الرسالة الأخيرة ( شعر ) / رانية مرجية

رانية مرجية ( فلسطين ) – الثلاثاء 3/11/2020 م …




سوف أرحل مع بزوغ الفجر فضميني لصدرك وإياك أن تبكيني
وإن رويت الأرض بدمي فأعلمي أني أفدي بلادي وأفديكِ
أنا يا أمي إن رحلت سأعيش بشجر الزيتون وبآذان المساجد وأجراس الكنائس
ولوز اللطرون وبرتقال يافا
أنا يا أمي ماضية على درب من سبقوني
هناك حياة بعد الموت وبعد الموت هناك رجاء…
أرى شعبي يهان ويصلب باستمرار
والأطفال والشيوخ جياعٌ جياع… فهل ترضي أن أعيش ذليلة على أرضي؟
إن المقاومة درب اخترته بكامل إرادتي وإيماني وبتأييد من إلهي.. ذاك الرب الذي دعاني للانتقام لشعبي المسلوب من أبسط حقوقه الإنسانية
فآه على شعبي آه..
سلي الله يا أمي فهو مع الجهاد والمقاومة
وهو لا يرضى أن نتهاون ونتكاسل ونراوغ ونشارك المأجورين بالمساومة والهرولة والأسرلة والتصهين
انا بالدم سأفديك وبدمي سأدفيك وبه أيضا سأرويك يا شمس نهاري يا أمي يا وطناً لا ينحني ولا يرضى بالذل
سجل يا قلمي سجل أني عربية حرة
مسلمة ومسيحية ودرزية وشيعية وسنية ومارونية وكاثوليكية وأرمنية وأرثوذكسية
سجل أنا كل هذا وأضف أنني قومية وشيوعية ويسارية وأيضاً فلسطينية وجولانية وسورية وعراقية وإيرانية..
ومصرية ولبنانية
أنا عربية
يسكنني عبد الناصر وجيفارا وكمال جنبلاط وتوفيق زياد وجورج حبش وأنتمي لعيسى وأحمد وشعيب
فاسمي بالدم مكتوب ومسجل على أرضي
سأبقى أقاوم ولن أنكس رأسي أو أساوم
لأني أعرف أن معي انجلران* واني أحمل صليباً في قلبي وهلالاً
وان عيسى وأحمد وشعيب الآن معاً متحدون بسابع سماء
هم من علمونا أن الاستشهاد من أعظم التضحيات وان المحبة تتوجها المقاومة فالاستشهاد
فلا للتراجع والمساومة والانحناء.
* انجلران- أي اتحاد القران والإنجيل

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.