مصنع الوزراء في الأردن / المحامي محمد الصبيحي
كيف يمكن لمسلسل تلفزيوني ممل ان يستمر 92 حلقة منذ العام 1957 وحتى اليوم؟؟.
يتكرر أبطال الحلقات احيانا ويتغيرون احيانا أخرى ولكن الأدوار لم تتغير، كل الحلقات نسخة مكررة، الاختلاف الوحيد الوان الديكور وتسريحة الشعر.
الكمبارس لم يتغير دوره وان طوى الموت كثيرا من رجاله فالوظيفة واحدة والاكف التي صفقت لبطل الحلقة الماضية ستصفق لبطل الحلقة القادمة.
ممثلون جدد يتدربون في الميدان برعاية الشركة الصانعة والمخرج المساعد وكلما أنهى أحدهم تدريبه ختموا على… عبارة ( صنع في الأردن وفق مواصفات الجودة الامريكية).
كل واحد منهم ينتظر دوره للمشاركة في الحلقة القادمة من المسلسل وعلينا مشاهدة الحلقة المكررة عشرات المرات وفي كل مرة نترقب عبثا. بداية الحلقة الجديدة على أمل التغيير.
لم يتغير شيء كثير منذ تلك السنة العجفاء حتى فقدنا حاسة الشم السياسي فتساوت الروائح وان اختلفت الألوان.
نريد دراما أو أكشن سياسي يعيد إلى عقولنا دورة التفكير،، نريد لبطل الحلقة الجديدة من المسلسل ان يخرج عن النص وان يحاول النزول عن خشبة المسرح إلى الجمهور بدون مايكروفون، ان يفعل شيئا جديدا حتى لو خرب بيوتنا، أن يصرخ في وجه الممثل الفاشل أو يركل قفاه إلى خارج الحلبة، ان يتهم مهندسي الديكور بالاسراف في البهرجة والتزييف، نريد بطلا قليل الحياء لحلقة قليلة الادب مع المنافقين والكذابين وان يمطر عليهم شتائما (من الزنار وتحت)، نريد بطلا يلقي الاحذية المهترئة من الطوابق المرتفعة، ونريده ان ينشر أجهزة كشف الكذب في مكاتب الوزراء والمدراء وبرامج المحطات المحلية .
نريد بطلا صناعة ريفية اردنية، يعشق خبز الطابون ومووايل الفلاحين وبيادر الحصادين،، بطلا يكره هارفارد التي جادت علينا بعدة مصائب،،، اكرهك يا هارفارد منذ أن تخرج منك هنري كسينجر في العام 1954.
التعليقات مغلقة.