التطبيع الرسمي الخليجي … لننظر إلى موقف الشعوب / أسعد العزّوني

 أسعد العزّوني ( الأردن ) – الأربعاء 30/9/2020 م …

إعتاد المعلقون وأصحاب الرأي الهجوم على المراهقة السياسية المطبعة في الخليج،ووصفهم بأقذع الصفات التي تليق بهم ويستحقونها،وربما ضجت قواميس اللغة وخاصة النابية  منها ،لأنها لم توفر الشتائم التي تليق بهولاء الذين ابتلانا بهم المندوب السامي البريطاني السير بيرسي كوكس ،من التيه اليهودي في صحراء جزيرة العرب، وإقتطع لهم مساحات  حسب ثقلهم ومكّنهم من حكمها مقابل تسليم مقدرات جزرهم لبريطانيا آنذاك ،والموافقة على إنشاء مستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيونية الإرهابية التلمودية في فلسطين،وبطبيعة الحال بعد غروب شمس بريطانيا وبزوغ شمس أمريكا ،إنتقلت العهدة من بريطانيا إلى أمريكا ،ولذلك إستغلهم المقاول ترمب في حملته الإنتخابية وأجبرهم على إشهار علاقاتهم القذرة مع “إسرائيل”.

لن نحذو حذو من سبقونا في هذا المجال ولن نلوث قلمنا الطاهر بهؤلاء الذين يعلمون جيدا أنهم أبناء الصدفة الخطأ والزمان الخطأ والهدف الخطأ،وهم في حقيقة أمرهم لا يقدرون على إتخاذ قرار مستقل بغض النظر عن الموضوع المطروح ،لأن عقد مقاولتهم مع السير كوكس ينفي شخصيتهم ،ويصادر ثروات جزرهم،ولذلك وجد فيهم المقاول ترمب ألعوبة سهلة وخفيفة الوزن للتلاعب بهم،وتحويلهم إلى صوت إنتخابي مجرد.




سنتحدث في هذا المقال عن النصف الآخر المليان من الكاسة ،وهم شعوب الخليج ،الذين ما يزالون  قابضين على جمر الصمود رغم المعاناة والمآسي التي يعيشون فيها بسبب تحكم وتجبر المراهقة السياسية فيهم وفي مقدرات بلدانهم ،فغالبيتهم يعانون من الفقر رغم أنهم ينتمون لدول نفطية غنية ،يتمتع الأعداء بثرواتهم بينما نجد منهم عائلات تعتاش من خلال الصناديق الخيرية .

هذه الشعوب الصابرة أضافت إلى فضيلة صبرها فضيلة أخرى وهي رفض التطبيع مع الصهاينة ،بغض النظر عن وجود بعض الساقطين الذين يعتاشون على حسنات من يشغلونهم في دوائر صنع القرار ،وهم من سقط المتاع بطبيعة الحال،وقد صنعوا منهم الجزم التي يعبرون بها مستنقع الطبيع،وبات يطلق عليهم بلغة وسائل السوشيال ميديا”الذباب”،وهم مسلحون بأقذع الكلمات والشتائم ولا يعرفون معنى الكرامة أو إحترام الذات ،ولذلك نرى وسائل التواصل الإجتماعي تضج من وساخاتهم.

تغنينا مواقف شعوب الخليج الحرة بمواقفها الرافضة للتطبيع،وتثلج صدورنا وتقول لنا أن الدنيا لن تقف عند شرذمة المطبعين ،فهم يمثلون مرحلة زائلة وإن طالت بعض الشيء ،لأن الشعوب في نهاية المطاف هي التي تنتزع اللحظة وتغير اتجاه البوصلة،ولذلك فإن الأمل يحدونا بأن تتمكن شعوب الخليج من السيطرة على مقدراتها وتصحيح المسار.

عبّرت شعوب الخليج الرافضة للتطبيع عن عن نفسها عمليا بتأسيس هياكل على أرض الواقع ترفض التطبيع مثل “سعوديون ضد التطبيع”وبحرينيون ضد التطبيع “و”إماراتيون ضد التطبيع” وطعانيون ضد التطبيع “،ورغم أن الكويت لم تطبع إلا أن فيها حركة قوية مناهضة للتطبيع،وقام مواطن كويتي قبل أيام بوضع مجسم لفلسطين التاريخية والمسجد الأقصى أمام بيته ،تعبيرا عن رفضه للتطبيع،ولا ننسى بطبيعة الحال فتى العرب الأغر رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم الذي سجل مواقف مشرفة في رفضه للتطبيع ،تعبيرا عن موقف الشعب الكويتي.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.