العرب والإنتخابات الأمريكية:نودع السيء ونستقبل الأسوأ / أسعد العزّوني

 

أسعد العزّوني ( الأردن ) – الجمعة 6/11/2020 م …

قدرنا نحن العرب أن نودع الرئيس الديمقراطي السيء ،ونستقبل الرئيس الجمهوري الأسوا والعكس صحيح،لأننا لا نتقن فن بناء التحالفات أو نسج المصالح ،كما يفعل الصهاينة الذين يجيدون فن إستغلال الآخر حتى آخر رمق،ومن ثم يرمونه كما نفعل عندما نعصر الليمونة،وهذا ما فعله “كيس النجاسة” حسب التعبير الحريديمي النتن ياهو ،مع المقاول ترمب الذي خسر الإنتخابات الأخيرة ،وكان جل همه التعبير عن ألمه لأن النتن ياهو غدر به ولم يؤيده علانية ،رغم ما قدمه له ولمستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيونية التلمودية الإرهابية.




أثبت النتن ياهو ديدن بني جلدته من الخزر الذين إتبعوا ملكهم الخاقان وتهودوا لأنهم رفضوا دفع الجزية للمسلمين،ورغم أن المقاول ترمب إستثمر خاسرا في مستدمرة إسرائيل ،وقام بكسر القواعد المتبعة في البيت الأبيض بخصوص القدس تحديدا ومنحها للصهاينة ونقل سفارة بلاده إليها ،وأجبر المراهقة السياسية في الخليج على التطبيع مع الصهاينة وكشف العلاقة السرية ،وأجبر عسكر السودان على التطبيع،وكان يخطط لجرّ كافة دول الخليج والعراق والمغرب،نظير حماية الصهاية له ،بعد إنفضاح أمره في البيت الأبيض وإنكشاف عجزه ،لكنهم كعادتهم خذلوه أيما خذلان  وتركوه يتلوى ويتوجع من غدرهم.

هذا ما يفعله الصهاينة بمن يقدم الخدمات لهم ،أما نحن فإننا نفعل العكس تماما ونجسد حقبة ملوك الطوائف الذين كانوا يدفعون للفرنجة ويتوسلون إليهم لتخليصهم من بعضهم البعض،ولولا هذا التصرف لما وصلنا إلى ما نحن عليه ،فحالتنا هذه الأيام تصعب على الكافر،إذ ندفع الأتاوات والخاوات للفرنجة الحاليين ،ونتوسل إليهم للقضاء على من يحاول الحفاظ على كرامة هذه الأمة المهدورة ،ولنا في مصر والعراق والجزائر وفلسطين أكبر الأمثلة .

الجمهوريون والديمقراطيون بالنسبة لنا كعرب أسوأ من بعضهما البعض ،ولكن المشكلة تكمن فينا وفي طريقة تعاملنا مع بعضنا ومع الآخر،وهذا ما جعلنا محل طمع الجميع ،الذين رأوا فينا مبعث أمل لتنفيذ أجنداتهم  والحفاظ على مصالحهم من إكتشاف النفط في الخليج عام 1905 وصدور وثيقة كامبل السرية عن مؤتمر كامبل الإستدماري في لندن عام 1907.

لو أنهم وجدوا فينا من يردعهم لما تصرفوا هكذا ،ولو وجد الإستدماريون جميعا صدّا  من قبلنا لما توغلوا فينا حتى النخاع ،وباتوا يسيطرون على مفاصل حياتنا بفضل غرسهم بقايا التيه اليهودي في صحراء العرب حرّاسا على النفط،وكانوا أول من فرط بالمقدسات ،وحرض الإستدمار على القضاء على كل من يرفع رأسه من هذه الأمة…ألم أقل أننا ما نزال نجسد حقبة ملوك الطوائف؟

ها نحن اليوم نودع المقاول ترمب السيء الذي شاركنا خاوة في مقدراتنا ،ونستقبل الصهيوني بايدن ،ليمارس علينا دهقنته السياسية ،ولن نتقن معه سوى طريقة هزّ الرؤوس تعبيرا عن الموافقة،بعد أن نقدم له الأتاوات والخاوات مما أنعم الله علينا من نعم ،علما بأن الشعوب العربية تعاني من الفقر الأسود.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.