عقاب سوريا … إلى متى؟ / أسعد العزّوني

لا للعقوبات على سورية | الثورة | اخبار سورية | أخبار كل يوم

أسعد العزّوني ( الأردن ) – الجمعة 30/10/2020 م …




ما من شك أن ما يجري في سوريا بعيد عن منطلق “الثورات “الشعبية الهادفة للتغيير الإيجابي،بل هو حرب كونية شنّها أعداء البشرية جمعاء على سوريا ،ذلك البلد العربي الوحيد الذي نجا من شباك وحبائل البنك وصندوق النقد الدوليين،ودخل مرحلة الإكتفاء الذاتي وإستغل إمكانياته وأراضيه خير إستغلال،وباتت سوريا دولة منتجة ومصدرة ويشار إليها بالبنان عند الحديث عن الإنتاج والنهضة الإقتصادية بشقيها الصناعي والزراعي.

عام 2010 كنا متواجدين في سوريا ضمن وفود اعلامية عربية ودولية ،بمناسبة حضور مهرجان طريق الحرير السنوي ،وحضرنا مؤتمرا صحفيا لرئيس مجلس الوزراء آنذاك محمد ناجي العطري في مقر وزارة الإعلام بدمشق،وتلى على مسامعنا الف بيان في بيان حول النهضة في سوريا مدعمة بالإحصائيات والأرقام المفرحة لنا بطبيعة الحال،لكنها لا تسر الأعداء الذين سجنونا في “قفص”وثيقة كامبل السرية،الصادرة عن مؤتمر كامبل الإستدماري عام 1907 في لندن ،الذي ضم ممثلي الدول الإستدمارية آنذاك،لتحديد مصير منطقتنا بعد إكتشاف النفط في جزيرة العرب، المنكوبة بصهاينتها المتحالفين مع مستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيونية التلمودية الإرهابية.

وفي العام 2011كنت مشاركا كإعلامي في حفل أوروبي أقيم في منطقة الشمال الأردني بمحاذاة الحدود المصطنعة مع الشقيقة سوريا ،بمناسبة إختتام مشروع تطهير الأراضي الأردنية من الألغام وإزالة وتفجير آخر لغم فيها،وأثناء الإستماع لشرح من أحد المسؤولين الأوروبيين، حاول من خلاله تضليلنا حول أهداف المشروع ،وانهم يرغبون بإعادة الأراضي المطهرة إلى المزارعين الأردنيين لإعادة زراعية،قطعت عليه أهدافه،وقلت له أنني لا أرى أن المشروع يهدف لذلك!!!!

عندها إشرأب الرجل وقال بإستغراب:برأيك ما هو الهدف إذا؟وبسليقة الصحفي المعرفي أجبته انني أرى أن المشروع يهدف إلى تجهيز المنطقة الحدودية مع سوريا لإنطلاق القوات الغازية الغربية لإحتلال سوريا …ولم أكد أكمل حتى شعرت برأسه يخرج من سقف الخيمة ويرتطم مندهشا بعنان السماء السابعة ،وسألني بلهفة المصدوم:هل لديك معلومات؟فأجبته أن ما أخبرونا به في الجولة الميدانية هو دليلي على ما أقول،فبهت الذي كفر وأنهى المؤتمر الصحفي غاضبا.

لم تمض أشهر على ذلك الحدث الأوروبي حتى “إندلعت “الأحداث”في سوريا من قبل تلاميذ مدارس صغارا إحتجاجا على تصرفات المحافظ،وما جرى مكتوب في الأثر أن بداية إشتعال الحريق في سوريا ستكون من درعا على يد أولاد صغار،ولكن المسؤولين السوريين لم يتصرفوا بطريقة ملائمة ،فحدث ما حدث،وأصبحت الساحة السورية مهيأة لكل ناهب وسارق وجاسوس ومأفون ،وبدأ تنفيذ المؤامرة الفعلية  لتحطيم سوريا واجبارها على العودة إلى “زريبة “البنك وصندوق النقد الدوليين”،ومع الأسف أن الحيلة انطلت على مواطنين سوريين مدنيين وعسكريين،تلقوا الدعم البترودولاري وإنشقوا،واهمين أنهم يقومون بثورة .

لا ننكر ان البعض منا قد إنطلت عليه الحيلة لتراكمات معينة ،ولكننا وأنا منهم أدركنا لاحقا أن ما يجري في سوريا ليس ثورة بل عملية دعارة سياسية ،جرى فيها إستغلال الدين ،وكانت مستدمرة إسرائيل الخزرية حاضرة بكل أذرعها الداخلية والخارجية في المشهد الجرمي بسوريا ،وما تزال حتى يومنا هذا بحجة منع إيران من تثبيت أقدامها في سوريا.

إنتهت مسرحية ما يطلق عليه زورا وبهتانا”الربيع العربي”الذي طبلنا ورقصنا له كثيرا ،وتم إختطافه لينجز ما لم يكن لصالحنا ،ومع ذلك بقيت النار تشتعل في سوريا،ولا يمضي يوم إلا ونرى سوريا عرضة لتهديد أشد خطورة من الذي سبقه ،وآخر التهديدات  “قانون قيصر”الذي فرضه المقاول ترمب الساعي للسيطرة على النفط والغاز في سوريا ،ويتمسك بدعم الإرهابيين من “قوات قسد”الكردية العميلة،ونهمس في أذن بوتين ونقول له ناصحين  أن الوقت آن لوضع حد للنهاية،لأن الأمر بات يتعلق أيضا بكرامة موسكو.

مجمل القول أن ما يجري في سوريا ليست ثورة،فالثورة عمار وليست تخريب وحرق وتدمير،والثورة لا تعني الإرتماء في أحضان الصهاينة ،ومواصلة زيارة تل أبيب والإدلاء بتصريحات غريبة على الشعب السوري حول ضرورة التطبيع مع مستدمرة إسرائيل،وحتى يومنا هذا يرفض النظام ذلك،لكن الثورة المزورة التي تشبه البقرة التي لم تترك ثورا بريا إلى وإعتلى ظهرها وحملت منه سفاحا،وهذا هو سبب بقاء النار مشتعلة في سوريا ،لعجز القوى الإستدمارية عن غزو سوريا من الأردن بسبب رفض جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين ذلك،الأمر الذي اوقعه في غائلة الغضب الأمريكي والسعودي،وفرض حصار مالي عليه.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.