يا أقصى ! / علي فريحات
علي فريحات ( الأردن ) السبت 14/11/2015 م …
يا اقصئ يااقصئ الحمد لله رب العالمين .. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .. انهض فهاتيك الربى قد فوّحت **** بالعطر من عبق الجهاد الملهم أمجاد تاريخ ووحي نبوة **** وجلال إسراء وعزة مسلم فلو كتبت كتاباً بدمع العين .. ووجيف القلب .. وخفق الضلوع .. لما وفيت بيت المقدس حقه .. كيف لا وفلسطين أرض النبوات والبركات .. أرض الرباط والجهاد .. زهرة المدائن .. أرض الإسراء والمعراج .. فإلى أمانة المسلمين ( المسجد القصى ) .. من تصحو المآذن لصوته .. وتتزلزل الأرض لندائه .. أفديك يا أقصاه بالدنيا وما ملكت يمين .. أفديك يا أنقى أسير لدى الطغاة الظالمين .. أفديك يا عبق التاريخ يا أرض الجدود الفاتحين .. أفديك يا أقصاه بمن خانوا ومن جبنوا على مر السنين .. يا اقصاه .. يااااا جرح .. يا من عدّك العادون في عداد المقدسات !!! واليوم عن نداءاتك قد صمت الآذان .. ما هنْتَ ولن تهون .. فأنت نور عيوننا ونبض قلوبنا .. كل ذرة من ثراك .. كل شبر من رباك .. شهد مرور نبي عليه أو نزول ملك من الملائكة .. فأنت الأمانة العظيمة التي أودعت عندنا من عهد الطيبين الصالحين .. فمن فرّط فيك ، فهو خائن لله ورسوله .. تعرى من الحياء ولباس التقوى .. ولا بد من أن نعريه ونفضحه أمام أجيال الأمة .. أما في هذه الدنيا أسود .. كما تحوي من البشر القرود ؟؟!! قال تعالى { ولا تكن للخائنين خصيما }[النساء/105] . وقال { ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم ، إن الله لا يحب من كان خواناً أثيما }[النساء/107] . ومن أصدق من الله قيلا .. ومن أصدق من الله حديثاً .. وهذه صفحات سوداء .. سودتها أيادي وأعمال وأشكال وصور أقزام ضيعوا فلسطين والأقصى .. أقصّها عليكم يا من أعدكم من حملة الأمانة الشرفاء .. ليعتبر من يعتبر .. وحتى لا نسير على درب الخونة الدنس ، ولا نتبع خطاهم الملوثة .. وليتق الله صاحب كل قلم أن يخون عهد الله وأمانته .. قال تعالى { ها أنتم هؤلاء جادلتم عنهم في الحياة الدنيا ، فمن يجادل الله عنهم يوم القيامة ، أم من يكون عليهم وكيلا }[النساء/109] .. ألا هل أتى عبّاد الفلس والطين .. ما حل ببني دينهم في فلسطين .. وقبل أن أبدأ الحكاية .. وأسرد الرواية .. وأزكم أنوفكم بفضائح الخونة .. وألوث أجواء مسامعكم بفضائع المجرمين السفلة .. أود أن أنبه إلى أن هذه الحلقات هي في الأصل كتاب قام بتأليفه شيخ جليل .. صاحب قلم سيّال .. وباع في الكتابة والتسطير .. وكتاباته تأخذ بالمسلم قلباً وقالباً إلى طريق الإيمان .. أنقل لكم منه بعضاً مما جاد به قلمه في أسلوب مختصر مفيد غير مخل إن شاء الله .. مع تعليق بسيط وترتيب لطيف .. وقبل أن أختم هذه المقدمة ، أذكر حكم الخيانة .. والله الموفق .. عد الإمام الذهبي رحمه الله الخيانة من الكبائر بدليل قول النبي صلى الله عليه وسلم : آية المنافق ثلاث ، وذكر : وإذا ائتمن خان . البخاري برقم ( 33 ) . وقبل أن يخون الأقزام القدس وفلسطين ، فقد خانوا الله ونقضوا عهدهم معه ومع رسوله صلى الله عليه وسلم .. خانوا أمانة الفطرة .. ولم يؤمنوا بربهم .. خانوا أمانة الشهادة لهذا الدين في أنفسهم ، فلم تكن أنفسهم ترجمة حية للإسلام في شعورهم وسلوكهم ، بل كانوا مستنقعاً آسناً وأنفساً أثيمة لئيمة .. خانوا أمانة المحافظة على حرمات الجماعة وأموالها ومقدساتها وثغراتها .. خانوا أنفسهم بتلويثها وتدنيسها بالمؤامرات والكذب والخيانة لله ولرسوله وللمؤمنين .. فكادوا لأمة محمد صلى الله عليه وسلم ، والله لا يهدي كيد الخائنين .. فكانت عقوبتهم أكبر من كل عقوبة .. وهي كره الله لهم وبغضه إياهم .. قال تعالى { إن الله لا يحب كل خوان كفور }[الحج/38] . وقال { إن الله لا يحب الخائنين }[الأنفال/59] . وهؤلاء الخونة الذين غدروا بأمتهم وخانوها وخانوا القدس .. ما أعظم خستهم ، وسيفضحون في الدينا ، ويوم القيامة على رؤوس الأشهاد يكشف سترهم ، وتتم فضيحتهم ، وتشيع على قبح فعلتهم وخيانتهم .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لكل غادر لواء يوم القيامة ، يرفع له بقدر غدره ، ألا ولا غادر أعظم غدراً من أمير عامة . البخاري مع الفتح ( 6 / 3188 ) . لقد خان هؤلاء الأمة فمن يجادل عنهم .. خانوا وباعوا ملاعب الأمجاد .. خانوا وباعوا نفحة البراق .. خانوا باعوا تاريخ الأمة .. خانوا وباعوا الصخرة والقبة والمنابر والأقصى .. باعوا ابن زنكي وصلاح الدين وباعونا .. فمن يجادل عنهم بعد الدموع والآلام .. ومن يجال عنهم بعد اغتصاب الحرائر وذبح الشيوخ .. من يجادل عنهم بعد قتل الأطفال .. من يجادل عنهم بعد ضياع القدس والحرمات .. من يجادل وهذا تاريخ خيانتهم ونتائج عقولهم الآسنة المارقة .. وهذي صفحات من تاريخهم .. فمن ثمارهم تعرفهم ، فشجر الحنظل لا يثمر التفاح .. معاشر الفاسدين المفسدين .. الظالمين المظلمين .. لو أن الله مسخ ملايينكم ذباباً لاستطاع أن يُخرج اليهود من فلسطين بطنينه .. لو أن الله مسخكم نملاً سرى في تل أبيب لاقتلعها ونغص عيش قردتها وخنازيرها .. فلِم النكوص والخيانة ؟!! ملف فلسطين .. آآآآه يا فلسطين .. ملفك مملوء بمسلسل خيانات لا حصر لها ولا عد .. فضائح سافرة وأوطان شاغرة .. معارك خاسرة وهزائم غادرة .. وحوش كاسرة ووجوه باسرة .. صدور زافرة وبطون زاحرة .. نفوس ثائرة وهموم زاخرة .. همم فاترة و صحائف داعرة .. حناجر ناعرة وعقول خائرة .. أرواح حائرة وجروح غائرة .. مصائب غامرة وزواجر فاجرة .. حكومات مهذارة وأوطان مأزورة .. فضائل مهجورة وبلاد مشطورة .. آمال مكسورة وكلاب مسعورة .. رقاب منحورة وجراح مفغورة .. أحلام مقبورة وشعوب مقهورة .. آآآه ما أقسى الجدار . من باع فلسطين سوى أعدائك ياوطني .. سوى قائمة الشحاذين على عتبات الحكام .. وموائد الدول الكبرى .. منذ قرون دفنوا فلسطين ووأدوها .. من مزق هويتنا الإسلامية وشوه عقولنا .. وأدمى مناكبنا .. من غربنا عن أوطاننا ؟؟ القدس عروس عروبتكم !! فلماذا أدخلتم كل زناة الليل إلى حجرتها ؟؟!! يابركاناً من الألم ينفجر .. ياطوفاناً من الذكريات يفيض .. قرارات الكبار صيغت في أوكار ملعونة من أوكار الشيطان الصليبي .. نخّاسون باعوا ( ضمائرهم وأهليهم وعشيرتهم وقومهم وأوطانهم ودينهم وتاريخهم وماضيهم وحاضرهم ومستقبلهم و .. و.. و ) .. باعوا القدس بأجر زهيد .. آآآآآه ثم آآآه من الحلق مرة .. ومن القلب إلى أبد الآبدين .. حكام رجوناهم دروعا **** فكانوها ولكن للأعادي وخلتهمو سهاماً صائبات **** فكانوها ولكن في فؤادي وقالوا قد صَفَتْ منا قلوب **** لقد صدقوا ولكن عن ودادي وقالوا قد سعينا كل سعي **** لقد صدقوا ولكن في فسادي إنه ليس أقبح ممن يخون فلسطين باستمتاع ، و يفخرون بذلك أيضاً !! أيتها الرايات المنكسة المكدسة ، ماذا فعلتِ لفسطين ؟! لن يرحمكم التاريخ .. قد حولتم بلادكم من الصخرة العتيدة التي تحطمت عليها جحافل الغزاة ، إلى حصان طروادة التي ينفذ منها الغزاة إلى بلادنا الإسلامية .. أيتها الأصنام المكدسة لا المقدسة بل المدنسة .. الهزائم هي بناتكن الشرعيات اللائي يغتصبهن كل مغتصب ، لا تصلحون لإنجاب سواها .. حِكمتكم غباوة .. بلاغتكم طراوة .. تحضركم عبودية .. تدينكم مضبوط على برامج النظام العالمي الجديد .. غاياتكم واضحة .. وخياناتكم فاضحة .. وآهاتنا طويلة .. طويلة طويلة .. طول تاريخ الخيانة .. آهاتنا عميقة .. عميقة عميقة .. عميقة عمق تاريخ الخيانة .. خيانات لا تتوقف .. تجلب هزائم لم تتوقف .. والبلايا تتلوها الرزايا .. والرزايا تعقبها المنايا .. وطوفان المَذَلّة المنهمر لم يترك لنا أي فسحة من الوقت .. كلما سحقتنا داهية .. دهمتنا مصيبة أشد !! هل لأن عزائمنا خارت .. وقوانا بارت .. وكرامتنا هانت .. ونُخبنا خانت ؟؟!! ونحن لا نكف عن التقدم إلى الوراء !! إلى هذا الحد نجحوا في حصارنا .. في تقييدنا .. في تقطيع أيدينا .. في طمس بصائرنا وتيئيسنا .. لماذا يرفع شأن الخونة واللصوص .. لماذا يرفع شأن القوّادين الكتبة الكذبة .. الذين ضيعوا القدس وخانوها ؟؟!!
التعليقات مغلقة.