معركة مطار كويرس صفحة فاصلة لها ما بعدها! / جمال العلوي

 

جمال العلوي ( الأردن )  الجمعة 13/11/2015 م …

الانباء الّتي جرى تداوُلُها خِلال الايام الماضيَة، والخاصّةُ بِتحريرِ مطارٍ كويرس تكتسُبُ أهمية خاصّةٌ، حين يتِمُّ تحريرُ مطارٍ كويرس، في ريفِ حلب بعد حِصارِ طويلٍ دام قرابةُ ثُّلاثِ سنواتً في الحدِّ الاِدّنى، لا ينظُر الى هذِهٍ المعركة على اِعتِبارِها معركةِ فاصِلةٍ في حربِ داميَةٍ طالت أكثُر مِن المُتوَقّعِ، ولا ينظُر لها على انها محطّةٌ مِن محطّاتِ الميْدانِ السّوريِّ الّذي يشتعِلُ هذِهٍ الايام عسكريّا وسياسيّا بل هي صفحةُ تحمِلُ مِن الدّلالاتِ الكثير.

أول هذِهٍ الدّلالاتِ أن معركةُ حلبٍ وأريافها دُخِلتِ المرحلة الحاسِمة لِتحريرٍ كُلُّ التُّرابِ السّوريِّ في هذا الشّمالِ وخاصّةً ان موْقِعُ مدينةِ حُلبٍ في الاِعتِباراتِ السّوريّةِ يحمِلُ الكثيرُ كوْنُها العاصِمةِ الاِقتِصاديّةِ ومركزُ الثّقلِ الاِقتِصاديِّ الّذي سعت العِصاباتُ الارهابية الى تدميرهُ.

وثاني هذِهِ الدّلالاتِ أنها تحمِل زخمًا كبيرًا في المعنويّاتِ لِلجُنديِّ العربيِّ السّوريِّ الّذي يُقاتِلُ الارهاب مُنذُ خُمُسِ سنواتٍ ولم يكِل ولم يمُل لانُهُ يُدافِعُ عن شرفِهِ الوَطنيِّ، وعن اِمته وعن وُجودِهِ على الخارِطةِ الاقليمية والعربيّةُ والدّوْليّةُ. وثالِثٌ هذِهِ الدّلالاتِ الى دوِّل الجِوارُ الّتي أثخنت الجرّاح في الجسدِ السّوريِّ بِأنّ مرحلة القضاءِ على الارهاب تسيرُ في الاِتِّجاهِ الصّحيحِ.

ورابِعُ الدّلالاتِ الّتي تُسطِّرها معركة مطارٍ كويرس هي رِسالةٌ لابناء الشّعبُ السّوريُّ في الدّاخِلِ والخارِجِ، أن الاِستِحقاقُ السّياسيُّ يسيرُ جنبا الى جنبٌ مِع الاِستِحقاقِ العسكريِ وأن ما كان يراهُ المُتابِع والمُحلِّلُ بعيدا أصبح قريبا وأن خارِطةُ الطّريقِ لِلحلِّ في الازمة السّوريّة بدأتِ ترسُّم معالِمِها لِذا جاءت التّسريباتُ الرّوسيّة عن خارِطةِ الطّريقِ لِلحلِّ تقومُ على سيناريوِ يستغرِقُ 18 شهرا مِن المرحلةِ الاِنتِقاليَةِ وتعديلُ الدُّستورِ واجراء اِنتِخاباتُ رِئاسيّةٍ.

وأنا أكُتُبً عن مطارٍ كويرس كُنتِ اتلقى اتصالاً هاتفياً لِلحديثِ عن هذِهِ اللّحظةِ الهامة عبرُ الفضائيّةِ الاخبارية السّوريّة ورُبّما يكونُ مِن حُسنِ حظّيٍ أن أكون ضيْفًا على الاخبارية في مراحِلِ عديدةٍ مِن تداعياتِ المشهدِ السّوريِّ، نعم معركةُ المطارِ ليْست نِهايَةُ المطافِ لكِنّ رمزيّتها اُكبُر مِن أنّ تمر مُرورِ الكرامِ لِهذا كان الرّئيسُ بشار الاسد يجري اتصالاً هاتفياً مع قائِدِ المطارِ واخر مع قائِدِ القوَى الّتي اُقتُحِمتِ أرض المعركةِ وفُكّت الحِصارُ عنِ البواسِلِ الّذينً كانوا تحت الحِصارِ.

ألف سلام عليك يا حلب الشّهباء، ويا قلعةِ المجدِ التّليد وكُلُّنا شوِّق لِهذا اليَوْمُ الّذي يُروَهُ بعيدًا ونراه قريبًا في طيِّ صفحةِ العُدوانِ على سوريّا لِتبدأُ صفحةً الاعمار والعِزّ والكرامة.

الف سلامً على بواسِلِ الجيْشِ العربيِّ السّوريِّ الّذينً يُكتبون خُطوط المجدِ لِتبقى دِمشق عصيّةٍ على الارهاب والتّكفير والقتلة والمُجرِمين…!

 

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.