تقرير خاص: وصول أول المرتزقة السوريين إلى أذربيجان في فبراير من العام الجاري الجاري
الأردن العربي – الإثنين 26/10/2020 م …
كتب أرمين تيغراناكرت* …
- صحفي سوري من أصل أرمني …
خلال أقل من شهر، تحول التصاعد الأخير للصراع في ناغورني كاراباخ إلى أحد أعنف الحروب الحديثة.
لم تسفر المبادرات الدولية بتسوية الوضع إلا عن فترات قصيرة لوقف إطلاق النار، ثم استئناف الاشتباكات الشرسة لأن أذربيجان تصر على “الحل النهائي” للمنطقة المتنازع عليها.
مع تطور الصراع تظهر تفاصيل عن الدور التركي في دعم العملية الأذربيجانية أكثر وأكثر. لا تشكل أجراءات تتخذها السلطات التركية في إطار القانون مثل تقديم طائرات بدون طيار بير قدار تي بي 2 لأذربيجان إلا الجزء الصغير من الجهود التركية بينما تمثل الجزء الأكبر انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي. أفضل مثال لذلك التصرف الخطير والاستفزازي هو دور تركيا في نقل المسلحين السوريين إلى أذربيجان بهدف استخدمهم في أعنف المعارك.
في بداية الأمر نفى المسؤولون الأتراك وألأذربيجانيون على حد سواء وجود المرتزقة السوريين في ناغورني كاراباخ وبقيت هذه المزاعم غير مؤكدة حتى نشر عديد من الصور والفيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي بالمسلحين نفسهم. بعد ظهور عديد من الأدلة لقيت قصة المرتزقة السوريين اهتمام وسائل الإعلام العالمية ونشرت بي بي سي وغارديان وغيرها في سبتمبر/أيلول تقارير التي أكدت أن مئات من السوريين سافر إلى أذربيجان للقتال ضد القوات الأرمينية وثبتت هذه التقرير الأخبلر التي ظهرت في وسائل الإعلام السورية في أوغسطس/آب. لكن تعلم أعضاء الشتات الأرميني في حلب بأن المجموعات الأولى من المرتزقة السوريين وصلت إلى أذربيجان في فبراير/ شباط.
تشير المعلومات إلى أن عشرات من المسلحين كان مظهرهم يشبه مظهر عناصر فصائل الجيش الوطني السوري المدعومة بتركيا وصلوا إلى مدينتي نخجوان وسومقاييت في أواخر فبراير/ شباط وأوائل مارس/آذار الجاري وتم نقلهم بالباصات لشركة نقل تركية “آراس”.وفي أبريل/نيسان وصلت المجموعة الثانية من المسلحين إلى نخجوان.
يبدو أن تركيا ما زالت ترسل مجموعات صغيرة من السوريين إلى أذربيجان خلال ستة شهور على الأقل. شارك بعض هولاء المسلحين في التدريبات العسكرية التركية الأذربيجانية في أغسطس/آب شهرين قبل إندلاع العنف في ناغورني كاراباخ.
استضافت أذربيجان ليس فقط عناصر الفصائل التي تتميز بعلاقة وثيقة مع تركيا مثل لواء سلطان مراد ولواء سليمان شاه التي قد قاتلت تحت الأوامر التركية في ليبيا، بل مسلحين إيغور للحزب الإسلامي التركستاني الذي يتعبر منظمة أرهابية مصنفة دولياً ويتخذ مدينة جسر الشغور في محافظة إدلب السورية كمقر له.
قبل مغادرتهم لأذربيجان توجه نحو 30 إرهابي إلى قرية الجانودية في إدلب لدورة التدريب العسكري، ثم سافروا إلى باكو مع عائلاتهم على متن طائرة الخطوط الجوية التركية من أنطاكيا. تبلغ مكافأة للمقاتلين الإيغور 700-500 دولار في شهر فقط بينما يحصل عناصر لواء سلطان مراد وفصائل الجيش الوطني السوري الأخرى المكونة من التركمان السوريين 2000 دولار مقابل القتال في ناغورني كاراباخ.
لم يكن التدخل التركي في الصراع في ناغورني كاراباخ سرّاً منذ بدايته، لكن تشير التفاصيل الجديدة إلى أن نطاق التخطيط والتجهيز للعملية الأذربيجانية التركية المشتركة كانت أوسع بكثير مما كان يُعتقد سابقاً. بالإضافة إلى ذلك، سهلت أنقرة حركة عناصرالمنظمة الإرهابية المصنفة دولياً ما يساهم في إنشاء مرتع للإرهاب الدولي في منطقة جنوب القوقاز.
تطلب مصالح الاستقرار الإقليمي والدولي بأن تركيا تحمل مسؤولية عن سلوكها الجانح.
التعليقات مغلقة.