أمريكا في عهد ترمب ….بدون رئيس! / أسعد العزّوني
أسعد العزّوني ( الأردن ) – الأربعاء 4/11/2020 م …
رغم إختلافنا مع كافة الرؤساء الأمريكيين السابقين ، المنحازين لمستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيونية الإرهابية التلمودية، ماعدا فرانكلين بطبيعة الحال،إلا أن أمريكا في عهد المقاول ترمب الذي أوصله التزوير الخارجي إلى سدة البيت الأبيض ،بخلفية تخلو من الخبرة السياسية أو العسكرية،كانت بدون رئيس ،حسب مفهومنا للرئيس ودوره وخبرته وطريقة معالجته للقضايا والمشاكل المحلية والعالمية على حد سواء،وقد سجل الرئيس المقاول ترمب طيلة السنوات الأربع الماضية فشلا ذريعا،وأثبت بالدليل القاطع أنه يعمل لصالح مستدمرة الخزر بفلسطين ،وليس لصالح الشعب الأمريكي .
منذ أن أصبح هذا المقاول الغشيم في أمور السياسة والحكم ،وهو ينقل أمركيا من أزمة داخلية حادة إلى أخرى خارجية أكثر منها ،ويعمق عزلة بلاده في العالم ،وكأن خزر فلسطين يوجهونه بالريموت كونترول الذي فرضوه عليه مستشارا وصهرا، وهوالمجند السابق في جيش الإحتلال الإسرائيلي جاريد كوشنير،الذي منحه طوق النجاة بعد أن إكتشف الأمريكان أنه لا يصلح للرئاسة ،وأن المخابرات الروسية هي التي أوصلته للحكم ،لتفكيك أمريكا،ثأرا وإنتقاما من تفكيك أمريكا للإتحاد السوفييتي السابق، عام 1991 على يد الجاسوسين غورباتشوف ويلتسين.
أربك ترمب الساحة الداخلية ولم يتخذ قرارا يرقى لمكانة الولايات المتحدة القوة الأعظم في العالم،وبات دمية بيد اللوبي الصهيوني ،وأضفى على البيت الأبيض فوضى غريبة لم نعتد عليها إبان العهود السابقة ،إذ كان يعيّن المستشار أو الوزير صباحا بعد تزكيته وكيل المديح له ،ومن ثم يقوم بإنهاء خدماته مساء ويخرجه من البيت الأبيض ،بعد أن يكيل له التهم بأنه لا يصلح للعمل ،وتبين أنه كان يفعل ذلك مع كل من رفض موالاته شخصيا بعيدا عن الحزب الجمهوري،وقد ألّف عدد من الذين عملوا معه، وكانوا مقربين منه بعد طردهم من البيت الأبيض ،كتبا فضحته وعرّته بأنه لا يصلح للحكم ولا يفقه بالسياسة.
بعد إنكشاف أمره في البيت الأبيض حاولت المؤسسات الأمريكية والشخصيات الأمريكية الوازنة تطهير البيت الأبيض منه ،لكن صهره/مستشاره كوشنير أشار عليه أن طوق النجاة بيده ،ويتمثل بنيل الرضا الإسرائيلي،ومن ثم فوّضه بالتواصل والتنسيق معهم ،لوضع برناج غير مسبوق ويتعهد بتنفيذه ،ووجدها الصهاينة فرصة لنبش ملفات قديمة لم يجرؤ أي رئيس أمريكي على الإقتراب منها ،مثل تسليم القدس لمستدمرة إسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها ،وقطع التمويل عن المنظمات الدولية المعنية بالقضية الفلسطينية مثل اليونسكو ووكالة الغوث،وسلّم انقياده للصهاينة يحلبونه بطريقة جائرة، مثلما يقوم بحلب المراهقة السياسية في الخليج،وآخر إنجازاته مقابل بقائه في البيت الأبيض ،هو جرّ العديد من الدول العربية للتطبيع مع مستدمرة إسرائيل الخزرية.
قام المقاول ترمب بتشويه صورة أمريكا المشوّهة أصلا في العالم ،من خلال إهانته لشعوب إفريقيا السمراء،وعمّق من حالة العداء مع الصين،وأهمل شعبه عند حلول جائحة كورونا ،وكان همّه الداخلي شطب انجازات سلفه اوباما وخاصة في المجال الصحي، ويسجل عليه أن لم يحسن لعبة إتصالاته وقممه مع الرئيس الكوري الشمالي جيم يونغ أون،الذي أدمن على توجيه الإهانات له تباعا ،وهدد بقصف أمريكا بالصواريخ ،ولكن ترمب المقيد بتعليمات مشغليه الروس،كان مضطرا للجلوس مع أون.
منذ بدء الحديث عن الإنتخابات الرئاسية الحالية ونحن نرى ترمب ،يتصرف مثل الفأر في المصيدة ،ويتنطط ويهدد ويتوعد منافسه الديمقراطي بايدن،ويطمئن أنصاره بأنه سيفوز،وطلب منهم إحتياطا تنظيم أنفسهم وحمل السلاح لحرق البلد في حال لم يفز،ناسيا أومتناسيا ان صندوق الإقتراع هو الحكم ،ويبدو أنه علم بالمثل العربي القائل :”المقروص يخاف من جرّة الحبل”،وكان شعاره بعد أن هدد بعدم مغادرة البيت الأبيض في حال الخسارة:إما أنا أو الفوضى!!!!
التعليقات مغلقة.