الاردن … حكومة غير رشيقة وفيها وزراء إشكاليون / أسعد العزّوني

أسعد العزّوني ( الأردن ) – الثلاثاء 13/10/2020 م …

أشبعونا وهما أنهم سيأتون لنا بحكومة رشيقة مسمسمة ،تضم وزراء غير إشكاليين مع الشارع،ونحن بدورنا لطيبتنا صدقنا ذلك وقلنا أنهم ربما شعروا بواقعنا المرير وخاصة في الموضوع الإقتصادي،لكن الضربة كانت قوية وفي مقتل ،إذ فاجأونا بحكومة تعاني من فرط السمنة من حيث عدد أعضائها الذي فاق كافة الدول العظمى والصناعية المتقدمة ،وتم غزونا ب 32 وزيرا منهم نحو سبعة وزراء دولة،وهذه لوحدها قصة كاملة إذ ما لزوم أن يكون هؤلاء في الحكومة ،وأين ستكون مكاتبهم وماذا سيشتغلون؟




بعد تمحيص ودراسة الأسماء التي أنيط بها خدمة البلد ،وجدنا إرباكا في عملية التشكيل ،من حيث عدم إنصاف الطيف الأردني،وإختيار شخصيات ربما لا تستطيع القيام بدورها المناط بها ،وإن سبب إقحامها في الحكومة كان للتنفيع وتحسين الوضع المادي على حساب الشعب المطحون،ولا غرابة إن تم إخراجهم عند أول تعديل مرتقب بعد أن حصلوا على مبتغاهم ونالوا حصتهم من قوت الشعب.

هناك أسماء حمّلت فوق طاقتها بتعيينها في الحكومة ،مع أنه يمكن أن “يستفاد “من قدراتها الخارقة في مجالات أخرى غير الحكومة ،ولكن الأمور سارت في مسار نجهله ،إذ كيف يتم تزاوج الإعلام بالزراعة، وهل خلا الأردن من شخصيات قيادية في القطاع الزراعي؟ وماذا سيقول وزير الزراعة في حال إلتقى بالإتحاد العام للمزارعين ردا على أسئلتهم او إستفساراتهم؟ علما أن وزارة الزراعة يجب تسميتها بوزارة الدفاع الزراعية لأهميتها ،وتحتاج إلى وزير متخصص بالأرض والإنتاج ،والسؤال الآخر هو”هل خلت الجامعات الأردنية من خبراء في مجالاتهم ليتسلموا الطاقة على سبيل المثال؟

لا ندري ما هي الأسس التي تم اعتمادها عند إختيار الوزراء ،ونحن نعرف أن عمال الوطن يتم اختيارهم بعد البحث والتمحيص، وما نزال في حيرة من أمرنا بالنسبة لطريقة تعيين الوزراء وما هي الصفات التي يتوجب أن تتوفر فيهم،علما أن كافة الحكومات السابقة وعددها 101 وزارة تركت الدوار الرابع دون ان تحقق طموحات جلالة الملك وتنفذ ما يرد من بنود في كتاب التكليف السامي.

أما عن دولة الرئيس بشر الخصاونة فلنا عليه بعض الملاحظات ونتمنى أن يتعامل مع الموقف من منظور النقد البناء،والبعد عن الشخصنة ،فهو إبن رمز نعتز به معالي د.هاني الخصاونة،وأخواله العراقيون نفتخر بعراقهم ومواقفهم القومية،ولذلك فإننا لا نهدف إلى التجريح بل لفت النظر بكل النوايا الحسنة والطيبة ليس إلا،إذ قال دولته في أول تصريح بعد أداء القسم أمام سيد البلاد جلالة الملك عبد الله الثاني حفظه الله ،أن حكومته ستقوم بإجراءات حتى ولو كانت مؤلمة ،وهذه سقطة ما كان يجب أن ترد على لسان دولته،وكان الأحرى أن يقول أن حكومته ستقوم بإجراءات صعبة ولمصلحة الشعب،أما أن يبدأ نهاره بالألم ،فهذا أمر مستهجن،لأن الشعب الأردن يعيش بسبب الحكومات العاجزة عن تنفيذ ما يرد في كتب التكليف السامي ،في ألم متواصل إضطر البعض إلى بيع كليته والتنازل عن أمور كثيرة كي يضمن العيش في حدوده الدنيا،وينطبق على دولته المثل القائل:”من أول غزواته كسر عصاته”،ونهمس في أذن دولة الرئيس :ما حاجتك لثلاثة نواب رئيس؟وهل الحكومة متجانسة في التوجهات أم أننا سنسمع الصراخ لاحقا في المناطق القريبة من الدوار الرابع؟

جميل جدا أن تحوز على ثقة سيد البلاد جلالة الملك عبد الله بن الحسين ،وتصبح وزيرا ،لكن الأجمل أن تكون على قدر المسؤولية وتترك لك بصمة مشرفة يتحدث عنها الجميع،ولو إستعرضنا إشتعال وسائل التواصل الإجتماعي منذ أمس بالصوت والصورة حول مسلكيات بعض الوزارء ،ورصدنا تندرات الشارع الأردني على العديد من أعضاء الحكومة لشعرنا بالحرج لأن الأردن يستحق ما هو أفضل من ذلك.

لا تقاس الدول بعدد وزرائها ونحن نحتل الرقم الأعلى في هذا المجال ،مع أننا لسنا دولة متقدمة بسبب حكوماتنا المتعاقبة ،ولو نظرنا إلى حكومات بعض الدول العظمى لوجدنا الفرق الشاسع ،لأنهم لا يعتمدون التنفيع او المراضاة بل يأتون بحكومات تكنوقراط رشيقة لكنها سمينة بالنسبة لعقول أعضائها،ويبلغ عدد وزراء حكومة روسيا 22 وزيرا،وأمريكا 14 ،وبريطانيا 23،والصين 27،وفرنسا 15،فهل نتعظ من هؤلاء ؟وما أزال عند رأيي أننا لسنا بحاجة لا لحكومة ولا لبرلمان ،ويكفينا مجلس ملك يضم عشرة أعضاء مشهود لهم بالنزاهة .

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.