته العملية بعد التخرج حيث عمل في البنك العربي ،ومن ثم انتقاله للعمل في مجال السيارات في مدينة جدة السعودية . تحدث أيضا عن مرحلة ما بعد التقاعد بعد عمله في مسقط رأسه بفلسطين ،وتفرغه في هذه المرحلة لنفسه ثم ختم بعنوان رحلتي في سطور .
و” بدون عنوان” كتبت رويدة صالح الضامن عن محطات حياتها وحرصها على الحفاظ على مكانتها الخاصة ،وتحدثت عن مسيرتها الدراسية في المدرسة وعمل والدها في الوصول إلى البرلمان الأردني ،وكان رائدا من رواد إصلاح ذات البين ،موضحة أن والدها اتخذ قرار بالنزوح إلى الأردن بعد حرب 1967 ،لكن الوالدة أفرغت الحقائب صباح اليوم التالي بعد تراجع الوالد عن الفكرة ،وقد نمت لديها فكرة دراسة الإعلام دون علم والدها ولذلك سجلها في كلية التجارة والاقتصاد في الجامعة الأردنية ،وبعد تخرجها عادت للعمل في نابلس ،ثم انتقلت إلى عمان للعمل في السفارة العمانية .
وبعنوان “أنسام الحياة” كتبت كاتبة سليم نفاع عن طموحاتها وأحلامها بعد التخرج من الجامعة ،و تتمحور في العمل بالبنك المركزي لكنها سافرت إلى البحرين كمدرسة ،ومن ثم انتقلت إلى السعودية بعد زواجها وعودتها إلى الأردن ومرض زوجها ورحيله بعد ذلك إلى خالقه ووفاة ابنتها في نفس العام واستعرضت مكامن القوة لديها التي أعانتها على تحمل غياب زوجها وتربية أبنائها ،ومن ثم تفرغها لنفسها بعد أداء رسالتها.
وكتب إسماعيل محمد المدلل بعنوان “عمان حكاية عشق لا تنتهي” عن تجربته مع الباصات في عمان، وعن صور عمان ومعالمها مثل بائع الفستق السوداني النيجيري أبو أحمد ،وأبو علي صاحب كشك أبو علي “المكتبة العربية” ،وكذلك عن يومه في الجامعة ،كما تضمنت مقالته عناوين مثل الصدى وقصة من وحي حادث الطريق الصحراوي وخاطرة وهمسة ودعوة شعر وقصيدة فولكلور وقصيدة بعنوان من وحي المنسف والحلاق والموت في زمن كورونا وبين زيد وعمر و فيروزيات.
وبعنوان “دردشات” كتبت سهام سعيد الشرباتي مقالة تضمنت سردا موسعا ليومياتها، إضافة إلى عناوين أخرى مثل وبالشكر تدوم النعم ولكل أمة جعلنا منسكا هم ناسكوه وعناوين أخرى من وحي القرآن الكريم .
أما نادرة محمد عدس فكتبت بعنوان “صباحات في زمن الكورونا” موضوعات، تضمن عناوين فرعية عديدة مثل إيد بإيد والفرح يزيد وأجينا الدار نسأل ع الحبايب لقينا الدار تبكي عللي غايب، ونسيت النوم وأحلامه وكورونا بنت السلطان ومتناقضات، وما أحلى الرجوع إليه وبالشكر تدوم النعم وبكتب اسمك يا بلادي ع الشمس اللي ما بتغيب ،ويا طير يا طاير دربك عباب الله وبكرة بتشرق شمس العيد وبتبشر بنهار جديد وشروي غروي .
ومما يزيد في روعة هذا الإنجاز الجماعي انه جمع ما بين الاصالة والحداثة ، الاصالة المتمثلة في شخصياتهم وتجاربهم العلمية والعملية وانجازاتهم ، والحداثة التي استطاعوا من خلالها ومن خلال وسائل التواصل على الالتقاء والاجتماع والتخاطب لتبادل الآراء والأفكار، فنصف عدد المشاركين لا يقيمون حالياً في الأردن، ومع هذا اجتمعت أفكارهم ومشاريعهم وحبهم وانتمائهم لإنجاز هذا العمل رغم تباعد المسافات بينهم.
التعليقات مغلقة.