تفوّق القوة الإسرائيلي وهم / أسعد العزّوني

اسعد العزوني ( الأردن ) – الإثنين 12/10/2020 م …




مقولة ممجوجة نسمعها على الدوام،وتتكرس عندما ترغب دولة عربية  ما ،بشراء أسلحة نوعية من أمريكا على وجه الخصوص،إذ يتنطح الصهاينة الذين يقودون أمريكا إلى الهاوية ،ليعلنوا رفضهم لتلك الصفة ،بحجة أنهم لا يضمنون عدم تسرب تلك الأسلحة إلى دول عربية راديكالية ،على إعتبار ان هناك دولة عربية راديكالية،ويتنافخون بأنهم يريدون الحفاظ على تفوقهم العسكري في المنطقة ،وفي نهاية المطاف يبتزون أمريكا لتعطيهم مجانا أسلحة حديثة.

يحوي هذا الملف الممجوج العديد من القصص مثل طائرات الأواكس التي باعتها أمريكا للسعودية في ثمانيات القرن المنصرم  بعد معارضة إسرائيلية شديدة ،لكن الصفقة تمت بحدها الأدنى إذ كانت فقيرة القيم المضافة ،وأوعز لأمريكيين بتشغيلها،ومع ذلك حصلت إسرائيل على كميات كبيرة من الأسلحة الحديثة والتسهيلات مقابل موافقتها على شحن الواكس المشلول إلى السعودية.

بالأمس ضج القادة الإسرائيليون من طلب الإمارات بشراء طائرات إف 35 الأمريكية الحديثة ،رغم أن هذه الإمارات كانت تشمر عن سترها لتوقيع إتفاق أبراهام الماسوني التطبيعي مع مستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيونية التلمودية الإرهابية،واليوم تكرر هذه المستدمرة الخزرية مواقفها السخيفة في وجه قطر التي أعلنت رغبتها بإقتناء طائرات إف 35 الأمريكية الحديثة لأغراض الدفاع.

خرج علينا وزير شؤون الإستخبارات الإسرائيلية إيلي كوهين ،متوعدا بأن إسرائيل لن تسمح بتمرير هذه الصفقة القطرية لضمان تفوق جيشها،والسؤال :كيف يحكمون على أنهم الأقوى والمتفوقون عسكريا في المنطقة؟هل وقعت بيننا مجابهات مسلحة حقيقية؟قطعا لا ،حتى أن حرب رمضان/تشرين 1973 ،كانت حربا ممسرحة كتب السيناريو الخاص بها “العزيز”هنري كيسنجر ،وأخرجها بطريقة مفضوحة المقبور السادات،ومع ذلك سجل الجيش المصري البطل آنذاك إختراقا مهولا لصالحه في البدايات وتمثل ذلك في إقتحام خط بارليف وسحل نصرا،لكن المقبور السادات حول النصر إلى هزيمة من خلال السماح للجيش الإسرائيلي بمحاصرة الجيش المصري الثالث،ومن ثم أنهى المسرحية بتوقيع معاهدة كامب ديفيد أواخر سبعينيات القرن المنصرم بدفع وتأييد من القيادة السعودية،ونجزم ان المجابهات العربية الرسمية-الإسرائيلية من خلال الجيوش لا تحسب نتائجها لأنها حروب متفق عليها ضمن مبدا “سلّم وإستلم”.

في حال أردنا الحكم على قوة إسرائيل،علينا الرجوع إلى مواجهاتها مع المقاومة الفلسطينية ومن بعدها المقاومة اللبنانية ممثلة بحزب الله المدعوم من قبل إيران،إذ يتبين للقاصي والداني  أن الفلسطينيين واللبنانيين  أدخلوا الرعب في قلوب الصهاينة ،قبل التآمر عليهم وإدخالهم في غرفة الإنعاش الذي طال.

ولا ننسى بطبيعة الحال مفخرة القرن /معركة الكرامة الخالدة في 21/3/1968 التي جسد فيها الأردن والثورة الفلسطينية الوحدة الحقيقية على أرض المعركة ،ولقنوا فيها إسرائيل درسا لا ينسى ،قبل أن تضغط السعودية بقيادة الملك فيصل  عام 1969بإتجاه طرد الثورة الفلسطينية من الأردن،وإلا أشعلوا ثورة تنهي المقاومة والعرش الهاشمي معا.

لا يغيبن عن البال أن إسرائيل وخلال مواجهاتها مع الفلسطينيين وخاصة في جنوب لبنان ،طالبوا وللمرة الأولى بوقف إطلاق النار عن طريق الأمم المتحدة،بعد تعرض جنودها للصدمات وتكبيد خسائر كبيرة ،كما أن حزب الله مرّغ أنوف قادة إسرائيل في الوحل في المواجة التي تمت صيف العام 2006،وإستمرت لخمسة وخمسين يوما ،وتعرضت لخسائر فادحة في مقدمتها السفينة العسكرية”ساعر”التي أغرقها صاروخ  لحزب الله أمام الكاميرا وخلال خطاب للسيد حسن نصر الله.

كما تكبدت إسرائيل خسائر مادية ومعنوية بعد إجتياحها للبنان صيف العام 1982 بتنسيق مع السعودية بقيادة الملك فهد وإستمرت 88 يوما ،ولولا الضغط السعودي على الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات ،لما توقف القتال ووافق عرفات على الخروج إلى شتات جديد ،يشكل فاتحة لطي ملف القضية الفلسطينية بدفع من السعودية.

الشاهد أن إسرائيل لا تمتلك خاصية التفوق العسكري ،أو جهوزية الهجوم وتحقيق النصر بدون الإتفاق مع الخصوم الوهميين،ولو أن دول الطوق العربية “الأردن وسوريا ولبنان ومصر”،فتحت الحدود مع فلسطين  المحتلة أمام الشباب الفلسطيني والعربي ،لرأينا مصير الصهاينة وسمعنا “جعار”جنودهم على أرض المعارك وهم يهربون هلعين ،رغم أنهم مدججون بالأسلحة ،وللتذكير فإن الجنود الإسرائيليي الذين شاركوا في معركة الكرامة الخالدة ،كانوا مقيدين بأرجلهم بسلاسل من حديد مربوطة في آلياتهم حتى لا يهربوا،ولذلك  إحترق الكثير منهم حين كان بعض السائقين ينحدرون بآلياتهم نحو وادي الباذان ،وقد إكتشف الأهالي هناك ، انهم مقيدون بالسلاسل ولذلك لم يستطيعوا الهرب فإحترقوا وتفحموا.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.