يسمونه ” التطبيع” لكنه فعل وضيع وخطير / كاظم نوري
كاظم نوري ( العراق ) – السبت 19/9/2020 م …
مثلما يصف البعض الحرب الارهابية ضد سورية بانها مؤامرة ارهابية تلك” الحرب الكونية الاجرامية” التي امتدت لنحو تسع سنوات واتت على الاخضر واليابس جراء التدمير والقتل وتهجير الملايين وسرقة المعامل والمصانع والنفط والثروات الوطنية لشعب سورية ومحاولات تقسيم البلاد التي لم تتوقف حتى الان يوصفون جريمة الخيانة التي ارتكبتها الامارات والبحرين وتنتظر خونة جدد بانها عملية “تطبيع” مع الكيان الصهيوني .
انها جريمة بحق الامة ارتكبتها الامارات والبحرين وقد يلحق بهما بعض الخونة اطلقوا عليها مسمى ” التطبيع” مع “الكيان الصهيوني” انها خطوة خيانية بالغة الخطورة بكل ما تعنيه خيانة شعوب الامتين العربية والاسلامية لاننا لم نعد نعول على الحكومات التي تتلقى مثل هذه الافعال الشنيعة بصمت رهيب اقرب الى صمت القبور في وقت تتمدد فيه اذرع الاخطبوط الصهيوني الى منطقة هامة جدا .
مثلما يعتقد البعض وبغباء ان ما اطلق عليه مسمى “تطبيع” سوف يوصل المنطقة الى” السلام” بل العكس سوف يحصل لان وجود علاقة مع ” اسرائيل” في صفوف انظمة خليجية مثل الامارات والبحرين وغيرها لاحقا يعني اتاحة الفرصة لها بالزحف والتوسع يعني ” تمددا صهيونيا” الى تلك المناطق لتحقيق احلامهم بكل ما تعنيه ” كلمة تمدد وزحف” نظرا لطبيعة هذا الكيان الاجرامية التي لمسناها منذ سرقة ارض فلسطين عام 1948 وحتى الان.
انها مسيرة مليئة بالحروب والدمار والقتل والتصفيات الجسدية وتشريد الملايين من اصحاب الارض والاستحواذ على اراضيهم مسيرة تتواصل حتى يومنا هذا رغم مضي 78 عاما وهاهم اهل الاراضي المسلوبة واصحابها الذين شردوا منها يتوزعون في مخيمات واراضي عديدة. فضلا عن عجز انظمة “دبي والمنامة ” حتى قبل اقامة هذه العلاقات عن وقف اي عمل ” اجرامي صهيوني” مخابراتي مثلما حصل على ارض الامارات عندما اغتال ” الموساد الصهيوني ” الشهيد المبحوح ما بالكم الان بعد توقيع هذه الصفقة الخيانية .
ستكون هذه الدول عاجزة الان عن وقف اي عمل عسكري عدواني ضد الدول الاخرى المجاورة ” اليمن والعراق وايران” ما سيضع الامارات والبحرين في دائرة الاستهداف باي حرب قادمة في المنطقة وهو استهداف مشروع .
هناك دول مثل تركيا وحتى مصر وبعض من دول القارة الافريقية تقيم علاقات مع ” اسرائيل” وان تركيا بالذات التي تدعي الحرص على فلسطين واهلها تقيم علاقات مع اسرائيل قبل اكثر من ” 30″ عاما اي ان “التطبيع” ليس جديدا لكن الجديد هو المكان والمنطقة التي مدت فيها دولها يدها ” لاسرائيل” لتمنحها فرصة التمدد لان هتين الدولتين كانتا تعجزان عن التصدي لنشاطات ” الموساد” على اراضيهما قبل ما يسمونه ” التطبيع” فكيف الان بعد ان اصبحت الساحة التي تجاور ايران والعراق ملعبا ” للموساد” وغيره من اجهزة مخابرات لدول الاخرى التي تتخصص بالدمار والقتل والاغتيالات وغيرها من الافعال الاجرامية.
فهل سيسود السلام المنطقة بهذه الخطوات الخطيرة ؟؟ كما يزعم راعي ” الاستسلام” الرئيس ترامب وهو ينتظر ” جائزة نوبل للسلام” ؟؟
ايران التي تعادي الصهيونية تعتبر الان ان حدود” اسرائيل” باتت تجاور حدودها ومياهها بعد هذه الخطوات الخطيرة التي اقدمت عليها الامارات والبحرين وقد اكد ذلك اكثر من مسؤول ايراني على الثمن الذي يدفعه حكام دبي والمنامة جراء فعلتهم هذه وكانت طهران قد اتهمت في السابق الامارات بان طائرة التجسس الامريكية التي اسقطتها ايران العام الماضي انطلقت من الامارات فكيف سيصبح الامر الان بعد هذه الخطوة الخيانية ؟؟ .
ان احتمالات قصف ايران للامارات والبحرين في اية حرب تنشب لاحقا اصبحت اقرب من السابق بعد هذه الخطوة الخطيرة بعد ان مسكت ايران في يدها ورقة ادانة جديدة قد تستخدمها في اي عمل استفزازي غير محسوب النتائج ينطلق من دبي او المنامة لعجزهما عن منع ” اسرائيل” واجهزتها المخابراتية والعسكرية من ارتكاب حماقة ضد طهران.
واهم كل من يحلوا له التحدث عن السلام في المنطقة دون ان ياخذ بنظر الاعتبار وضع الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة في العودة وما سيستجد جراء هذه الخطوة الخطيرة من تداعيات سوف تنعكس سلبا على اوضاع المنطقة عموما وقد تجر الى حرب في اية لحظة لاتحمد عقباها سيكون اول المتضررين فيها من انجر الى المغامرة الامريكية الاسرائيلية الاخيرة سواء طواعية او نتيجة ضغوط مارستها واشنطن التي تدرك جيدا انها واحدة من مغامرات سيد البيت الابيض .
التعليقات مغلقة.