غورباشوف يطل من جديد لكن ” بعد خراب البصرة” / كاظم نوري

كاظم نوري ( العراق ) – الجمعة 2/10/2020 م …




الان في هذا الوقت الذي يشهد فيه العالم الازمة تلو الاخرى   واستخفاف الولايات المتحدة بكل المواثيق الدولية بانتهاجها سياسة عدوانية توسعية  ازاء الدول الاخرى ومحاولة فرض حظر وعقوبات لاقانونية  خارج اطار الامم المتحدة لتنصب نفسها بديلا عن مجلس الامن الدولي.

  في هذا الوقت وبعد مرور نحو 29 عاما  استيقظ الزعيم السوفيتي غورباتشوف  المسؤول عن انهيار دولة عظمى كانت ندا للولايات المتحدة من سباته ليتحدث عن اهمية الاتحاد السوفيتي في هذه المرحلة الراهنة التي يمر بها العالم .

 وبعد ان لعب غورباتشوف  دورا بارزا في تفكك وانهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991  الى جانب عوامل اخرى كانت وراء الانهيار عاد غورباتشوف ” صاحب  نظرية “البرسترويكا” بالحديث عن اهمية الاتحاد السوفيتي في هذه  المرحلة  التي يعيشها  العالم الذي تحاول الولايات المتحدة  استغلالها  للانفراد بالقرار الدولي وتحويله الى قطب احادي الجانب وهو ما تصدت له روسيا بقيادة الرئيس فلاديمير بوتين في المحافل الدولية .

وقال غورباتشوف في حديث صحافي انه  على قناعة ان الاعلام الغربي لديه تعليمات خاصة لتشويه صورة الرئيس فلاديمير  بوتين وحتى التخلص منه لكن نتيجة لما يقومون به ارتفعت شعبيته الى اكثر من 80 بالمائة وقد تتجاوز قريبا  اكثر من 100 بالمائة  معربا عن تاييد سياسة الرئيس بوتين خلال الاعوام 2008.2000 لكنه اتهمه في نفس الوقت بالنكوص عن طريق الديمقراطية وحكم القانون دون ان يلتفت الى الحالة التي كانت عليها روسيا بعد انهيار الاتحاد السوفيتي  عندما  كان الغرب  يراهن على تفكيك روسيا الاتحادية ليلحقها ب” الاتحاد السوفيتي  لولا مجيئ الرئيس بوتين الخبير بالاعيب الغرب كمنقذ لها  وللشعب الروسي فتصدى للمافيات المالية واقام اقتصادا متينا وعمل دون هوادة من اجل تطوير قدرات روسيا التسليحية وتفوق السلاح الروسي في عهده على نظيراته في الدول الغربية الاستعمارية وخاصة الولايات المتحدة  لتحتل روسيا مركزا دوليا مرموقا  كاد ان يتلاشى بعد انهيار الاتحاد السوفيتي .

 ورغم كل ذلك يحلوا لغورباتشوف ان يتهم بوتين بالنكوص عن طريق الديمقراطية وحكم القانون في الوقت الذي  ينظر الكثيرون في روسيا   الى غورباتشوف  على انه الزعيم الذي اضاع  امبراطوريتهم وهو يعيش في المنفى منذ انهيار الاتحاد السوفيتي وحصل على جوائز جراء  الدور الذي لعبه في انهيار دولة عظمى .

ومن الجوائز التي حصل عليها غورباتشوف جراء  موقفه  جائزة نوبل للسلام ووسام الحرية الامريكي لدوره في انهاء الحرب الباردة وهما جائزتان لاتمنحان في موقعهما ومكانهما الصحيح بل هناك من حصل على جائزة نوبل للسلام وهو لايستحقها كما ينتظر نفس الجائزة الرئيس الامريكي ترامب ايضا وفق المصادر لدوره في اضاعة حق الشعب الفلسطينيى في وطنه ارضاء للكيان الصهيوني.

غورباشوف يتهم الغرب باستفزاز روسيا معتبرا انهيار الاتحاد السوفيتي بسبب الخيانة دون ان يتطرق الى الدور ” الخياني”  الذي لعبه في الانهيار واصفا ماحدث للاتحاد السوفيتي بانه كان حدثا دراميا وادعى ان خيانة حدثت من وراء ظهره دون ان يدخل في تفاصيل ذلك .

ووصف غورباتشوف التنحي عن الحكم في حينها  بانه انتصار له  وزعم انه انقذ البلاد من حروب داخلية باستقالته.

ورغم التبريرات التي طرحها غورباتشوف للتنصل من دوره ” الخياني” في انهيار الاتحاد السوفيتي ومحاولة رمي تبعة ذلك الخطيرة على اخرين عندما ادعى ان خيانة حدثت من وراء ظهره لكنه برر الاستقالة من رئاسة الدولة والحزب الشيوعي السوفيتي بما يمكن ان يتطور الى ” حرب داخلية” في دولة تمتلك الاسلحة النووية وهو تبرير غير مقبول .

 ان احتضان الغرب  لغورباتشوف وتقديم الجوائز له تحت مسميات مختلفة  مقابل فعلته تؤكد خيانته بالرغم من انه تربى في كنف عائلة فلاحية فقيرة وانضوى تحت لواء الحزب الشيوعي منذ صغر سنه لكن التاريخ وشعوب روسيا  والشعوب الاخرى لن تنس موقفه الخياني لاسيما  وان الكثيرين في روسيا ينظرون له على انه الزعيم الذي اضاع امبراطورتهم مثلما ينظرون الى الرئيس بوتين على انه منقذ روسيا والمدافع عن مصالحها ومصالح الشعوب الاخرى جراء مواقفه التي تشهد لها شعوب العالم  في تصديه لمشاريع الغرب الاستعماري .

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.