بيروت وباريس.. “داعش” وقصة من يمول! / جهاد المنسي
جهاد المنسي ( الأردن ) الإثنين 16/11/2015 م …
من جديد يعود ‘داعش’.. كلما شعر هو وأنصاره بالضيق وقلة الحيلة، جراء الهجمات الروسية والعراقية والسورية على معاقله، وتراجعه عن قرى وبلدات ومدن احتلها، وعاث بها فسادا، وسبى نساءها وقتل رجالها وأطفالها، وباع آثارها، ونفطها، يعود للواجهة من خلال تنفيذ هجمات في عواصم إقليمية أو عالمية، هدفها فقط رؤية الدم، ومحاولة إيجاد ‘طاقة فرج’ لأنصار التنظيم في سورية والعراق.
قبل أيام ظهر ‘داعش’ التكفيري السلفي في بيروت، فجر سوقا شعبيا يعج بالنساء والأطفال والرجال والشيوخ، فلا فرق عنده بين من يتواجد في السوق ومذهبه ودينه، المهم أن يتم القتل ورؤية الدم، وبعدها بأيام انتقل إرهاب التنظيم الأسود لباريس، فتم القتل ‘لا على التعيين’، طلقات اخترقت أجساد أناس آمنين، بعضهم ذاهب لعمله، وبعضهم الآخر عائد منه، فيما آخرون يستريحون من عناء يوم عمل بفنجان قهوة أو عرض مسرحي.
من جديد هدف التنظيم التكفيري السلفي الملقب بـ’داعش’ القتل، لا فرق عنده من المقتول ودينه ومذهبه، أكان مسلما سنيا أو شيعيا، مسيحيا كاثوليكيا أو أرثوذكسيا، يهوديا أو ماويا، أو هندوسيا أو أيزيديا، أو بلا دين، المهم هو القتل.
بات ‘داعش’ بمثابة قاتل مأجور، يقتل كلما طلب منه أن يَقتل، بلا تفكير أو تردد، ليس مطلوبا المناقشة أو التفكير، المطلوب التنفيذ وسرعته، وقتل أكبر عدد ممكن من الناس وإسالة الدماء، وخلق حالة فوضى في أكثر من مكان، لتخفيف الضغط على أنصاره في مكان ارتزاق سادته في سورية والعراق.
فلنتوقف ونسأل، ترى من مول ‘داعش’ ودربه؟ ومن منحه رخصة القتل؟ ومن أفتى له لتسهيل أموره؟ ومن يؤمن له الرجال والعتاد، ويفتي بجواز السبي والحرق؟!
ترى من أي كتب ينهل ‘داعش’، ومن طبع تلك الكتب ووزعها بالمجان؟ ترى من هم شيوخه؟ وهل ما يزالون بيننا الآن بكتبهم وتفكيرهم الأسود؟!
ترى، من فتح لـ’داعش’ الحدود، وسهل له الوجود، وهو يدفع بمناطق عازلة وغيرها، لتأمين عبور آمن لهم ولأمثالهم من القتلة؟ ترى من يشتري من ‘داعش’ النفط بأثمان لا تذكر، ومن يؤمن له تسييل أمواله، وانسياب نفطه، والحصول على عائداته؟
ترى من يشترى آثار تدمر المنهوبة من قبل ‘داعش’؟ وكيف اشتراها؟! ومن يوصل له السلاح والعتاد، ويلقيها له جوا عندما يحاصر في الجحور؟!
كفانا تزييفا للواقع، دعونا نسمي الأمور بمسمياتها، فلكل قاتل مأجور على غرار ‘داعش’ سيد يدعمه، ويوجهه ويأمره، ويقول له متى يقتل وأين يقتل، ويسهل له المرور والتنفيذ، والمهمة!
اذهبوا وابحثوا عمن مول ودعم واشترى النفط، وفتح الحدود، فهناك مربط الفرس، وهناك يمكن مقاومة الإرهاب.
سادتي، لو جفت منابع التمويل، وتوقف شراء النفط، وأغلقت الحدود المفتوحة، فإن ‘داعش’ سيغدو عبارة عن فقاعة صابون، يذهب بلمح البصر، فهل أنتم فاعلون؟! لاسيما أنكم تعرفون من مول، وما يزال يمول، ومن دعم ويدعم، ومن يفتح الحدود.
سادتي… قبل 4 سنوات، قال لكم وللعالم، الرئيس السوري بشار الأسد إن سورية تتعرض لحملة إرهاب ممنهج، فتحتها على الشام قوى الظلام والتكفير، وإن الجيش السوري يقاوم تلك الحملة الممنهجة نيابة عن العالم، ودفع كثيرا في سبيل ذلك. كما قال إن تلك الحملة لها من يدعمها ويمولها، ويصرف عليها مليارات الدولارات.
وقتها أشحتم وجوهكم عن ذلك الكلام، واعتبرتموه أضغاث أحلام، وتبريرا للقتل، وبحثا عن مبررات غير واقعية، ما رأيكم اليوم يا سادتي؟ ولما لا تنتصرون لدماء شعوبكم التي أريقت، وتضعوا نقاطكم على الحروف، وتقولوا لمن يمول ويدعم ويفتح الحدود: كفاك؟!
التعليقات مغلقة.