المفكر القومي المحامي محمد احمد الروسان يكتب: الأزمة في الأردن أزمة الضرورة ومركبة ومعقدة.
مدارات عربية – السبت 14/11/2020 م …
كتبا لمحامي محمد احمد الروسان*
*عضو المكتب السياسي للحركة الشعبية الأردنية
حسناً كيف ذلك؟
عندما تتسع الرؤية تتضيق العبارة، فالأباحية في الفكر، تقود الى الأباحية في الجسد، والأخيرة تتماثل وتتساوق مع الرذيلة السياسية.
الأقارب عقارب، وقد تموت الأفاعي من سمّ العقارب، ومع ذلك مهما أوغلت مؤامرات البعض العربي المنبطح المتساوق المتماهي مع الأخر العدو، كسكاكين مغروسة بخواصرنا، سنبقى نسقاً سياسياً، وشعباً وجيشاً عربياً أردنيّاً ونظاماً(رغم السلبيات) متعبون بعروبتنا، ولولا هذا البعض منّا المتأمرك والمتأسرل، والمتفرسن والمتبرطن والمتغربن، المعولم عمالةً وخيانةً وتساوقاً وتماهياً، في بعض مفاصل النظام الرسمي العربي، وتمفصلاته وسياقاته العسكرية والمخابراتية، بجانب شراذم من الدهماء البلهاء، وديمقراطياتها الديموغوجية الغوغائية، ما كنّا نحسب أنهم أعراب.
من الخليج تحول الدولار من الذهب إلى النفط، ومن الخليج يتم إعادة تخليق وترتيب لوضع الدولار عبر فوبيا إيران وحزب الله والعلاقة مع الكيان الصهيوني، بعبارة أخرى ومختلفة ومحاولة في تقريب الفكرة واستيعابها عبر المثال التالي: الحلس(بكسر الحاء وتسكين اللام): هو الثوب الناعم الذي يكون بين ظهر الدابّة والسرج، وهذا في علم الاجتماع، يسمى الطبقة الوسطى(في بلادنا تجهد الدولة الأردنية لدينا وحكومتها على حمايتها قدر المستطاع، بالرغم أنّه لا طبقة وسطى في الأردن، وجائت جائحة كورونا المفتعلة والتي يتم توظيفها محلياً بعد عيش هيسترياها وتوظيف حدثها، لتلعن “سنسفيل” هذه الطبقة، فصارت طبقة فقيرة، ليسهل تصفية القضية الفلسطينية على حساب الشعبين الأردني والفلسطيني وعلى حساب النظام السياسي الأردني لصالح نظام بديل)بين الملاّك(أصحاب رؤوس المال)والطبقة العاملة، مشكلة الحلس في العالم، أنّه تضخم وصار أكبر من السرج وأثقل على الدابّة، وأكل(بضم الثاني وكسر الثالث وفتح الأخير)علف الدابة وزاد الركب وأصبح يهدد توازن السرج ليسقط الملاّك، ومن هنا لا بدّ من تجفيف منابع تمويل الطبقة الوسطى التي تقود الحرب على الرأسمالية المتوحشة، وعجز المال الخليجي كان من شأنه أن باعد التوازن للطبقة الوسطى بعد عام 2008 م في الغرب، وصار هذا المال الخليجي الذي وظّف لأحداث التوازن للطبقة الوسطى هناك، صار يقود التمرد في تلك المجتمعات الغربية، وما يسمى بالربيع العربي والمؤامرة على سورية عبر حرب الشام والتي لم تكن حرب الرأسماليين التقليديين، بل كانت حرب البرجوازية المتوسطة العالمية(أيقونة سوبر الطبقة المتوسطة في العالم هم الأثرياء الخليجيون وخاصةً في السعودية والأمارات وغيرها، بجانب الوليد بن طلال وآل الحريري ومن هم على شاكلتهم وغيرهم)، صار الدولار عملة البرجوازية الاستهلاكية بعد عام 1977 م، وهزمت هذه البرجوازية الاستهلاكية في حربها العالمية الثالثة في الشام الآن، مما يترتب على هذه الهزيمة عودة الدولار الأمريكي إلى ما قبل عام 1977 م، والآن البلدربيرغ الأمريكي – جنيين الحكومة الاممية، وعبر لعبة ما تسمى الديمقراطية الامريكية ديمقراطية الواحد بالمائة، ومن خلال كارتلات الحزب الديمقراطي بزعامة جو بايدن وكامالا هاريس، على إعادة توجيه المال الخليجي في جلّه، ليصب في جيب الرأسمالية الفيزيائية وفي جيب البرجوازية الإرهابية، ولكن بتصويرها للبرجوازية الارهابية على أنها برجوازية الحمل الوديع.
لسنا من عراة الفكر، والوعي الحقيقي هو وعي مشتبك، ولكنه شقيّ أبداً، لأنّ حامل الوعي المشتبك نقدي بالضرورة، لا يكتفي بأن يكون له وجوده، بل يصر على أن يكون له حضوره، والحضور اشتباك لا محاله، ونزعم أنّ وعينا وعيّ مشتبك، والأنسان ابن بيئته.
انّ تداعيات وعقابيل وارتدادات هندسة النصر، غير تداعيات وعقابيل وارتدادات الهزيمة(ثمة مخاض عسير في المنطقة لدول وحركات مقاومة صاعدة، ودول وحركات تخريبية نازلة)، والخلافات بين مكونات وأطراف وعناصر مشروع منتصر، لا تقاس ولا تقارن بالخلافات بين مكونات وأطراف وعناصر مشروع مهزوم.
فلو انتصر المشروع الأمريكي الصهيوني الغربي البعض العربي، كقفّاز قذر بيد الأول في سورية، لشكّل التكفيريين الأرهابيين دعامة عسكرية واقتصادية لسرقة النفط والغاز والثروات، ولسوف ينتفع من هذا النصر لو تحقق جميع الأطراف المشاركة، وفقاً لأسهمهم في شركة العدوان على المنطقة، هم ما زالوا يحاولون في الشمال الشرقي لسورية – شرق نهر الفرات وفي التنف المحتل، وفي الرقّة المحتلة والشمال السوري المحتل، حيث مكب نفايات الأرهاب المعولم.
العرب واعلامهم مغرقون انشغالاً واستعراضاً، بنقل الاحتجاجات في أمريكا وباقي الساحات، وكأنّها في غرف نومنا، وأمريكا لكي تخرج من متاهاتها الداخلية بفعل بعض الاطراف بعد الانتخابات الرئاسية ونتاج مخاضها، تشدد العقوبات على ايران وفنزويلا، وفرض مزيد من العقوبات على الصين وروسيا ولبنان، والمضي قدماً في خطوات الضم وتجذير مفاهيم خطة السلام الامريكية، والتي تعني الشطب ثم الشطب ثم الشطب لكلا النظامين السياسيين الاردني والفلسطيني، وأكثر الخاسرين الشعب الفلسطيني والشعب الاردني ودوماً.
وبغطاء الدين السياسي يتآمر السعودي والاماراتي مع الكيان، كي يشاركوا في الرعاية الهاشمية للمقدسات الدينية(الاسلامية والمسيحية)في القدس المحتلة، في محاولة بائسة لأزاحة الاردن عن مهمته المقدّسة، فالأقصى والوطن لمن يحرره، وشعبنا الاردني والفلسطيني، بل وجلّ شعوبنا العربية، يرفضون كل مسارات التطبيع العربي الرسمي الاحتلالي مع الكيان.
أمريكا دولة ديكتاتورية الحزب الواحد بأحد الوجهين السياسيين، ان جمهوري، وان ديمقراطي، انتقلت من حكم الديمقراطية الى حكم البلوتوقراطية(أي حكم الأغنياء والأثرياء نتاجات ذراع البلدربيرغ الأمريكي، انّه المجمّع الصناعي الحربي، انّها ديمقراطية الواحد بالمائة)بملحقات ديمقراطية يسيل لها لعاب التوابع ودول الأعتلال العربي والخوزمتجي.
وفي هذه اللحظة العربية الحرجة، وهي أنضج لحظة لاخصاب شبق وعينا العروبي الثوري بحقيقة أنّ سايكس بيكو وبلفور ربطا انشاء ومصير أنظمة وساحات التجزئة والكيان معاً.
الكيان اللقيط، عدو لأنّه يغتصب أرضنا ووطننا، وأمريكا عدو لأنّها تقف وتدعم مع من يغتصب أرضنا ووطننا، تسقط معاهدة كامب ديفيد، تسقط معاهدة وادي عربة، يسقط الاتفاق القطري مع الكيان، يسقط الاتفاق الاماراتي مع الكيان، ويسقط الاتفاق البحريني مع الكيان، ويسقط أي اتفاق من الجانب العربي والاسلامي لاحقاً مع الكيان ومرةً واحدة والى الأبد.
يمكن القول إن الشعور العام المقاوم في الأردن، ورغم مرور أكثر من ثمانية وعشرين سنة من معاهدة وادي عربة، التي وقعها النظام السياسي لدينا مع الكيان، بخصوص الصراع مع الكيان لم ولن يتلاشى، ولكن ما يمكن الجزم به أن هذا الشعور ما زال يتعرض لهزات واحتواءات يديرها كارتل النظام الرسمي الأردني، هزّات من ابتكاره أحياناً، أو نسخ من تلك التي ينتجها النظام العالمي أساساً.
ومع كل أسف انّ اعلامنا الرسمي في الأردن في جلّه، وبعض الأعلام الخاص، هو اعلام التسلية الرائج والذي يصوغ أذهان البشر ضمن منطق واحد، وهذا المنطق تحت التكرار المستمر، والتعرض المستمر لقصف إعلام التسلية، يتلقى لاحقاً الأحداث المفجعة على وتيرة الاستجابة نفسها دون إحساس عميق بعمليات التفكيك التي لحقت بأصحابه من الداخل.
إعلام التسلية ودعاية الأمن والأمان، وأكذوبة السلطة الذكية المتحاذقة لحماية البلد الآمن في وسط ملتهب، جميعها جعلت الشعور العام المقاوم شعوراً فقط لا يحال إلى فعل، وهذا الشعور الذي لا يحال إلى فعل هو شعور حدثي طارئ، لحظي أو موسمي، والأهم أنه مفكك وغير منهجي أو شامل.
فحتى يصبح هذا الشعور منهجياً ومستمراً، لا بد أن يربط بعداء يومي للكيان، ولا بد أن يربط بالتضامن اليومي مع الأسرى، وبالتفكير اليومي لتحرير الأرض المغتصبة، وكل هذا يتطلب ممارسة يومية، وبيئة حاضنة من الصدامات العملية المتكررة مع الكيان، هذا ما تمنعه السلطة في بلادي الأردن، وتحاول دائماً تجنبه والبقاء بعيداً جداً عن تخومه، بعيداً عن نمط الحياة اليومي القائم على بغض الاحتلال ومحاولة تحرير الأرض.
الصورة الكلية، التي صنعتها السلطة في بلادنا للأردنيين، أنهم الأبعد عن الاشتباك، مع أنهم الأقرب إليه جغرافياً، ونجحت في منع إحالة الشعور العام المقاوم إلى فعل مقاوم، عبر إعلام التسلية ودعاية الأمن والأمان، والسياسة الذكية، وصناعة الأحداث الاستثنائية، وبناءً على ذلك، يمكن القول إن وادي عربة كانت نتيجة ولم تكن حدثاً تاريخياً، وسبقها الكثير من التمهيدات على هذا النحو، ومنها الاتصالات العسكرية والمخابراتية وغيرها وان كنت على معرفة بعض تفاصيلها.
ما يلزمنا كأردنيين للخروج من وادي عربة وتطوير قرارات الملك في هذا الخصوص، هو المزيد من أجواء الاشتباك الأيجابي والتوعوي والفكري والنقدي، وكل اشتباك ايجابي هو نقدي بالضرورة.
اذاً الوعي الحقيقي هو وعي مشتبك، ولكنه شقيّ أبداً، لأنّ حامل الوعي المشتبك نقدي بالضرورة كما أسلفنا، لا يكتفي بأن يكون له وجوده، بل يصر على أن يكون له حضوره، والحضور اشتباك لا محاله، ونزعم أنّ وعينا وعيّ مشتبك، وهذا كلّه من شأنه أن يحوّل الشعور العام الكامن إلى فعل، وهذا ما ستحاول السلطة تجنبه دائماً، ولكن ما تحاول تجاهله السلطة في الأردن هو أنّ التاريخ والجغرافيا ستنتقم من أكاذيب الإعلام وخاصةً اعلام التسليّة، حيث إعلام التسلية في عالم السياسة هو نوع من أنواع إحالة الكارثة إلى سخرية لاذعة من الذات، وتحويلها إلى ما هو مضحك، وحادثة التسلية تلك إلا تعبيراً آخر عن إحالة الفاجعة إلى حدث سينمائي ومسلي.
انّ الأزمة في بلادي، أزمة مركبة، والهندرة السياسية الرأسية والأفقية القادمة، للساحتين الاردنية والفلسطينية، وطبقة الكريما السياسية والاقتصادية وهندسة للديمغرافية بانتاجات جديدة، سوف تتفاقم مع وجود الرئيس جو بايدن حيث الأجندة للديمقراطي هي ذاتها للجمهوري بالنسبة لنا هنا، لكن الأول يعرضها أو \ ويغتصبها، بشكل تستلذ الآذان لسماعها والأعين لرؤيتها تتحقق.
وهي من ناحية أزمة حكم لم يعيد انتاج نفسه بشكل جيد بعد، ونخب تعاني من توهان صحراوي عميق ومتفاقم، وأزمة شعب بأصوله ومنابته المختلفة من ناحية أخرى، ومملكتنا الأردنية الهاشمية نموذج أممي حي، في كيف يكون التيه في صحراء الأستراتيجيا، بفعل طوارىء السياسة وطوارىء الأقتصاد وطوارىء علم الأجتماع السياسي، وطوارىء المشرعين الجدد، جلّهم بلا خبرة وبلا قدرة على المزاوجة بين ما هو قانوني وما هو سياسي تحت عنوان فن انتاج الضرورة(نتائج العملية السياسية الاخيرة في الاردن – أكثر من مؤشر على ذلك بنسبة تصويت 30%)، وبفعل الطابور الخامس والطابور السادس الثقافي، وفي علم الأستراتيجيا هناك شيء اسمه المرونة الأستراتيجية، حيث يعني هذا العلم قدرة الدولة أي دولة على استشراف المستقبل، وادراك مغزى المعطيات والتطورات في البيئة الخارجية، واتخاذ سياسات للاستجابة لتلك التطورات والمعطيات والوقائع بما يخدم استراتيجيتها الشاملة.
الدولة لدينا في الأردن تعاني من نقص حاد وعميق بشكل رأسي وأفقي في مهارات المرونة الأستراتيجية، ولم تدرك مغزى ما يدور في بيئتها الخارجية، فوجدت نفسها بلا حول ولا قوّة بشكل فجائي، فارتبكت وتباطأت، وانبطحت وتساوقت، وتماهت تماماً مع كل أسف وحصرة، مثل: المسحور له، فبات كالمأفون.
نعم السياسة الأردنية ما زالت حبيسة الماضي التليد، وفضّلت أن تبقى قابعة بتموضع غريب في منطقة الراحة الآمنة، التي عملت على تخليقها وخلقها حول نفسها، بفعل التيار المتأمرك المتأسرل فيها، وذهبت كافة الأطراف على الدفع بها الى هوامش المشهد وحافّاته غير المؤثرة، حتّى أنها لم تعد تلعب بالهوامش الممنوحة لها من قبل الأمريكي، وتمارس دبلوماسية الانتظار بفعل طوارىء السياسة والأقتصاد وعلم الأجتماع السياسي، تنتظر حل غيبي قد يلوح لها في الأفق السياسي المنسّد.
فهناك أكثر من طرف خارجي: طرف دولي، وطرف اقليمي، وطرف بعض عربي يعاني من اسهال شديد بشكل مائي في العلاقات مع الكيان الصهيوني، يدفع الأردن الى الأنفجار، كون مرحلة الأردن المستقر الآمن انتهت بالنسبة للقوى الدولية والكيان الصهيوني وبعض القوى الاقليمية التي تعاني كما قلنا من اسهلالات شديدة، في العلاقات المعلنة وغير المعلنة مع الكيان الصهيوني.
حيث من مصلحة الأطراف السابق ذكرها، بما فيها الكيان الصهيوني انفجار الوضع في الأردن، لأسقاط الدولة والتخلص من الالتزامات الدولية معها، وهي التي تلجم الطموح الصهيوني، وطموح السلفية الافنجيلية الأمريكية في القدس المحتلة، والضفة الغربية المحتلة، وقطاع غزّة المحتل مع تفعيل مسارات تفريغ الضفة الغربية باتجاه الأردن.
اذاً ثمة حالة أردنية لترتيب البيت الداخلي لأغراض اقليمية، حيث المحفّز لذلك مضامين وشروط صفقة القرن، ان لجهة التساوق والتماهي معها، أو لجهة مواجهتها وعقابيلها وتداعياتها، والملك بحاجة الى غطاءات سياسية لبعض القرارات، قبل الدخول في كواليس استحقاقات اقليمية واقتصادية مع ادارة أمريكية جديدة، هي ستكون بذات الأجندة للادارة الجمهورية المنصرفة، والاختلاف فقط شكلي بآلية العرض، وانّ أكبر وأكثر الخاسرين من صفقة القرن هما: الآردن وفلسطين المحتلة.
وصحيح أنّ الملك صنع لنفسه نخب، تصحّرت مع سنوات حكمه العشرين، وقد أبتليّ بها الملك لاحقاً، فصنعت هذه النخب فجوة كبيرة بينه وبين شعبه بأصوله ومنابته المختلفة، لذا على الملك أن يغيّر أدوات الحكم عبر تغيير النهج القائم، فحل الدولتين انتهى وأكل وشرب الدهر عليه، وحل مكانه البراغماتية الأقتصادية، حل اقتصادي وتحقيق المكاسب الأقتصادية فهي المحرك للعقل السياسي، مع تسويقات لمفهوم السلام الأقتصادي كمضمون لصفقة القرن، دون الدخول في تابوهات الحلول السياسية.
والسؤال هنا: هل تخشى اسرائيل مواجهات مع الجيش العربي الأردني العقائدي، آخر قلاعنا كأردنيين ومعه جهاز مخابراتنا الوطني – مخابرات دولة لا مخابرات حكومات أو أفراد أو كارتلات اقتصادية أو حتّى مخابرات ملك؟، فقيام دولة فلسطينية مصلحة أردنية وفلسطينية صرفة، وهذا ما يؤكد عليه الجميع، لذلك ليس للملك في مواجهة الضغوط الاّ الشارع وتحريكه وتسمينه بتوسعة حركة احتجاجاته بالمعنى الرأسي والأفقي لاحقاً، والايعاز لأجهزة الدولة الامنية عبر الايعاز لحكوماته، الكف عن اعتقال الناس والزج بهم بالسجون لأتفه الأسباب، وتحت عنوان قانون الجرائم الالكترونية العرفي، عند لحظة تنفيذ مفاصل وتفصيلات فنية لصفقة القرن، وعبر دفع الكتلة الديمغرافية من الضفة الغربية المحتلة نحو الأردن، ان قامت عمان باغلاق الحدود مثلاً في وجه هذه الكتلة الديمغرافية، كونها ستظهر اسرائيل بأنّها ترتكب جريمة انسانية فريدة من نوعها، ويظهرها أمام العالم أنّها جزّار العصر؟ كل ذلك لصالح كيانية سياسية جديدة في الأردن بديمغرافيا وجغرافيا حديثة، برأس جديد ونظام جديد، مع العلم أنّ مصر أحياناً تفتح المعابر وأحياناً تغلقها مع قطاع غزّة وتحت بند وعنوان انساني، والمتوقع أنّه ستكون هناك هندسات لتسمين قطاع غزّة على حساب أراضي مصرية في شمال سناء لغايات الدولة الفلسطينية القادمة في شقها الغزّاوي؟
الأجندة الأمريكية الجديدة والقديمة، ثابتة في السياسة الخارجية الامريكية في عهد أي ادارة، وهي عبارة عن خطر مباشر لأمن دول المنطقة التي تشارك في تنفيذها كأدوات ومعاول هدم لا بناء، فاستمرار المسألة السورية له تأثير سلبي واضح للوضع السياسي والأجتماعي والأنساني والأقتصادي في دول الشرق الأوسط، والوجود العسكري الأمريكي الدائم هدفه تأييد القوى السياسية الموالية لواشنطن، فالأردن ومصر مثلاً، مصدران للقوّة البشرية تخسران خسائر كبيرة، مما يقود الى زيادة انتقاد السلطات من قبل الشعوب، وزيادة في نشاطات المعارضة في المركز والأطراف لجلّ المحيط الجغرافي.
ويبدو لا بل مؤكد، أنّ تجمع الاعتدال العربي – عفواً الاعتلال العربي، معني بأن تعيد القيادة الفلسطينية النظر في موقفها من التحرك الأمريكي في ظل وجود بايدن – الديمقراطي الان هو سلّم نزول السلطة الوطنية الفلسطينية من على الشجرة، وهناك تباين بين موقف هذا التجمّع وبين الموقف الفلسطيني من المبادرة الامريكية للحل وهي مستمرة في عهد بايدن.
ونتوقع ممارسة مزيد من الضغوط على القيادة الفلسطينية، لحملها على مسايرة موقف دول محور الاعتدال أو الأعتلال العربي، التي على ما يبدو تعهدت للدولة العميقه في أمريكا، بتمرير الصفقة المشبوهة في الساحة الفلسطينية.
هذا وتدور اتصالات سرية بين الجانبين الفلسطيني والامريكي(الحزب الديمقراطي الفائز بالاستحقاق الرئاسي – بالرغم من أنّ أولوياته الداخل الامريكي وليس الخارج الامريكي)باطلاع اسرائيل، حول رزمة من “المبادرات” تقدمها تل أبيب وقرارات أمريكية لتشجيع الفلسطينيين على العودة الى طاولة المفاوضات، ومن بين ما تتضمنه هذه الرزمة، منح القيادة الفلسطينية دورا في خطة اعادة اعمار قطاع غزة والتي باتت جاهزة متكاملة.
* عنوان قناتي على اليوتيوب حيث البث أسبوعياً عبرها:
https://www.youtube.com/channel/UCq_0WD18Y5SH-HZywLfAy-A
هاتف خلوي: 0795615721 منزل – عمّان:- 5674111
0799057173
سما الروسان في 15 – 11 – 2020 م.
التعليقات مغلقة.