السيد الرئيس بوتين.. لاتتوقع ان يستجيب الغرب لاية مبادرة روسية / كاظم نوري
كاظم نوري ( العراق ) – الإثنين 26/10/2020 م …
لانعتقد ان هناك شيئا غائبا عن تفكير الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بان روسيا مهما طرحت من مبادرات سلمية وقدمت تنازلات من منطلق انساني و اخلاقي خدمة لشعوب اوربا وشعوب العالم فان الغرب الاستعماري لن يوافق على كل ذلك لان الافكار السائدة في ادمغة قادة الغرب والولايات المتحدة لن تتغير وتقولبت بل تحجرت عند شيئ واحد هو كيفية التخلص من قوة روسيا المتعاظمة التي تجاوزت حتى قوة الاتحاد السوفيتي عسكريا واقتصاديا .
المهم للغرب هو مناكفة روسيا ومعاداتها واثارة المسرحيات ضدها وفرض العقوبات والحصار الاقتصادي والعسكري ظنا منه اضعافها يوما ما او النيل من ارادة قيادتها وشعبها لانه لازال يعيش في زمن الفكر الايديولوجي الضحل .
وان كل ما تتقدم به موسكو من مبادرات سلمية خاصة في مجال الاسلحة والصواريخ النووية في اوربا فهذا لن يرضي واشنطن بالرغم من ان بعض الدول الاوربية تشعر بالارتياح للمبادرات الروسية لكنها لاتستطيع ان تجاهر علنا لانها لاتملك الارادة الوطنية لاتخاذ القرار الخاص بها كونها حليفة للولايات المتحدة وتخضع للضغوط الامريكية .
بالامس عبر الرئيس فلاديمير بوتين عن استعداد روسيا للتخلي عن نشرصواريخ اطلق عليها مسمى”9 ام . 729 ” في الجزء الاوربي من البلاد بشرط قيام حلف ” ناتو” بخطوات مقابلة وذلك في بادرة حسن نية من روسيا.
واعتبر ذلك خطوة اضافية لخفض التوتر في اوربا في ظل قرب انتهاء سريان معاهدة الصواريخ المتوسطة وقصيرة المدى.
وجدد بيان صادر في موسكو التزام روسيا باعلانها السابق عن تجميدها نشر الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى على البر طالما لم تظهر الولايات المتحدة اسلحة معينة امريكية الصنع من فئات مماثلة في مناطق محددة بالقارة الاوربية.
الولايات المتحدة ودول حلف ” ناتو” ومنذ اليوم الاول لانهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991 ورغم غياب حلف ” معاهدة وارسو” اتجهت النوايا السيئة نحو روسيا فتوجهت واشنطن نحو الدول التي انسلخت عن الاتحاد السوفيتي لضمها الى حلف ” ناتو” خاصة الدول المجاورة الى روسيا مثل دول البلطيق الثلاث وبولنده ورومانيا وبلاد الجيك وغيرها اعقبت ذلك اقامة الدرع الصاروخية الامريكية على اراضي عدد من الدول المجاورة لروسيا بحجة كاذبة تتمثل بالتصدي للصواريخ الايرانية لكن روسيا في حينها كانت منشغلة و منهمكة في ترميم الاوضاع الداخلية والمجاورة التي استجدت بعد انهيار الاتحاد السوفيتي .
واستغلت دول حلف ” ناتو” ذلك ايضا بشن حرب ضد يوغسلافيا السابقة وتمزيقها الى دويلات بذرائع كاذبة ثم هرولت دول حلف ” ناتو” نحو الدويلات التي انفصلت عن يوغسلافيا خاصة القريبة من الحدود الروسية حتى تلك التي لاوزنا عسكريا لها لضمها الى عضوية الحلف لاستخدام اراضيها من قبل القوات الامريكية و الدول الحليفة لها.
ان كل هذه التحركات لم تكن غائبة عن ذهنية القيادة الروسية خاصة بعد تسلم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رئاسة الدولة فكان يعمل بصمت بعيدا عن الانظار لتحديث ترسانات عسكرية متقادمة بعضها لايصلح للاستخدام العسكري ورثتها روسيا بعد انهيار عام 1991 مقارنة بتكنولوجيا الغرب فضلا عن السعي لتطوير المعدات والاجهزة اللازمة لاحداث قفزات في مجال الزراعة والاقتصاد وشن حرب على الفساد الاداري والمالي الذي كان مستشريا في ظل السلطة السوفيتية ووضعه في اولوياته وهوالذي مكنه من ايصال روسيا الى ما هي عليه اليوم حيث تحتل موقعا متقدما في المجالات العسكرية ودخلت منافسا للدول الغربية وفي المقدمة الولايات المتحدة واخذ بعض حلفاء واشنطن يتوجه نحو موسكو للحصول على السلاح الروسي الى جانب دخول موسكو كمنافس اقتصادي للولايات المتحدة وحليفاتها الغربيات في منطقة الشرق الاوسط .
وبعد كل هذا ما الذي نتوقعه ؟؟ هل تستجيب الولايات المتحدة لمبادرات روسيا التي انطلقت عن لسان الرئيس بوتين بتخفيض الصواريخ المتبادل في اوربا وان كل التحركات الغربية المريبة على حدود روسيا تؤكد استهدافها ؟؟
وحتى نقل وحدات عسكرية امريكية كانت ترابط لعشرات السنين في قواعد على الاراضي الالمانية تم زجها في دول مجاورة لروسيا ” ” بولندة” وغيرها فضلا عن محاولات تكرار عمليات التجسس قرب المياه والاجواء الروسية يدخل في اطار التمهيد لحرب غير مرئية ضد روسيا كما الصين.
التعليقات مغلقة.