اذا لم يسقط المطر فابحثوا عن الفلسطيني / جمال ايوب
جمال أيوب ( الأردن ) الأربعاء 18/11/2015 م …
فوجئ الشاب الفلسطيني سامي أبو الروس 20 عاماً ، من سكان مدينة النصيرات جنوب قطاع غزة ، عندما إستيقظ على أصوت عائلته وأصدقائه في بيته يخبروه بأن وكالات أنباء مصرية وعشرات الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي تنشر صورته ضمن صور منفذي الهجمات الإرهابية التي حدثت في العاصمة الفرنسية باريس. والذي لا يحمل جواز سفر حتى ولم يخرج من حدود قطاع غزة من قبل .
الفلسطيني في أغلب الدول العربية هو الملعون ، غير المأمون ممسحة زفر في كل الوطن العربي لانه ضعيف ، ولا احد يدافع عنه ، ولا شوكة له ، و حيطة واطي اذا وقعت احداث دموية في سوريا ، خرج السوريون ليقولوا ان الفلسطينيون هم السبب ،اذا تفجرت الاحداث في مصر ، تم الاستقواء على فلسطينيي غزة ، فيتم سجن اي فلسطيني ، واتهام الفلسطينيين في مصر ان علاقاتهم بالتيار الاسلامي المصري ، لان الفلسطيني محروم ولديه عقدة ، ويريد حرق الدول التي تعيش في جنة نعيم !. اذا دخل العراق الى الكويت ، واعتدى على امنها واستقرارها ، وهتك حرمتها ، واحتلها ، يدفع الفلسطينيون الثمن في الكويت ، فيرحل من يرحل ، وُيعذب من ُيعذب ، لان هناك عشرة اشخاص او مائة من الفلسطينيين ، تم جلبهم مع طلائع صدام حسين الى الكويت. اذا سقط النظام في العراق ، يتهم الفلسطيني بكونهه من جماعة صدام فيتم قتلهم وطردهم من بيوتهم ، ويتم اتهامهم بأنهم يمولون الارهاب ، فيفرون الى جنوب امريكا ، ويعود العراق كما كان جنة فردوس او اعلى !. اذا تم اغتيال رفيق الحريري ، يتم البحث عن قاتل فلسطيني من اي مخيم لتلبيسه القصة ، فهم الاكثر جاهزية كشعب لحمل اوزار الانظمة والشعوب والاجهزة الأمنية وإذا خرجت مجموعة مارقة في مخيم فلسطيني ، يتم هدم المخيم على من فيه ، تحت عنوان ان الفلسطيني يريد تخريب لبنان .ولبنان غارق طوال عمره في الصراعات والفتن والحروب الدينية والمذهبية ،الفلسطيني في دول عربية اخرى ، في الخليج ، اذا تبرع بقرش لفلسطين ، يصبح ُمتهماً بأنه ارهابي ، فيصير مطلوباً ترحيله وترحيل اقاربه وابناء عمومته. اذا انفجر الشعب الليبي ، يحذر الشعب الليبي من خطر الفلسطينيين في ليبيا ، وانهم يريدون تخريب الدنيا وجر ليبيا الى الخراب ، اي نظام عربي يريد ارتكاب مجزرة او جريمة او اغتيال ، يبحث عن فلسطيني لاتهامه ، وتلبيسه كل الطابق ، وعلى الصهيونية ان تنام مرتاحة آمنة لان العرب يتولون المهمة نيابة عنها ، في الدوس على شعب ُمشرد ، وبث الذعر والخوف في وجدانه. الصورة التالية التي رسمتها الانظمة العربية للفلسطيني تقول. الفلسطيني مجرم وحاقد وحاسد ومخرب وأبو الفتن ، ومستعد للتورط في التخريب وهتك الامن والاستقرار ، ولا مأمن منه ولا أمان. الفلسطيني حاقد على كل عربي ، وعلى كل من له وطن ، ويريد حرق العالم لانه مسلوب الوطن ، ويريد حرق وتخريب جنات عدن الممتدة من المشرق الى ألمغرب والتي تنعم شعوبها بعز منقطع النظير ، يثير غيظ الفلسطيني.
نقول الشعب الفلسطيني دمه ليس ازرق ، وهو ليس فوق الشعوب العربية ، وهو واحد من العرب ، يخطئ ويصيب ، غير ان تحميله كل هذه الاحمال ، في كل قصة باتت موضة سياسية وأمنية ، حتى لم يبق إلا البحث عن فلسطيني باتهامه بكوابيس الزعماء قدَّسهم الله. الفلسطيني اذا جاهر بفلسطينيته ، جلب الى نفسه الاتهامات والشكوك ، وان لا شيء ُيثمر فيه ، وإذا اخفى فلسطينيته ، قيل انه باع فلسطين ، وحق العودة ، مقابل حاله الجديد ، وهكذا يتم خبزه كرغيف الشراك ، على الوجهين ، فوق صاج ملتهب. اذا لم يسقط المطر في جزر القمر فابحثوا عن الفلسطيني ، الذي قطع المطر ايضاً ! ؟. نقول أيها الفلسطينيون في كل مكانٍ ، في أرض الوطن أو في مخيمات اللجوء ، في الدول العربية أو في بلاد الشتات ، أينما كنتم ، وفي أي زمانٍ عشتم ، وإلى أي الأحزاب انتميتم ، وأي فكرٍ حملتم ، نناديكم بجنسيكم وفئاتكم العمرية ، وثقافتكم وشهادتكم ، وهويتكم وميولكم ، ومجتمعاتكم ومخيماتكم ، عليكم بفلسطين دون غيرها ، فلا تولوا وجوهكم إلى سواها ، ولا تسلكوا طريقاً لا يؤدي إليها ، أو لا يقود إلى قدسها ، أو لا يحرر أرضها ، فلا طريق تؤدي إلى فلسطين إلا عبر فلسطين ، ولا بوابة إلى القدس إلا عبر فلسطين ، ولا درب يقودنا إلى ديارنا إلا عبر أرضنا الوطنية الفلسطينية ، ولا يخدعنكم أحد بأن الطريق إليها يمر عبر غيرها ، أو يصل إليها على أنقاض سواها ، فلا تبذلوا دماءكم في غيرها ، ولا تقاتلوا إلا من أجلها ، ولا تقتلوا إلا في سبيلها ، ولا تحملوا السلاح إلا في وجه من احتلها ، ولا تطلقوا الرصاص إلا على صدر من اغتصبها ، ولا تفجروا الأرض إلا تحت أقدام الصهاينة ، ولا تنفجروا إلا بينهم ، ولا تستشهدوا إلا على أيديهم ، كونوا استشهاديين بينهم ، وخوضوا أعظم عملياتكم العسكرية ضدهم ، أفقدوهم أمنهم ، احرموهم طمأنينتهم ، لا تجعلوهم يشعرون بالأمان في بلادنا ، ولا يهنأون بالعيش على أرضنا ، ولا يستمتعون بخيرات بلادنا ، ولا يتعرضون لشمس وطننا ، ولا يشربون من ماء فلسطيننا ، ولا تسمحوا لأحدٍ أن يغير بوصلتكم ، أو أن يحرف مقاومتكم ، أو أن يشوه جهادكم ، أو أن يلوث بندقيتكم ، احفظوها طاهرة ، وأبقوا عليها نقية ، ولا تسمحوا لأحدٍ أن يتخذها منكم مطية ، أو أن يستخدمكم لأغراضه وسيلة ، ولغاياته آلة ، لا تتسبوا في موتِ عربي ، ولا في قتل مسلم ، ولا تكونوا سبباً في يتمِ طفلٍ ، أو ترمل امرأة ، لا تساهموا في هدم البيوت ، ولا في حرق النفوس ، ولا في حقد القلوب ، لا تشتتوا من اجتمع لأجلنا ، وقاتل بسببنا ، وضحى في سبيلنا ، وأعطى وساند أهلنا ، لا تجبروا أحداً على القسوة عليكم ، أو الإساءة إليكم ، أو الندم على ماضيه معكم ، لا تدفعوا أماً أو أباً للدعاء عليكم ، ولا لصغيرٍ بالحقد عليكم ، ولا لشعب يكرهكم أو التبرم منكم ، لا تعطوا الحكومات مبرراً للتضييق عليكم ، والإساءة إليكم ، وتبرير قسوتها على أهلكم ، ولا تسهلوا عمل الإعلاميين وحملة الأقلام المأجورة النجسة ، ولا تعطوهم الخنجر الذي يطعنوننا به ، ولا تسلموهم السم الذي يدسونه لنا ، فهم لا يتأخرون عن الإساءة إلينا ، والتحريض علينا ، وتأليب المجتمعات ضدنا ، فلا نكون لهم وهم الشياطين المردة عوناً وسنداً ، نساعدهم في مهماتهم القذرة ، ونيسر لهم تنفيذ مخططاتهم المشبوهة ، أيها الفلسطينيون … لا تكونوا نزلاء سجونهم العربية ، ولا معتقلين على خلفية مشاكل محلية ، ولا متورطين في قضايا داخلية ، ولا أعضاء في مجموعاتٍ ارهابية ، ولا عصاباتٍ تخريبية ، وكونوا مع فلسطين تكن الدنيا كلها معكم ، ومن قبل يكون الله معكم ، يرعاكم ويوفقكم ويبارك في جهودكم ، ويجمع الأمة معكم وبكم وحولكم ، كونوا مع فلسطين تكن الأمة كلها في صفكم ، تقاتل إلى جانبكم ، وتناضل معكم ، وتمد إليكم يد العون والمساعدة ، ولا تبخل عليكم بمالها ولا بحلي نسائها ، ولا تتأخر عن التضحية بخيرة رجالها ، ولا بزهرة شبابها ، من أجل حرية بلادنا ، وطهر قدسنا ، واعلموا أن قضيتنا طاهرة فلا ندنسها ، وهي شريفة فلا نعيبها ، وهي مقدسة فلا نمس طهرها بسوء ، ولا نسمح لأحدٍ بأن يجرنا إلى غير غاياتنا ، ولا أن يأخذنا إلى غير معركتنا ، وأن يضر بنا ويقودنا من حيث لا نريد إلى حتفنا ، وضياع قضيتنا…بالله عليكم أيها الفلسطينيون أصغوا السمع ، واسمعوا واعوا … وكونوا على قدر المسؤولية ، فأنتم أمناء على أعز قضية ، وأعظم أمانة ، فلا تستهينوا بها ، ولا تفرطوا في حمايتها ، ولا تكونا سبباً في انفضاض الأمة من حولنا ، وتخليها عنا ، وابتعادها عن قضيتنا ، فهذا والله يسعد العدو ، ويفرح الصهاينة ، ويرضي أولياءهم ، ويلبي آمال من أحبهم…
التعليقات مغلقة.