هل يمكن عقد مؤتمر وطني للمعارضة السورية في دمشق؟ / د. عاصم قبطان

 

د. عاصم قبطان ( الثلاثاء ) 10/11/2015 م …

لا تزال اللقاءات و المؤتمرات تعقد ما بين الفينة و الأخرى في دمشق تحت مسميات مختلفة ، تلتقي كلها حول فكرة عقد مؤتمر وطني شامل لكافة  القوى السياسية في سورية موالاةً و معارضة والتي لم تر نتائجها النور حتى الآن ، و تأتي الدعوة  لعقد مؤتمر وطني للقوى السياسية المعارضة في دمشق رداً على المؤتمرات و اللقاءات التي تعقد انتقائياً في العواصم العديدة من العالم و التي تكون الدعوة إليها انتقائية كما حدث و يحدث في موسكو و فيينا و مدريد و الاستانة و السويد و غيرها ، و بعد ان انتقلت نظرية تصنيف  المعارضات ، إلى الارهابية ، و المسلحة ، والوسطية ، والمعارضة المعتدلة و المعارضة الشريفة و المقبولة و العقلانية ، و المعارضة الموالية ، و لا تتوقف التسميات التي تطفو على السطح ثم تختفي و تسقط ، و في أيامنا هذه تتجدد الدعوة لتنظيم مؤتمر جديد للمعارضة الوطنية في دمشق ، رداً على فيينا ، و بالرغم من واقعية الدعوة التي تؤكد على شرعية القبول بالتقاء السوريين المعارضين في عاصمة الوطن ، و فيما إذا قيض لهذا المؤتمر أن يأخذ أبعادة و يشمل السوريين  ، فإن السؤال الأهم  ؟  يتلخص في أحقية المعارضين الموجودين في سورية في أن يأخذوا هذه الخطوة متجاهلين بقية المعارضين الموجودين في الشتات والذين اقتضت ظروفهم  مغادرة البلد و ترك كل شيء ، و الذين لا يزالون من حاملي  الجنسية العربية السورية ، نعتقد أنه ما زال هناك ضباب يلف هذه الدعوات التي نحسبها بريئة، و التي يمكن التساؤل فيها عن الجهات الداعمة لها ، و ما هي الأهداف المرجوة من خلال هذا المؤتمر .

لا بد من التأكد من جدية الداعين و المنظمين لهذه الدعوات و الأهداف الحقيقية لهذا المؤتمر ، و التأكد من موقف السلطة في نهاية المطاف بالسماح لانعقاد هذا المؤتمر الذي لو تحقق و لو نجح لكون خطوةً قويةً إلى الأمام في تاريخ الصراع السوري الذي نشهده الأن ، و لا بد هنا من التأكيد بأن أي نجاح لهذا المؤتمر لن يتحقق فيما إذا كانت الغاية منه تجييره لمصلحة  مستفيد دون الإهتمام بمصالح السوريين أولاً و قبل كل شيء ، و إذا لم يتم التحضير بشكل حقيقي و واقعي لعقد هذا المؤتمر فقد تنحصر النتائج في  التشويش على مؤتمر فيينا القادم خلال أيام ، في الوقت الذي لم يقدم مؤتمر فيينا 2 أي إيجابية سوى الانقلاب على المبادئ المقرة في جنيف 1 و تفريغها من محتواها .

مع ذلك نستطيع التعويل على حسن النية لدى الداعين و لن يظهر ذلك إلا من خلال الجهات الداعية و المنظمة لعقد المؤتمر و التي نعتقد بمصداقيتها .

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.