لبنان بين الطائفية والطائف / أسعد العزّوني
أسعد العزّوني ( الأردن ) – الإثنين 5/10/2020 م …
جرى تكبيل لبنان عن سابق قصد وتصميم منذ “إستقلاله”،بالطائفية البغيضة التي شوهت صورته الحضارية ،ونزعت الدسم الحضاري من شعبه المتنور في غالبيته،وحولته إلى خنادق يتمترس فيها أمراء الحروب الذين هم رؤوس الطوائف ،الذين قاموا في معظمهم بالتشبيك مع مستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيونية التلمودية الإرهابية ، ووعدت الإنعزاليين بتأسيس كيان مسيحي لهم في لبنان شريطة توقيع معاهدة سلام معها ،وجرت الموافقة وإستبيح لبنان ولكن مقتل الإنعزالي بشير الجميل بعيد إنتخابه رئيسا للبنان إبان الإجتياح الإسرائيلي صيف العام 1982،أعاد لخبطة الأوراق مجددا ،وفشلت الخطة ،لكن لبنان إستمر يتخبط في مستنقع الطائفية.
مثّلت الطائفية البغيضة في لبنان السم الزعاف لهذا البلد المتحضر الذي كان إحدى أهم نوافذ العرب على العالم،وبدلا من تجميع الجهود في بوتقة واحدة إسمها لبنان،بات هذا البلد كما أسلفنا عبارة عن خنادق يتمترس فيها أمراء الحروب الطائفيين الذين هيمنوا على مقدرات البلد ،ونهبوها ونصبوا أنفسهم أشباه آلهة يعيشون في نعيم ،في حين أن معظم تابعيهم يعيشون في فقر مدقع،وأصبح لبنا ناليوم بسبب الطائفية البغيضة برميل بارود قابل للإنفجار الذي يؤدي إلى الإندثار،دون أن يحرك”البكاوات “ساكنا لإنقاذ البلد، الذي صنع منهم أباطرة غير مؤهلين لقيادة البلد والحفاظ على منجزاته ،بعد ان تحول إلى سويسرا العرب،لكنه الآن يشبه بيدرا أضرمت فيه النيران وأتت على كل قمحه وشعيره،إذ إستمرت الحرب الأهليه بدعم من السعودية ستة عشر عاما ،حولته إلى ركام.
بعد أن فعلت الطائفية البغيضة فعلها في لبنان ،وخلفت واقعا يندى له الجبين ،وعمقت الكراهية والحقد بين طوائفه،وأصبح المجتمع اللبناني المنفتح يعاني من الإنغلاق والهموم والمشاكل التي لا حلول لها مثل أعداد القتلى والمصابين والمفقدودين والمختطفين ،وحجم الدمار الشامل الذي حل بالبلد على يد أمراء الطوائف المدعومين من قبل ثنائي الشر في المنطقة السعودية وإسرائيل،ناهيك عن الفقر المدقع الذي حل ضيفا مقيما على لبنان وفعل فعلته في إنهاك المجتمع.
بعد إنتهاء الحرب الأهلية التي أشعلتها السعودية في لبنان لتحقيق حزمة أهداف غير أخلاقية، أولها القضاء على الفلسطينيين في لبنان بحجة أنهم شيوعيون ملحدون،وتحجيم المقاومة اللبنانية التي تحالفت مع الثورة الفلسطينية وشكلت عائقا أمام السعودية في لبنان ومنعتها من تحقيق كامل أهدافها،نجحت السعودية بحكم إرتباطاتها الطائفية في لبنان وكوكيلة لإسرائيل،في تكبيل لبنان من جديد من خلال إتفاق الطائف البغيض الذي كرّس الطائفية ،ووفر الغطاء السياسي لأمراء الحروب بغض النظر عن هوياتهم.
يعيش لبنان هذه الأيام مرحلة لفظ الأنفاس بسبب الطائفية البغيضة والطائف الأبغض،ويراد له أن تحوله السعودية إلى لقمة سائغة لإسرائيل ،على طريق إلتهام الشرق الأوسط بكاملة،وتحويل مزارعه إلى تابعيات إسرائيلية ،تقبل بالإلتزام بأوامر إسرائيل ونواهيها،ويكون خراجها ما فوق الأرض وما تحتها لإسرائيل،وربما يكون توقيع لبنان معاهدة سلام مع إسرائيل أقرب إلينا من حبل الوريد بسبب الضغوطات السعودية.
التعليقات مغلقة.