هل تتحول ناغورني كاراباخ الى ادلب “رقم 2” / كاظم نوري
كاظم نوري ( العراق ) – – الإثنين 16/11/2020 م …
حادث اسقاط الطائرة الروسية فوق اراضي ارمينيا ومقتل ثلاثة عسكريين يفترض ان لايمر مر الكرام ويقتصر الرد على استخدام مصطلح في بيان لوزارة الخارجية الروسية ” ردا ماحقا” بصرف النظر عن الاعتذار الاذربيجاني الرسمي وهو اعتذار شبيه باعتذار تركيا عقب اسقاط السوخوي الروسية في اجواء سورية عام 2018.
ان من اسقط المروحية الروسية في اجواء ارمينيا تصرف بناء على اوامر عسكرية في الحرب التي كانت مندلعة بين ارمينيا واذربيجان بالرغم من عدم مشاركتها في العمليات العسكرية وهو عدوان بالمفهوم العام كان يستحق الرد في الزمان والمكان الذي انطلقت منه الصواريخ لاستهداف الطائرة وبعملية ” جراحية” حتى لايتكرر مستقبلا حادث مشابه لاسيما وان قوات روسية اتخذت مواقع لها للفصل بين القوات الاذرية والارمنية في مناطق وممرات بمنطقة ناغورني كاراباخ..
لكن موسكو التي تقبلت اعتذار باكو في حينها وتدخلت لوقف الصراع واطفاء النيران المشتعلة عند حدودها لاندري كيف تتصرف لاحقا لاسيما وان الوضع في ارمينيا تازم بشل خطير ووصل الحال ان اتهمت المعارضة الحكومة بالخيانة بالتسليم بنتائج الحرب مثلما اعلن عن محاولة لاغتيال رئيس الحكومة او محاولة انقلاب فاشلة تم احباطها .
ان دعوة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاحتفاظ ب” الكنائس” الموجودة في مناطق ناغورني كاراباخ التي وقعت تحت سيطرة القوات الاذربيجانية بعد المعارك العسكرية وعدم المساس بها لم تات اعتباطا لانه يعلم جيدا اية ” جماعات” ارهابية تم زجها من قبل انقرة في الصراع ويبقى الوضع هشا طالما ان هناك تدخلا تركيا يرافقه تصريحات غير مسؤولة من قبل المسؤولين الاتراك الذين تصدروا المشهد باعتبار ان ناغورني كاراباخ هي الاخرى تابعة للامبراطورية العثمانية وتم سلخها في غابر الازمان جراء حروبها العبثية في المنطقة.
تركيا التي ارسلت الاف ” الارهابيين والمرتزقة الى منطقة الصراع في ناغورني كاراباخ التي دعا الرئيس الروسي بوتين الى عدم وصفها بالنزاع تصرفت بطريقة قد تلحق الاذى حتى بايران المجاورة لكل من ارمينيا واذربيجان وهناك انباء تحدثت عن مقتل ثلاثة من حراس الحدود الايرانية في تلك المناطق فضلا عن القصف الايراني لمواقع قالت طهران ان ارهابيين يتخذون منها قواعد للتسلل والعدوان على مناطق في ايران .
تركيا وحدها تتحدث عن تكرار سيناريو ” الممرات” ووقف اطلاق النار في القوقاز وتطبيقه في محافظة ادلب السورية الا ان الموقف الروسي وبعد المفاوضات التي جرت في انقرة اخيرا لم نسمع عنها شيئا .
صحيح ان هناك تاكيدات روسية متلاحقة بان ” قوات حفظ السلام” في ناغورني كاراباخ روسية بحتة ولن يجري التطرق الى قوات من بلدان اخرى لكن تركيا تحاول استغلال ” مفهوم الرقابة المشتركة مع روسيا ” على وقف اطلاق النار من اجل ان تكون تلك المراكز في منطقة الصراع بين باكو ويرفان وليس في اراضي اذربيجان وهو ما لاتقبل به ارمينيا التي باتت الاوضاع فيها مرشحة لنزاعات قد تتحول الى دولة شبيهة بمواقفها لدول الجوار الروسي مثل جورجيا وغيرها.
روسيا ارسلت وفدا رفيع المستوى الى تركيا لم يتم الكشف عن نتائج مفاوضاته مع الجانب التركي لاسيما وان انقرة عبرت عن ارتياحها لما تم التوصل اليه في ناغورني كاراباخ محاولة ان تعمم التجربة في محافظة ادلب السورية وقد اغراها مصطلح السنوات الخمس الذي ورد في الاتفاق الذي تم بين اذربيجان وارمينيا باشراف روسيا اي ان انقرة تسعى الى ان تضيف سنوات خمس لاحتلالها مناطق سورية الى احدى عشرة سنة منذ غزت قواتها هذه المناطق لتصبح فترة الاحتلال التركي ستة عشر عاما كفيلة بطمس معالم المدن السورية التي تخضع للاحتلال التركي او تلك التي بقيت فيها فلول الارهاب المدعوم من قبل تركيا.
ان اطالة امد بقاء القوات التركية في بعض المدن السورية لايختلف عن الوجود الامريكي العسكري غير الشرعي والمنافي للاعراف الدولية في شمال شرق دير الزور فيه ضرر كبير على الجغرافيا السورية والوضع السياسي في البلاد فضلا عن استغلاله من قبل انقرة وواشنطن لنهب ثروات الشعب السوري وان الانتظار طويل الامد دون اتخاذ موقف حازم باعتقاد البعض سوف يلحق المزيد من الضرر بسورية والمنطقة برمتها والى الذين يعولون على موقف امريكي جديد في ظل الادارة الامريكية القادمة فهم واهمون.
التعليقات مغلقة.